عمان 4 أغسطس 2025 (شينخوا) اتهم الأردن اليوم (الإثنين) مستوطنين إسرائيليين بـ"الاعتداء" على قوافله الإغاثية إلى قطاع غزة، داعيا السلطات الإسرائيلية إلى "تدخل جدي" وعدم التساهل مع هذا الأمر لمنع تكراره.

وقال وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) اليوم "إن قوافل المساعدات تتعرض للاعتداء من قبل مستوطنين في أثناء طريقها إلى قطاع غزة، كان آخرها يوم أمس إذ تم اعتراض طريق الشاحنات لمنعها من إكمال مسيرها باتجاه القطاع، وقد عاد عدد منها أدراجه بالفعل".

وتابع المومني "أن المستوطنين تجمهروا يوم أمس في الشارع العام، وأعاقوا حركة الشاحنات، حيث تمكنوا من تعطيل 4 منها من خلال رمي أجسام حادة على الأرض، ما أدى إلى انفجار إطاراتها".

وأضاف "أن شاحنتين أكملتا مسيرتهما بعد استبدال الإطارات وإصلاح الأضرار التي لحقت بهما، في حين لم تتمكن شاحنتان من مواصلة المسير وعادت إلى الأردن".

وأكد المومني أن "هذه ليست المرة الأولى التي تحصل فيها مثل هذه الحوادث بل تكررت دون أي مواجهة حقيقة لها، وهو أمر يستدعي تدخلا جديا من قبل السلطات في إسرائيل".

وحذر من "أن بعض الاعتداءات قد تلحق إصابات بشرية ولا تقف عند حدود الأضرار المادية"، داعيا السلطات الإسرائيلية إلى "عدم التساهل مع هذا الأمر واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع حصول هذه الاعتداءات التي تخرق القوانين والاتفاقيات".

وأكد الوزير الأردني "وجود عمليات سلب ونهب لقوافل المساعدات وعدم حمايتها وتأمينها، ما يساهم في إثارة الفوضى ومنع وصول المواد الإغاثية بطرق منظمة يستفيد منها المستحقون".

وأشار أيضا إلى وجود "تضييق" على عدد الشاحنات المرسلة إلى غزة يرافقه "أسلوب معقد للقبول بمرورها"، ما يؤخر عبورها.

ويبدأ الأمر بتقديم طلب إلكتروني، وتفتيش فوضوي على المعابر، وفرض جمارك مستحدثة، فضلاُ عن التحجج بانتهاء مدة الدوام لإعادة عشرات الشاحنات من حيث أتت، وفق المومني.

وأشار إلى "أن هذا الأمر يؤدي إلى خلق فوضى في الحركة وتكدس لعشرات الشاحنات على الحدود الأردنية وعلى الحدود مع قطاع غزة، ما يؤخر عملية نقل المساعدات وتوزيعها على الأهالي ويحد من عددها".

وأكد المومني "أن الأردن يمكنه إرسال 150 شاحنة مساعدات متنوعة يومياً عبر الممر الإغاثي إلى غزة".

وخلال الأسبوعين الماضيين وحتى اليوم دخلت 294 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة من أصل 452 شاحنة نتيجة "العراقيل الإسرائيلية" على المعابر الحدودية، وفق ما قال الأمين العام للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية حسين الشبلي، لقناة (المملكة) الرسمية اليوم.

واستؤنف دخول المساعدات إلى غزة قبل ثمانية أيام بعد إعلان الجيش الإسرائيلي تعليق عملياته العسكرية في مناطق بالقطاع لأغراض إنسانية، وذلك في ظل تفاقم أزمة الجوع وسوء التغذية في القطاع المحاصر.

ويشهد قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة، ازدادت حدتها منذ الثاني من مارس الماضي، بعد أن أغلقت السلطات الإسرائيلية جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، مما تسبب في تفشي الجوع ونقص حاد في المواد الغذائية والطبية.

واستؤنفت أيضا عمليات إسقاط المساعدات جواً على غزة، ويرسل الأردن المساعدات عبر القوافل البرية والإنزالات الجوية.

وتشن إسرائيل حربًا واسعة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، إثر هجوم مفاجئ شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل، أسفر، بحسب السلطات الإسرائيلية، عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز رهائن.

وأدت الحرب إلى مقتل أكثر من 60 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، إلى جانب دمار واسع في المباني والبنية التحتية.