arabic.china.org.cn | 25. 07. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
دبي 25 يوليو 2025 (شينخوا) وسط هدير الرافعات العملاقة بميناء جبل علي في دبي، تُشرف المهندسة الإماراتية هند الكعبي، على سلسلة مناورات دقيقة لرفع حاويات عملاقة وتحميلها على متن سفينة شحن متجهة إلى جنوب آسيا.
وفي موقع لطالما ارتبط بالرجال، تبرز الكعبي، كواحدة من عشرات الإماراتيات اللواتي اخترن كسر الصورة النمطية للعمل النسائي في البلاد.
وتقول الكعبي، وهي مشرفة تشغيل أولى في قسم الأتمتة بمجموعة ((دي بي ورلد)) لوكالة أنباء ((شينخوا)): "حين بدأتُ العمل هنا قبل خمس سنوات، كان أغلب من حولي من الرجال، لكن اليوم لدينا فريق نسائي إماراتي متكامل يدير أنظمة الرافعات الذكية، بل ويطوّر خوارزميات لتحسين كفاءة عمليات الشحن".
وتضيف "نحن لا نُطالب بالمساواة فقط، بل نمارسها ميدانياً".
ويشكل تمكين المرأة أحد المحاور الأساسية في رؤية الإمارات 2031، التي تنص على تعزيز مشاركتها الفاعلة في القطاعات الاقتصادية والعلمية والتقنية، لا سيما في المجالات غير التقليدية.
وقالت نائبة رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين منى المري، في تصريحات سابقة: "نعمل على إزالة الحواجز الثقافية والمؤسسية أمام النساء، ونشجع دخولهن في تخصصات كانت تُعتبر حصرية للرجال، مثل الطيران والذكاء الاصطناعي والهندسة الميكانيكية والنقل البحري".
والكعبي ليست وحدها في هذا المسار. ففي إمارة الشارقة، تعمل نورة السويدي، وهي خريجة علوم المواد، مشرفة على خط إنتاج في أحد مصانع الروبوتات الصناعية التي بدأت الإمارات في تأسيسها مؤخراً ضمن استراتيجيتها الصناعية الوطنية.
وتقول نورة "أشرف على أكثر من 20 روبوتاً يعملون في خطوط التجميع، ووظيفتي ليست فقط تشغيلهم، بل مراقبة الأداء وتحسين البرمجة".
وتابعت "هذا المكان كان حكراً على الذكور، لكنه أصبح بيئة طبيعية للمرأة الإماراتية الطموحة".
وفي أبوظبي، تقود الدكتورة فاطمة النقبي، فريقاً بحثياً في مركز أبحاث الطاقة النووية التابع لشركة ((نواة))، ضمن برنامج تشغيل محطات براكة للطاقة السلمية.
وتقول النقبي لـ((شينخوا)): "إن العمل في الطاقة النووية لم يكن يوماً هدفاً تقليدياً لفتاة إماراتية، لكن اليوم أصبح خياراً مشجعاً من الدولة والعائلة والمجتمع".
وتُظهر بيانات حديثة صادرة عن وزارة تمكين المجتمع أن نسبة النساء الإماراتيات العاملات في القطاعات الهندسية والتقنية ارتفعت من نحو 17 في المائة في عام 2015 إلى أكثر من 35 في المائة بحلول عام 2025، في مؤشر واضح على تسارع وتيرة إدماج المرأة في المجالات المتقدمة.
كما أظهرت البيانات أن نسبة القيادات النسائية في الشركات شبه الحكومية وصلت إلى ما يقارب 28 في المائة، بدعم من سياسات حكومية شجعت التوطين والتوازن بين الجنسين في مواقع صنع القرار.
وفي شركة (دي بي ورلد) تحديداً، سجلت مشاركة النساء في الوظائف التشغيلية والميدانية تضاعفاً خلال السنوات الثلاث الماضية، ضمن مبادرة "نحو شراكة كاملة" الهادفة إلى استقطاب الكفاءات النسائية وتطويرها في بيئات العمل غير التقليدية.
وتعمل مؤسسات اتحادية ومحلية إماراتية على رعاية برامج توجيه وتدريب للفتيات منذ المرحلة الثانوية لتمهيد الطريق نحو مهن غير تقليدية بدعم من مؤسسات مثل مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، ومؤسسة الإمارات للطاقة، ومجلس تنافسية الكوادر الإماراتية.
وتقول مديرة السياسات في وزارة تمكين المجتمع مريم الحمادي : "نحن لا ننظر للتمكين كقضية نسوية، بل كضرورة تنموية واقتصادية. الدولة لا تستطيع تحقيق تنافسيتها المستقبلية دون استثمار كل الطاقات الوطنية، رجالاً ونساء".
وبالنسبة لهند الكعبي، هذا التحول لا يُقاس بالأرقام فقط، بل بالرمزية أيضاً. واختتمت حديثها قائلة: "كل صباح أرتدي خوذتي وأمشي في رصيف الميناء، أشعر أنني لا أحمل فقط حقيبة عمل، بل مسؤولية فتح طريق جديد لبنات جيلي". /نهاية الخبر/
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |