arabic.china.org.cn | 28. 07. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
من المقرر أن تغادر الرحلة MU845 المتجهة إلى باريس مطار نانجينغ لوكو الدولي في نانجينغ، مقاطعة جيانغسو شرقي الصين، أواخر 8 يوليو 2025
28 يوليو 2025 /شبكة الصين/ يصادف هذا العام الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والاتحاد الأوروبي، وهي محطة مهمة في علاقة نضجت من خلال الحوار والتعاون والمنفعة المتبادلة.
ومع تزايد تعقيد المشهد الدولي، تذكّرنا هذه الذكرى، في وقتها المناسب، بأن الصين شريك أساسي لأوروبا وليست منافسًا منهجيًا، وهذا التمييز مهم. فعلى الرغم من الخلافات العرضية، فإن العلاقة بين الصين وأوروبا تقوم على مجموعة واسعة من المصالح المشتركة، بما في ذلك التجارة والمناخ والحوكمة العالمية. ويجب ألا تطغى نقاط الاحتكاك الفردية على هذه المجالات المشتركة.
ومن مجرد 2.4 مليار دولار أمريكي في التجارة عام 1975 إلى ما يقرب من 785 مليار دولار في عام 2024، أصبحت العلاقات الاقتصادية بين الصين والاتحاد الأوروبي واحدة من أكثر محركات النمو العالمي حيوية. فقد ربطت عشرات الآلاف من قطارات الشحن المدن الصينية بأكثر من عشرين دولة أوروبية. كما توسعت تدفقات الاستثمار بشكل مطرد. وتزدهر قطاعات السياحة والتعليم والتبادلات الثقافية بين الشعوب. ومثل هذه العلاقة ليست علاقة عدائية، بل هي علاقة ضرورية.
صحيح أن الصين والاتحاد الأوروبي، مثل جميع القوى الاقتصادية الكبرى، لا يتفقان على كل شيء. ولكن الخلاف لا يعني المواجهة. ففي الواقع، من خلال الحوار يمكن إدارة الاختلافات وتعزيز المصالح المشتركة.
واستفاد الاتحاد الأوروبي منذ زمن طويل من تجارته مع الصين، ليس فقط من خلال صادرات السلع، بل أيضًا من خلال سهولة وصول شركاته إلى السوق الواسعة والمتطورة. ومن العلامات التجارية الفاخرة والسيارات إلى الأدوية والهندسة، شكلت الشركات الأوروبية حضورًا قويًا في الصين.
علاوة على ذلك، لا تقتصر التجارة على السلع فحسب. فقد شكّلت خدمات مثل التعليم والسفر والسياحة، التي تتمتع أوروبا بمزايا واضحة فيها، جزءًا متناميًا وحيويًا من التبادلات الثنائية. وقدّم السياح والطلاب ورجال الأعمال الصينيون مساهمات قيّمة في الاقتصاد والحياة الثقافية بأوروبا.
وتشترك الصين وأوروبا أيضًا في مبادئ مشتركة. فكلاهما يدعو إلى التعددية ونظام دولي يتمحور حول الأمم المتحدة ونظام تجاري متعدد الأطراف باعتبار منظمة التجارة العالمية كالمركز؛ وكلاهما يدعم التعددية القطبية والعولمة؛ وكلاهما ملتزمتان بمواجهة تغير المناخ وعجز التنمية وغيرهما من تحديات حقيقية تتطلب التعاون لا المواجهة.
حاوية تابعة لشركة القطار فائق السرعة الصيني (China Railway Express) بمنطقة تشيبيل اللوجستية الحرة في بودابست بالمجر في 12 أبريل 2022
ولا تسعى الصين إلى الهيمنة في الشؤون العالمية، ولم تفرض أبدا خياراتها على أوروبا، ولم تُلقِ باللوم على الاتحاد الأوروبي في تحدياتها الداخلية. على العكس من ذلك، دأبت الصين على دعم أوروبا قوية وموحدة وتتمتع باستقلالية إستراتيجية. وتؤمن الصين إيمانًا راسخًا بأن أوروبا قطب أساسي في عالم متعدد الأقطاب وشريك رئيسي في تعزيز نظام عالمي أكثر شمولًا وعدلًا.
ويتماشى سعي الصين نحو التنمية عالية الجودة مع أهداف أوروبا المتمثلة في التحول الأخضر وتجديد القدرة التنافسية. وعلى الرغم من وجود اختلافات بشأن بعض القضايا، فإن باب الصين أمام أوروبا لا يزال مفتوحًا. وستواصل الصين توسيع التعاون في مجالات تمتد من التنمية الخضراء إلى الابتكار الرقمي، ومن حوكمة الذكاء الاصطناعي إلى الحفاظ على اقتصاد عالمي حر ومفتوح.
إن أهمية العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي تتجاوز بكثير المصالح الثنائية. سواء في سلاسل الإمداد الخضراء أو وضع معايير تكنولوجية مشتركة أو حوكمة المناخ، فإن كل مجال من مجالات التعاون يبعث برسالة أمل واستقرار إلى عالم يموج بالتغيرات.
وأشار مركز الفكر العالمي المعني بتغير المناخ E3G، فإن الصين والاتحاد الأوروبي يمثلان قوتين رئيسيتين في مجال التكنولوجيا النظيفة، ومحددَين لجدول الأعمال في سياسة المناخ العالمية. والسماح للتوترات الجيوسياسية أو الاحتكاكات التجارية بتقويض هذا التعاون سيكون خطأً استراتيجيًا جسيمًا.
وتحتاج العلاقة الصينية الأوروبية إلى مزيد من الثقة لا الشك، ومزيد من الجسور لا الحواجز. ويتطلب هذه العلاقة العودة إلى الروح الأصلية للتعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي، القائمة على الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة والتقدم المشترك.
وأشار المسؤول السابق في الاتحاد الأوروبي غيرهارد شتال، إلى أن تصوير الصين باعتبارها "خصمًا نظاميًا" قد أسهم أكثر في تأجيج سوء الفهم بدلًا من تعزيز الانخراط البنّاء. وتعد الصين، كونها أحد أهم شركاء أوروبا، مصدرًا للتوقعات طويلة الأمد وفرصًا هائلة. وإن آفاق العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي أكثر إشراقًا من أي وقت مضى.
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |