4 أغسطس 2025 / شبكة الصين/ ذكرت مجلة "نيكي آسيا ريفيو" اليابانية مؤخرًا أن القادة الأوروبيين قد يشتكون لبكين من تدفق السيارات الكهربائية الصينية المنخفضة السعر إلى القارة الأوروبية، لكن محاولات كبح هذا التدفق قد تكون بلا جدوى. ففي صيف هذا العام، أصبحت السيارات الكهربائية الصينية مشهدا متكررا على الطرق الأوروبية. ووفقا لبيانات صادرة عن شركة "جاتو دايناميكس" العالمية لأبحاث السيارات، ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية الصينية في أوروبا بنسبة 47.5% في يونيو مقارنة بالعام السابق، وبلغت حصتها السوقية 5.5%، وهو رقم قياسي جديد. وحتى نهاية يوليو، ارتفع عدد تسجيلات السيارات الكهربائية الصينية في أوروبا بنسبة 91% على أساس سنوي، وبلغت حصتها السوقية 5.1%، أي ما يقارب ضعف ما كانت عليه، وتقترب من حصة مرسيدس-بنز التي تبلغ 5.2%. ويُعزى هذا النمو بشكل رئيسي إلى العلامات التجارية الصينية مثل "بي واي دي" و"لييبموتور" و"إكس بنغ".

وأشارت المجلة إلى أن المجلات والصحف السويدية المتخصصة في السيارات منحت تقييمات عالية للسيارات الكهربائية الصينية. وصرّح فريديريك تشو، نائب رئيس مجلس التجارة السويدي-الصيني، أنه رغم أن بعض المستهلكين المحليين ما زالوا يحتفظون بانطباعات سلبية عن المنتجات الصينية، إلا أن العلامات التجارية الصينية ستستحوذ على ما بين 10% إلى 15% من سوق السيارات الكهربائية في السويد خلال السنوات الخمس المقبلة. 

وقد كسبت الشركات الصينية ثقة السوق السويدية جزئيا بفضل استحواذ شركة جيلي على فولفو، والذي ساهم في انتشال فولفو من أزمتها. كما أن تمركز السكان في المدن التي تغطيها شبكة موزعي ومراكز صيانة السيارات الصينية ساعد في تقليص المسافة التي يحتاجها المستهلكون للوصول إلى نقاط الخدمة.

وفي الدنمارك المجاورة، الوضع مشابه. حيث أظهرت بيانات منصة السيارات الدنماركية "بيلباسين" أن الحصة السوقية للسيارات الصينية ارتفعت من 4.4% في نهاية عام 2024 إلى 5.5% في يونيو 2025. وقال يورن جرونكاير، رئيس جمعية السيارات الكهربائية الدنماركية: "يميل الدنماركيون تقليديا إلى تفضيل العلامات التجارية الأوروبية، لكن انتشار السيارات الكهربائية الصينية المنخفضة التكلفة مثل بي واي دي وإكس بنغ وإم جي، جعل اقتناء سيارة كهربائية أمرا ممكنا لكل أسرة دنماركية". كما توقع أنه من خلال الابتكار وتحسين الجودة والاستحواذات المحتملة، قد تصل حصة العلامات التجارية الصينية في السوق الدنماركية إلى 20% خلال السنوات الخمس المقبلة.

وحتى في السوق السويسرية التي تهيمن عليها السيارات الألمانية، استطاعت السيارات الصينية تحقيق اختراق. وقال هولغر فال، رئيس نادي السيارات الكهربائية السويسري: "سيارة بي واي دي دولفين هي أول طراز صيني يلفت الانتباه في سويسرا، خاصة بين فئة الشباب الذين لا يستطيعون شراء سيارات باهظة الثمن، وقد نشأوا في بيئة مليئة بالإلكترونيات العالية الجودة ومنصات التجارة الإلكترونية الصينية". ويتوقع النادي أن تستمر حصة السيارات الصينية في السوق السويسرية بالارتفاع. ومع اعتماد الشباب السويسري على تطبيقات شراء السيارات، تضعف ميزة العلامات التجارية الأوروبية التي تعتمد على الموزعين التقليديين، مما يمنح السيارات الصينية بيئة تنافسية عادلة.