غزة أول أغسطس 2025 (شينخوا) أكد تجمع عشائر قطاع غزة اليوم (الجمعة) رفضه القاطع التعامل مع مراكز توزيع المساعدات الأمريكية داخل القطاع، مشيرا إلى أن المعونات التي تقدمها "مغمسة بالدم".

وقال رئيس الهيئة العليا لشؤون العشائر حسن المغني، بمؤتمر صحفي عقد في مدينة غزة رفع خلاله لافتات كتب عليها (كفى للتجويع) (أوقفوا الحرب على غزة يا أحرار العالم)، إن المساعدات التي توزع بإشراف إسرائيل والولايات المتحدة مغموسة بدماء الفلسطينيين، موضحا أننا نقدم يوميا ما بين 80 إلى 90 قتيلا مقابل كرتونة معونات.

وأضاف المغني "نرفض هذه الطريقة المذلة، نريد أن نعيش بكرامة كبقية شعوب الأرض ونريد إعمار وطننا وكرامة إنسانية حقيقية، لا مساعدات مشروطة ومهينة".

وحذر من تفاقم المأساة في القطاع، قائلاً "أولادنا في الشوارع عراة جياع، لا ماء ولا طعام ولا نور، نشاهد الموت البطيء كل يوم، بينما العالم يتفرج بصمت".

وأشار إلى أن "المساعدات التي يُقال إنها دخلت إلى غزة لم يستفد منها أحد، وبقي الجوع هو الجوع"، مؤكدا أن المساعدات التي تدخل غزة "لا تصل إلى مستحقيها".

وجاء المؤتمر تزامنا مع زيارة المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوفً قطاع غزة اليوم حيث تفقد مركز توزيع المساعدات التابع لمؤسسة "غزة الإنسانية" التي تديره الولايات المتحدة في مدينة رفح جنوب القطاع.

وقالت الإذاعة العبرية العامة إن ويتكوف زار المركز برفقة السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكبي واطّلعا ميدانيًا على الأوضاع الإنسانية الصعبة والتقى بسكان محليين.

وأوضحت الإذاعة العبرية أن الزيارة جاءت بعد يوم من لقاء أجراه ويتكوف في القدس مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بحثا خلاله سبل تسريع إدخال المساعدات الإنسانية.

ودعا المغني، ويتكوف إلى "النزول إلى غزة ومشاهدة ما خلفته إسرائيل من دمار ومجاعة وأن يرى بأم عينه الخيام والفقر، والآلاف من كبار السن والنساء والأطفال الذين أنهكهم الجوع والهزال، ويعيشون تحت أشعة شمس الصيف الحارقة بلا مأوى ولا ماء ولا طعام".

وكانت مؤسسة "غزة الإنسانية" التي تديرها الولايات المتحدة قد بدأت عملها في 27 مايو الماضي، بإقامة مراكز توزيع في جنوب ووسط قطاع غزة، في خطوة قوبلت بتنديد فلسطيني وأممي على خلفية سقوط قتلى وجرحى من المدنيين أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات.

وقُتل أكثر من 1300 فلسطيني أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء منذ بدء عمل الآلية الأمريكية - الإسرائيلية، بحسب وزارة الصحة في غزة ومؤسسات حقوقية.

وتشن إسرائيل حربا واسعة في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، أوقعت، بحسب وزارة الصحة في القطاع، أكثر من 60 ألف قتيل و145 ألف مصاب بالإضافة إلى دمار كبير في المباني والبنية التحتية.

وجاءت الحرب إثر هجوم مفاجئ شنته حماس على جنوب إسرائيل، أسفر بحسب السلطات الإسرائيلية، عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز رهائن.

ويشهد قطاع غزة، أزمة إنسانية غير مسبوقة زادت حدتها منذ الثاني من مارس الماضي، حين أغلقت السلطات الإسرائيلية كافة المعابر المؤدية إلى القطاع، ما أدى إلى تفشي المجاعة.