غزة 31 يوليو 2025 (شينخوا) نشرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم (الخميس) مقطع فيديو للجندي الإسرائيلي المحتجز لديها روم بارسلافسكي قبل فقدان الاتصال بالمجموعة الآسرة له قبل أيام جراء محاصرة الجيش المنطقة التي يحتجز فيها.

ويظهر بارسلافسكي في الفيديو، الذي بلغت مدته 6 دقائق بحالة مزرية وفقدان في الوزن، بينما كان يشاهد قناة ((الجزيرة)) الفضائية الإخبارية عبر شاشة كبيرة وضعت أمامه تنشر صورا للمجاعة في قطاع غزة.

وقال الجندي المحتجز، أنا روم بارسلافسكي (22 عاما) جندي في الجيش الإسرائيلي، أسير لدى سرايا القدس منذ أكثر من عام و9 أشهر.

وقال بصوت مختنق ويجهش بالبكاء إن الإمداد انقطع نتيجة عملية التجويع التي يتعرض لها سكان القطاع، قائلا "نتنياهو يتحمل مسؤولية مرضي ودمي".

وأضاف بينما يتقلب على فراشه وبدا هزيلا وضعيفا في الجسم "أنا لا آكل ولا أشرب وأرجوكم أدخلوا الطعام لأنني أموت من الجوع، وأخشى ألا أخرج حيا من القطاع".

وهاجم الجندي المحتجز الحكومة والجيش الإسرائيلي، محملا إياهما المسؤولية عن الجوع الذي يمر به وحالته الصحية، داعيا إلى وقف الحرب على قطاع غزة.

ووفقا للمقطع المصور ظهر على ورقة كتبها الجندي المحتجز باللغة العبرية بتاريخ 20 من شهر يوليو الجاري، أي قبل يومين من انقطاع الاتصال مع المجموعة التي أسرته.

وقالت سرايا القدس إن المقطع الذي بثته، عثرت عليه بعد فقدان الاتصال بالمجموعة الآسرة، لبارسلافسكي، فيما لم يصدر أي تعليق فوري من قبل الجيش الإسرائيلي على الفيديو المصور.

وفي 22 يوليو الجاري، أعلنت سرايا القدس فقدان الاتصال بمجموعة تحتجز جنديا إسرائيليا بعد توغل الجيش الإسرائيلي وحصاره لمناطق يعتقد أن الأسير محتجز فيها.

وقال الناطق باسم سرايا القدس، والذي يعرف باسم أبو حمزة، في بيان مقتضب في حينه، "فقدنا الاتصال مع مجموعة التأمين المسؤولة عن الجندي الإسرائيلي روم بارسلافسكي، ولا نعلم مصيرهم حتى الآن"، مضيفا أن انقطاع الاتصال جاء بعد توغل قوات إسرائيلية ومحاصرتها لمناطق يتواجد فيها الأسير.

ولم يشر الناطق إلى مصير الجندي أو المجموعة التي تأسره.

وتعتقد إسرائيل أن الفصائل الفلسطينية في غزة ما تزال تحتجز 50 رهينة من بينهم 20 على قيد الحياة.

في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي أمس (الأربعاء) إنه يواصل، بناء على توجيهات المستوى السياسي وفي إطار التعاون القائم بين إسرائيل والإمارات والأردن ومصر، عبر منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية اليوم سلسلة من الخطوات الهادفة إلى تحسين الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة.

وخلال الساعات الأخيرة، تم انزال 32 رزمة مساعدات إنسانية من الجو، تضمنت مواد غذائية لسكان جنوب وشمال قطاع غزة، بحسب بيان صادر عن الجيش.

وأشار البيان إلى مواصلة الجيش الإسرائيلي العمل من أجل تحسين الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة، بالتعاون مع المجتمع الدولي، مع نفي الادعاءات الكاذبة بشأن تجويع متعمد في القطاع.

وتشن إسرائيل حربا واسعة في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، أوقعت، بحسب وزارة الصحة في القطاع، أكثر من 60 ألف قتيل و145 ألف مصاب بالإضافة إلى دمار كبير في المباني والبنية التحتية.

وجاءت الحرب إثر هجوم مفاجئ شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل، أسفر بحسب السلطات الإسرائيلية، عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز رهائن.

وتوقفت الحرب لنحو شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه بوساطة مصرية قطرية أمريكية في 19 يناير 2025، قبل أن تستأنف إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة في 18 مارس الماضي، بعد انتهاء مرحلته الأولى وتعثر المفاوضات بين إسرائيل وحماس بشأن بدء المرحلة الثانية أو تمديده.

ويشهد قطاع غزة، أزمة إنسانية غير مسبوقة زادت حدتها منذ الثاني من مارس الماضي، حين أغلقت السلطات الإسرائيلية كافة المعابر المؤدية إلى القطاع، ما أدى إلى تفشي المجاعة.