بقلم د.أُنس الزليطني، خبيرة في السياسة الدولية

1 أغسطس 2025 / شبكة الصين/ تحتضن الصين العديد من المنتديات التي توسع علاقاتها الدولية، وتعزز الاقتصاد العالمي، حيث احتضنت بكين في 24 يوليو 2025 القمة الـ25 بين الصين والاتحاد الأوروبي، وقد حضر هذه الفاعلية مسؤولون صينيون وكبار قادة الاتحاد الأوروبي، ويصادف هذا العام الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والاتحاد الأوروبي. وقد حقق التعاون والتبادل بين الجانبين خلال العقود الماضية العديد من النتائج الهامة، حيث شهدت العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي تطورا واستقرارا خلال السنوات الخمسين الماضية، وارتفعت التبادلات التجارية بين الجانبين من 2.4 مليار دولار أمريكي إلى أكثر من 786 مليار دولار أمريكي، وارتفع رصيد الاستثمار بين الجانبين إلى حدود 260 مليار دولار أمريكي، كما تعززت التبادلات الثقافية والشعبية بشكل كبير.

خلال القمة الـ25 بين الصين والاتحاد الأوروبي، تم إصدار بيان مشترك حول المناخ يدعو إلى دعم اتفاق باريس وتعزيز القيادة المشتركة في "كوب 30" في البرازيل. وقد دعت القمة إلى تسريع نشر الطاقة المتجددة وتعزيز التجارة في التكنولوجيا النظيفة، وإدارة الانبعاثات والتكيف المناخي. أما في مجال التجارة، فقد تناولت القمة الفجوة التجارية الضخمة لصالح الصين والتي تجاوزت 300 مليار يورو، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي إلى ضرورة موازنة العلاقات التجارية والوفاء بالمبادئ الأساسية على رأسها عودة التناظر في الاستثمار والتكنولوجيا وأيضا دعم السوق الأوروبية.

تناولت القمة العديد من القضايا الجيوسياسية، وشملت عدة ملفات حساسة شملت الحرب الأوكرانية-الروسية والتوترات في بحر الصين الجنوبي وملفات الأمن السيبراني. كما أكد الاتحاد الأوروبي تمسكه بمبدأ "الصين الواحدة" مع أهمية الحفاظ على السلام والاستقرار بين ضفتي مضيق تايوان. وقد اتفق الجانبان على أهمية الحفاظ على نظام دولي قائم على القوانين ومكافحة الأحادية القطبية وفرض العقوبات من طرف واحد لتعزيز التعددية العالمية.

حققت القمة الـ25 نتائج إيجابية على عدة مستويات رغم أنها لم تسفر عن اختراقات كبيرة في ملفات الخلاف القائمة بين الجانبين، وتُعتبر هذه القمة ذات رمزية سياسية كبرى بمناسبة مرور خمسين عاما وهو ما منح هذه القمة طابعا احتفاليا ورمزيا. وقد أظهرت هذه القمة أن كل من الصين والاتحاد الأوروبي حريصان على إبقاء قنوات التواصل مفتوحة رغم كل التوترات الجيوسياسية والتجارية. كما تسعى هذه القمة إلى الحفاظ على قنوات التعاون بين الطرفين في الاقتصاد الدائري وأسواق الكربون والتكنولوجيا الزراعية، وتعزيز الحوار السياسي ومحاولة الإصلاح التجاري مع تعزيز آليات التعاون الفني والتقني. 

--------------------------

الآراء الواردة في المقال تعكس آراء الكاتب فحسب، وليس الشبكة