بكين أول أغسطس 2025 (شينخوا) تواصل الشركات الصينية تعزيز حضورها التنافسي في سوق اقتصاد الارتفاعات المنخفضة على المستوى العالمي، وذلك بفضل التقدم التكنولوجي والابتكار في مجالات المركبات الجوية الجديدة، ولا سيما طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية والطائرات بدون طيار، ما يعكس ديناميكية الصين في هذا القطاع الناشئ عالميا.

وتعد طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية نوعا من وسائل النقل الجوي قادرا على الإقلاع والهبوط عموديا على غرار المروحيات، ولكنها تتميز عنها بالاعتماد على الطاقة الكهربائية بدلا من الوقود التقليدي، مما يقلل من انبعاثات الكربون، بالإضافة إلى مزايا مثل انخفاض الضوضاء وتكاليف التشغيل المنخفضة وعدم الحاجة إلى مدرجات للإقلاع والهبوط، وتوفير خدمة نقل شبه "من الباب إلى الباب". هذه الخصائص تفتح المجال أمام استخدامات واسعة النطاق لها في مجالات مثل التنقل الحضري والسياحة وتوصيل البضائع وغيرها في مجال جوي منخفض دون 1000 متر.

وتتوقع مؤسسة "مورغان ستانلي" أنه بحلول عام 2030، سيكون هناك 12000 طائرة إقلاع وهبوط عمودي كهربائية قيد الاستخدام عالميا كـ"تاكسي جوي" وفي خدمات النقل إلى المطارات والرحلات بين المدن، مع وصول حجم السوق العالمية إلى 55 مليار دولار أمريكي. ووفقا لتقديرات شركة "بورشه" للاستشارات، من المرجح أن تستحوذ السوق الصينية على ما يتراوح بين 25 و30 في المائة من السوق العالمية لهذه الطائرات بحلول عام 2030.

وقال تشي تشي، الخبير من المركز الصيني لبحوث التنمية عالية الجودة للطيران المدني، إنه بفضل ميزات الصين المتراكمة في سلاسل التوريد المتكاملة في مجالي الطائرات المسيرة والسيارات الكهربائية، إلى جانب التخطيط الاستراتيجي لاقتصاد الارتفاعات المنخفضة، تحتل الصين حاليا مكانة رائدة عالميا في مجال طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية.

وفي هذا السياق، شهدت الأسابيع الماضية توقيع صفقات تصدير بقيمة قياسية. ففي 16 يوليو الماضي، وقعت شركة "أوتوكرافت" الإماراتية مذكرة تفاهم مع شركة شانغهاي "تي-كاب" المحدودة للتكنولوجيا لشراء 350 طائرة إقلاع وهبوط عمودي كهربائية من طراز "إي 20" بقيمة مليار دولار أمريكي. وبعد أسبوع فقط من ذلك، وقعت شركة "بان باسيفيك" التايلاندية اتفاق نوايا مع شركة "فولانت إيروتك" الصينية بقيمة 1.75 مليار دولار أمريكي لشراء 500 طائرة إقلاع وهبوط عمودي كهربائية، ما يعد أكبر طلب شراء مبدئي منفرد في هذا القطاع الصاعد بالصين حتى الآن.

وفي مجال الطائرات بدون طيار، تعمل الشركات الصينية أيضا بنشاط على توسيع التعاون الخارجي بهدف تقاسم ثمار التنمية في مجال اقتصاد الارتفاعات المنخفضة مع شركاء حول العالم، لا سيما في مجالي الزراعة واللوجستيات.

وأظهر تقرير سنوي لعام 2025 أصدرته شركة "دي جيه آي" الصينية حول رؤى صناعة الطائرات المسيرة الزراعية، أن عدد طائراتها المسيرة الزراعية قيد الاستخدام عالميا بلغ نحو 400 ألف طائرة بنهاية عام 2024، بزيادة قدرها 90 في المائة مقارنة بعام 2020. وأسهم هذا الانتشار في توفير 222 مليون طن من المياه وتقليل 30.87 طن من انبعاثات الكربون، ما يعزز الزراعة الذكية والمستدامة.

وفي قطاع التوصيل الذكي، منحت هيئة دبي للطيران المدني في شهر ديسمبر الماضي شركة "كيتا درون" التابعة لشركة "ميتوان" الصينية، ترخيصا تجاريا لخدمات التوصيل عبر طائرات بدون طيار ما وراء نطاق الرؤية البصرية، مع إطلاق مسارات تشغيلية عديدة لتوصيل الطلبات باستخدام الطائرات بدون طيار في دبي تقدم خدمات توصيل سريعة وفعّالة تشمل الطعام والأدوية والمواد الأساسية الأخرى.