الشارقة 26 يوليو 2025 (شينخوا) في شارع الوحدة بالشارقة شمال دول الإمارات، تنتظر السيدة أم حسن (72 عاماً) الحافلة الذكية التي صممت خصيصاً لتلبية احتياجات كبار السن وأصحاب الهمم.

تعاني أم حسن من هشاشة العظام، لكنها باتت تستقل الحافلة وحدها دون مساعدة، مما أعاد لها جزءاً كبيراً من استقلاليتها.

وتقول أم حسن لوكالة أنباء ((شينخوا)) بابتسامة: "قبل ثلاث سنوات، كنت أحتاج مساعدة أربعة أشخاص للتحرك، واليوم أتنقل وحدي بكرامة".

وتضيف: "الخدمة جعلتني أشعر أني لست عبئا على أحد، وأستطيع زيارة أصدقائي وأقاربي بسهولة"، وتتابع: "لم أتوقع أن الحكومة تهتم بنا بهذا الشكل، أشكرهم من قلبي".

هذه الحافلات الذكية جزء من مبادرة دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، التي وفرت 23 مركبة مجهزة بأسرة طبية، وأجهزة أكسجين، إلى جانب طواقم مدربة على التعامل مع كبار السن وذوي الهمم.

وتؤكد فاطمة البلوشي، مديرة وحدة الرعاية المتنقلة في الدائرة لـ ((شينخوا)): "هدفنا توفير نقل آمن ومريح يعيد لكبار السن وأصحاب الهمم استقلاليتهم وكرامتهم".

وتضيف: "نحرص على تدريب السائقين للتعامل بحساسية مع احتياجات المستخدمين، ونخطط لتوسيع الخدمة لتشمل المزيد من المناطق".

ومنذ بداية 2025، استفاد أكثر من 18200 شخص من هذه الخدمة، التي تغطي أكثر من 40 منطقة في الشارقة والمناطق الشرقية، واستناداً إلى استبيان داخلي، أعرب 92% من كبار السن عن رضاهم عن جودة الخدمة.

ويقول عبدالله المهيري (74 عاماً)، من سكان منطقة العزرة في الشارقة: “كنت أتجنب الخروج لأنني أشعر أنني عبء، الآن استخدم التطبيق لحجز الحافلة التي تصلني حتى باب منزلي وأشعر بالحرية والاحترام".

ويضيف: "المرافقون في الحافلة يعاملوننا بلطف، وهذا فرق كبير عن تجربتي السابقة، فهذه المبادرة جعلتني أشارك أكثر في حياة المجتمع وأشعر أني لست معزولاً".

وخلال يونيو الماضي، أطلقت هيئة الطرق والمواصلات في الشارقة خدمة "باص عند الطلب"، التي تسمح للمستخدمين بحجز الحافلة عبر تطبيق ذكي، مع استجابة سريعة خاصة في الأحياء التي تفتقر لمحطات قريبة.

وفي دبي، تسير هيئة الطرق والمواصلات على نفس النهج، حيث وفرت تسهيلات تشمل بطاقات "نول" مجانية، ومقاعد مخصصة لأصحاب الهمم وكبار السن، كما توفر أنظمة صوتية ومرئية في المحطات لتلبية احتياجات ذوي الإعاقة السمعية والبصرية.

ويعبر سالم السويدي (81 عاماً) من دبي، عن امتنانه قائلاً: “هذه الخدمات ليست مجرد نقل، بل احترام وكرامة تقدمها الحكومة لنا".

ويضيف: "كنت أخاف من استخدام الحافلات، لكن الآن أشعر بالراحة والثقة في كل رحلة" ويؤكد: "هذه التسهيلات تجعلني أشعر بأنني جزء من المجتمع، وليس عبئاً عليه".

وتأتي هذه المبادرات ضمن استراتيجية وطنية لدولة الإمارات تهدف إلى دعم الفئات الأكثر حاجة وتعزيز جودة الحياة لجميع السكان. /نهاية الخبر/