تشنغتشو 25 يوليو 2025 (شينخوا) قال محمد المناعي، المدير العام لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) بالتكليف إن قمة وسائل الإعلام ومراكز الفكر لمنظمة شانغهاي للتعاون، التي تُعقد في مدينة تشنغتشو بمقاطعة خنان بوسط الصين، تعد فرصة نوعية لبلورة رؤى مشتركة تسهم في إعادة التوازن إلى المشهد الإعلامي الذي يمر بتحولات متسارعة.

وأكد المناعي خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) خلال مشاركته في القمة أنه في عصر تداخلت فيه الأخبار والمعلومات، وتصارعت على جنباته الحقائق والبيانات، وتعمقت صناعة الزيف، وانتشرت ماكينات إنتاج الخداع التي تهدد مصداقية مهنة الإعلام ونسيج الثقة بين المجتمعات، "يفرض الواقع على وسائل الإعلام ومراكز الفكر مسؤولية مضاعفة تبدأ من ترسيخ الشراكات الدولية، التي تمثل منظمة شانغهاي للتعاون عنوانا بارزا لها".

ورأى أن الإعلام يلعب دورا حيويا في بناء الجسور بين الحضارات، قائلا إن الطريق طويل ولا يزال هناك مجال كبير لتطوير وتوثيق التعاون الإعلامي، والتغلب على مختلف التحديات من خلال تعزيز قنوات الاتصال المباشر بين المؤسسات الإعلامية، مشيرا إلى أن المجال متاح لتأسيس منصات إعلامية مشتركة وتنظيم برامج تدريبية لتبادل الخبرات "بما يضمن أن نؤدي أدوارنا بشكل كامل".

وفي هذا الصدد، أشاد المناعي بالقمة، قائلا إنها "ليست محطة عابرة، بل فرصة نوعية لبلورة رؤى مشتركة تسهم في إعادة التوازن إلى المشهد الإعلامي الذي يمر بتحولات متسارعة، وترسخ دوره في صناعة الوعي المستنير وتوجيه السياسات العامة، وتوسع التعاون بين وسائل الإعلام ومراكز الفكر في دول المنظمة".

كما شدد المناعي على الحاجة إلى تبني مبادرات جديدة، تمنح المنظمة زخما كبيرا في رسم ملامح العملية الإعلامية، مؤكدا أنه من المهم أن تتوافق الرؤى لتنسيق السياسات الإعلامية المشتركة في القضايا ذات الاهتمام المتبادل والخروج بمقترحات وتوصيات تسهل إطلاق برامج للتدريب المهني وتبادل الخبرات للصحفيين والباحثين وتسهل إجراءات السفر والاعتمادات الإعلامية في دول المنظمة، علاوة على البدء بمشاريع مشتركة لتطوير منصات إعلامية رقمية مبتكرة.

وقال إن المؤسسات العربية منفتحة على التعاون الوثيق مع دول المنظمة، وتؤمن بأهمية تعزيز الشراكات الإستراتيجية التي تجعل من تشابك المصالح وتقاطع الثقافات فرصًا للتقارب لا التنازع، ومجالا لترسيخ السلام والتنمية والعدالة، لافتا إلى ضرورة تعظيم التعاون بين وسائل الإعلام في توظيف الذكاء الاصطناعي في الإعلام، وإنتاج محتوى رقمي مشترك يراعي الخصوصيات الوطنية والثقافية ويعكس التنوع بين الدول الأعضاء.