بعلبك، شرق لبنان 26 يوليو 2025 (شينخوا) وسط هدير التصفيق وعزف الإوركسترا وأضواء الليزر التي انعكست على أعمدة معبد "جوبيتر" الشاهقة، افتتحت في ساعة متأخرة الليلة الماضية، مهرجانات بعلبك الدولية في قلعة بعلبك الأثرية شرق لبنان والتي تحولت إلى مسرح مفتوح اختلط فيه الفن الراقي بالحنين، والواقع بالأمل.

لجنة "مهرجانات بعلبك الدولية" اختارت لليلة الافتتاح عنوان (صوت الصمود) والذي تضمن معزوفات مستوحاة من التراث اللبناني ومقطوعات عالمية، ترافقت مع عروض ضوئية تبعها عرض أوبرا "كارمن" من إنتاجها.

وتعتبر أوبرا "كارمن" إحدى روائع الأوبرا العالمية، وتمتاز بجمالية موسيقاها وألحانها الكلاسيكية، ولما تزخر به من قصص حب ممهورة بالتمرد والخيانة والمكائد والمآسي.

وأشار نائب رئيس بلدية بعلبك عبد الرحيم شلحة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إلى أن "فعاليات المهرجانات ستستمر حتى التاسع من أغسطس القادم وتتضمن جدولاً يشارك فيه فنانون من فرنسا، وإيطاليا، وأرمينيا، إضافة إلى نخبة من الفنانين اللبنانيين والعرب، وسط إجراءات تنظيمية وأمنية مشددة".

وأوضح أن " مهرجانات بعلبك الدولية كانت قد انطلقت عام 1956، ووصفت بأعرق التظاهرات الثقافية في الشرق الأوسط، لتتحول على مر العقود إلى منصة للحوار الفني والثقافي بين الشرق والغرب".

وقال إن "المعارك الإسرائيلية الأخيرة على لبنان حجبت العام الماضي مهرجانات بعلبك لتعود بزخم في هذا الموسم السياحي ، وبالرغم من الأزمات التي تعصف ببلدنا فإننا نعول على جذب السياح والمغتربين، وتنشيط الحركة الاقتصادية في هذه المنطقة.

من جهتها رئيسة لجنة مهرجانات بعلبك الدولية نايلة دي فريج قالت في كلمة القتها بالمناسبة " منذ سنواتٍ طويلة، ومنطقتنا ولبنان بشكل خاص- تعيش بين الحرب والهدنة، بينَ الأمل والخوف، بين الحضور والغربة، في دوامة لا تنتهي.

وتابعت "لكن، منذ سبعينَ عاما، وفي وسطِ هذا الاضطراب، كان هناك نور لا ينطفئ حيث أن مهرجانات بعلبك الدولية، شعلة من الفن والجمال، في وجهِ العتمة والقلق.

وأضافت"لقد سمحت لنا هذه المهرجانات أن نعرف الشباب على فن الأوبرا، وأن ندرب نساء ورجال على العملِ المسرحي وإبداع الأزياء، وأن نجمعَ فنانين من ثقافات مختلفة، وأن نحيي الصناعةَ السياحية والثقافيةَ من جديد".

محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر قال لـ ((شينخوا)) "عادت مدينة بعلبك من جديد إلى أيام الفرح، والثقافة، والفن متجاوزة ما أصابها من الحرب الإسرائيلية التي استهدفت الكثير من معالمها السياحية ومنها قلعة بعلبك الأثرية التي تستقبل من جديد الزوار والسياح اللبنانيين والعرب والأجانب".

وقال الشاب الثلاثيني جلال حداد لـ ((شينخوا)) لقد قصدت وخطيبتي من بيروت لحضور المهرجانات الدولية المميزة، فالتحدي هائلا حقا، فقد تجاوزت بعلبك الدمار والتهجير وأثبتت قدرة فائقة في تنطيم مثل هذا الفن الرائع، الذي وفر جوا من الفرح والبهجة للناس الذين وصلوا إلى هنا من مختلف المناطق اللبنانية".

يذكر أن تاريخ "مهرجانات بعلبك الدولية" يعود إلى منتصف القرن العشرين مع تنظيم أول أنشطة فنية في العام 1955 وبعد عام واحد أصدر الرئيس اللبناني آنذاك كميل شمعون قرارا باعتبار مهرجانات بعلبك الدولية مؤسسة حكومية هدفها تشجيع السياحة والثقافة في لبنان./نهاية الخبر/