غزة 26 يوليو 2025 (شينخوا) أكد عضو فريق التفاوض في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) غازي حمد، اليوم (السبت) أن الحركة تعمل مع الوسطاء على استمرار المفاوضات رغبة في الوصول إلى وقف نهائي لإطلاق النار في غزة، آملا أن تعود إلى مسارها الصحيح في وقت قريب.

وقال حمد في تصريح تلفزيوني نشره موقع حماس اليوم "نعمل على استمرار المفاوضات لأننا نرغب في الوصول إلى وقف نهائي لإطلاق النار، وإنهاء العدوان والحرب على غزة، ونبذل جهدًا كبيرًا إلى جانب الأشقاء في مصر وقطر، الذين يقومون بدور مهم في إبقاء العملية التفاوضية قائمة رغم التحديات".

وأضاف حمد أن "المفاوضات تمر بمراحل وقد تتعثر أو تتوقف، وهذا طبيعي، فقد كانت منذ بدايتها تتحرك بصعوبة، لكننا نبذل أقصى جهدنا ونعوّل على الوسطاء ونسعى للوصول إلى اتفاق يوقف نزيف الدم ويضع حدًا للحرب الوحشية على قطاع غزة".

وتابع "لا أحد يريد انهيار المفاوضات، والجميع يسعى إلى التوصل لاتفاق لأننا الآن أمام لحظة مفصلية لا تسمح ببدائل، والحرب فظيعة والخسائر مهولة، والكل يدرك أنه لم يعد هناك خيار سوى وقفها باتفاق عادل ومنصف يحفظ كرامة شعبنا".

وأكد حمد ثقة حركته بجهود الوسطاء المصريين والقطريين، معربا عن أمله بالوصول إلى "اتفاق يوقف الحرب على شعبنا الفلسطيني، فهم المصدر الأساسي لمعرفتنا بموقف الاحتلال".

وأشار إلى أنه خلال الجولة الأخيرة من المفاوضات في الدوحة أبلغنا الوسطاء أن الأجواء كانت إيجابية والاتفاق كان قريبًا، والأمور تسير بسلاسة "لكننا فوجئنا بتراجع الطرف الإسرائيلي، ونسعى الآن لمعرفة ما إذا كان بالإمكان استئناف المفاوضات من حيث توقفت".

وقال "ننتظر من الوسطاء توضيحًا للموقف بعد انسحاب وفد الاحتلال الإسرائيلي والتصريحات الأمريكية الأخيرة، ونأمل أن تعود المفاوضات إلى مسارها الصحيح وتستأنف بشكل جدي ومثابر خلال وقت قريب لإنهاء هذه المعاناة الطويلة".

وتابع أن حركته قدَّمت رؤية موضوعية ومنطقية يمكن أن توصلنا إلى اتفاق واضح بشأن وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن المفاوضات مليئة بالمخاطر لأنها لا تحتمل الخطأ ولا تحتمل الانحراف.

وأشار إلى أن معركة المفاوضات لا تقل أهمية وجدية وخطورة عن المعركة في الميدان لأن الاحتلال ما لم يستطع أن يحصله في الميدان من خلال القوة العسكرية والقتل والإجرام والتجويع، حاول أن يفرضه في المفاوضات، وأن يفرض على حماس وقائع وحقائق لا يمكن أن نقبل بها.

وأوضح حمد أن الاحتلال الإسرائيلي حاول فرض قيودًا مشددة على موضوع المساعدات الإنسانية وعاند في ذلك كثيرًا لكننا أصرينا أن تصل إلى قطاع غزة وبكميات كافية وأن تتولاها الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني والمؤسسات الدولية التي كانت تعمل في قطاع غزة قبل 2 مارس الماضي.

أما في موضوع "خرائط الانسحاب"، قال حمد إن إسرائيل كانت تريد السيطرة على ما لا يقل عن 40% من قطاع غزة وتوسيع المناطق العازلة لكن "قاتلنا بشراسة وبقوة وبصلابة من أجل أن نمنع تغوّلها واستطعنا دفعها إلى الوراء ووضع رؤية جيدة مقبولة يمكن التعاطي معها في هذا الاتفاق".

وبشأن موضوع مفاتيح الأسرى، قال حمد "نحن ناقشناه بشكل جدي وبشكل موضوعي ومعنيون أن نُخرج أكبر عدد من الأسرى الفلسطينيين، خاصة من سكان قطاع غزة".

وأضاف أن القضية طُرحت على طاولة المفاوضات "وقدمنا فيها أرقامًا جيدة ومعقولة، ونأمل أن نصل إلى أن ننجح في إطلاق أكبر قدر ممكن من الأسرى، سواء كانوا من أصحاب المؤبدات أو الأحكام أو غير المحكومين".

وأعلنت إسرائيل الخميس الماضي إعادة فريقها التفاوضي من الدوحة إلى إسرائيل لإجراء "مشاورات إضافية" بعد تقديم حماس ردها على مقترح وقف إطلاق النار في غزة.

وبدأت قبل أكثر من أسبوعين جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل في قطر، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد 21 شهرا من القتال.

ويدور الحديث حول مقترح هدنة مؤقتة لمدة ستين يوما يتم خلالها الإفراج عن نصف الرهائن الإسرائيليين الأحياء الذين احتجزتهم حماس في هجومها في السابع من أكتوبر 2023، و18 من الجثث مقابل إطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين.

وتعتقد إسرائيل أن حماس ما تزال تحتجز 50 رهينة من بينهم 20 على قيد الحياة.

وتطالب حماس بضمانات لوقف الحرب بشكل نهائي، وهو الأمر الذي ترفضه إسرائيل التي تقول إن أحد أهداف الحرب هو القضاء على قدرات الحركة عسكريا وسلطويا في غزة.

وتشن إسرائيل حربا واسعة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، في أعقاب هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل، أسفر، بحسب السلطات الإسرائيلية، عن مقتل 1200 شخص واحتجاز رهائن.

وأدت الحرب إلى مقتل أكثر من 59 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، بالإضافة إلى دمار كبير في المباني والبنية التحتية. /نهاية الخبر/