arabic.china.org.cn | 25. 07. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
دبي 24 يوليو 2025 (شينخوا) رغم حرارة الصيف التي تتجاوز أحياناً 45 درجة مئوية، ما تزال الأزقة الضيقة لسوق نايف وسوق الراس في دبي تعج بالحركة والنشاط، حيث تتقاطع الروائح الزكية للأقمشة والعطور الشرقية مع أصوات الباعة وهم ينادون على بضائعهم، فيما يواصل الزوار من مختلف الجنسيات رحلة التسوق واكتشاف تراث المدينة القديم.
في قلب منطقة ديرة، يشكّل سوق نايف، الذي يعود تاريخه إلى ما قبل ستينيات القرن الماضي، نقطة جذب رئيسة للمقيمين والسياح على حد سواء في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويقدّم السوق، المعروف بتنوع بضائعه وأسعاره التنافسية، تجربة تسوق فريدة تشمل الملابس والأقمشة والعطور والأجهزة الإلكترونية والحقائب والمنتجات التقليدية.
وقال أحمد يوسف، وهو تاجر أقمشة يعمل في السوق منذ أكثر من 25 عاماً لوكالة أنباء ((شينخوا)) "رغم حرارة الصيف، إلا أن الحركة ممتازة هذا العام، كثير من الزبائن يأتون من داخل الدولة وخارجها، خاصة من دول الخليج وأفريقيا، السوق يظل وجهة مفضلة للباحثين عن الأسعار المناسبة والبضائع المتنوعة".
وبحسب بيانات حديثة صادرة عن بلدية دبي، استقبل سوقا نايف والراس أكثر من 2.3 مليون زائر خلال النصف الأول من العام 2025، بزيادة نسبتها 18 % مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، فيما ارتفع حجم المبيعات بنسبة 22 %، مدفوعاً بنمو السياحة والتوسع الرقمي في الخدمات.
ويعتبر سوق الراس، المجاور لسوق نايف، أحد أقدم الأسواق المتخصصة في تجارة الكتب والقرطاسية والعطور القديمة، ويتميّز بعمارته التراثية وممراته الضيقة التي تحافظ على الطابع التقليدي لدبي القديمة.
وتقول فاطمة العوضي، وهي زائرة من الكويت جاءت مع أسرتها لقضاء عطلة قصيرة في دبي "نحن نحب زيارة الأسواق القديمة أكثر من المراكز التجارية، هنا نشعر أن دبي الحقيقية ما زالت حية، والبضائع متنوعة والأسعار مناسبة".
ومن أمام محله الخشبي العريق في أحد ممرات السوق، يستعيد التاجر سعيد الحمادي، الذي يعمل في السوق منذ العام 1972، ذكرياته قائلاً
"زمان كنا نبيع من الطاولة وعلى ضوء اللمبة، ما كان في تكييف ولا مواقف، بس كان السوق يعج بالناس من الصبح، اليوم تغير كل شيء، صار السوق أجمل، أنظف، والناس ما زالت تأتى، لكن بطريقة مختلفة، البلدية دعمتنا وجعلت المكان أكثر راحة، بس حافظت على روحه القديمة".
وبدوره، قال خالد المهيري، مراقب السوق في بلدية دبي، إن عمله اليومي يتمحور حول الحفاظ على رونق السوق وتراثه العريق.
وأضاف "نسعى للحفاظ على الأسواق كجزء من الهوية الثقافية للإمارة، عبر مشاريع تطويرية تحترم الطابع التاريخي وتعزز تجربة الزوار، في العام الجاري وحده، تم تحديث 130 متجراً وتوسيع مسارات المارة وتحسين التكييف والإنارة، ضمن خطة ترميم شاملة تمتد حتى نهاية 2026".
وأشار المهيري إلى أن البلدية لا تقتصر جهودها على الجانب البنيوي فقط، بل تركز أيضاً على دعم التجار الصغار، من خلال تخفيضات الإيجار ومبادرات التسويق المشترك، بهدف استدامة النشاط الاقتصادي في السوق وتعزيز جاذبيته على مدار العام، وليس فقط في مواسم الذروة.
وتشهد الأسواق القديمة حركة مضاعفة في ساعات المساء، حيث يتجمّع الزوّار للاستمتاع بالأجواء التراثية، وتناول المأكولات المحلية في المطاعم القريبة، فيما تعكس واجهات المتاجر المضيئة مشهداً نابضاً بالحياة في قلب دبي القديمة.
ويؤكد التجار أن هذه الأسواق ليست مجرد أماكن للبيع والشراء، بل هي ذاكرة حية للمدينة ومصدر رزق كريم توارثته أجيال.
ويقول سعيد الحمادي "السوق كان وما زال القلب النابض لدبي القديمة، صحيح أن الزمن تغيّر، لكن الزبون ما زال يثق فينا، ويحب يجي يشوف ويشتري بنفسه".
ويضيف "نحن نرى في السوق تراثنا ومستقبلنا، وإذا استمر الدعم والتطوير، سيبقى هذا المكان عامراً بالحياة كما كان دائماً".
وتحتفظ دبي بعدد من الأسواق التقليدية التي شكّلت عبر عقود طويلة ملامح الحياة الاقتصادية والإجتماعية للمدينة، إلى جانب سوق نايف وسوق الراس، تحتضن دبي أسواقاً عريقة مثل سوق الذهب وسوق التوابل وسوق الأقمشة وسوق مرشد، وكلها تقع في قلب المدينة القديمة بمنطقة ديرة.
ورغم التطور العمراني السريع الذي شهدته الإمارة، ما تزال هذه الأسواق تحافظ على هويتها المعمارية وروحها التراثية، لتشكّل جسراً بين ماضي دبي وتجربتها الحضرية الحديثة. /نهاية الخبر/
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |