share
arabic.china.org.cn | 22. 07. 2025

تقرير إخباري: الجيش الإسرائيلي يتوغل في دير البلح لأول مرة منذ بداية الحرب في غزة

arabic.china.org.cn / 04:37:45 2025-07-22

غزة 21 يوليو 2025 (شينخوا) توغلت قوات الجيش الإسرائيلي اليوم (الإثنين) في الأحياء الجنوبية من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، لأول مرة منذ بدء الحرب في القطاع المحاصر في السابع من أكتوبر 2023.

وتزامن التوغل البري مع قصف جوي ومدفعي مكثف، ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين، ونزوح آلاف السكان، وسط تزايد القلق بشأن مصير الرهائن الإسرائيليين الذين يعتقد أن بعضهم لا يزال محتجزًا في المنطقة.

-- توغل محدود

وذكر شهود عيان ومصادر أمنية فلسطينية أن دبابات وآليات إسرائيلية دخلت مناطق مأهولة جنوبي دير البلح.

وقالت المصادر الأمنية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الجيش الإسرائيلي توغل بشكل محدود في منطقتي أبو العجين وأبو هولي جنوب دير البلح، وسط إطلاق نار كثيف، مما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل وإصابة عدد آخر بجروح متفاوتة.

وتعد هذه هي المرة الأولى منذ بداية الحرب التي تتوغل فيها القوات الإسرائيلية بريا في المنطقة الجنوبية لدير البلح وسط القطاع، وفق المصادر.

وقبيل عملية التوغل، شن الجيش الإسرائيلي ضربات جوية ومدفعية تمهيدية خلال الليل وفي ساعات نهار اليوم.

وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان إن الغارات الجوية والقصف المدفعي في مناطق دير البلح أسفرا عن سقوط ضحايا من المدنيين.

وجاءت هذه التطورات بعد ما أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر بإخلاء عدد من الأحياء كانت تُعد سابقًا من المناطق "الآمنة" أو "الإنسانية".

ودعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، في بيان أمس (الأحد) السكان في المنطقة الجنوبية الغربية من دير البلح، بمن في ذلك المتواجدون داخل الخيام الموجودة في المنطقة، إلى الإخلاء العاجل، والانتقال فورا جنوبا نحو المواصي (غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع).

وحذر البيان من أن الجيش "يواصل العمل بقوة كبيرة لتدمير قدرات وبنى تحتية إرهابية في المنطقة، حيث يوسع أنشطته في هذه المنطقة ليعمل في منطقة لم يعمل فيها من قبل".

وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن أوامر الإخلاء تمثل نصف مساحة المدينة، حيث اقتصرت سابقا على المناطق الشرقية.

وذكرت المصادر أن المنطقة المطلوب إخلاؤها مكتظة بالسكان وخيام النازحين من مدينتي رفح وخان يونس، وكان الجيش الإسرائيلي يطالب السكان بالتوجه إليها تحت مسمى "منطقة إنسانية".

ولم تعلّق الحكومة الإسرائيلية رسميا حتى الآن على العملية البرية في دير البلح، بينما تؤكد منظمات إنسانية أن المدينة كانت حتى وقت قريب واحدة من آخر المناطق التي لم تتعرض لعمليات عسكرية واسعة النطاق.

فيما ذكرت صحيفة ((هآرتس)) الإسرائيلية أن العملية "محدودة" حتى الآن، وتهدف إلى "فصل دير البلح عن منطقة المواصي ومنع التنقل بين مخيمات وسط القطاع".

وفي بادئ الأمر حوصرت عشرات العائلات الفلسطينية في منازلها جراء كثافة الهجمات، وسط مناشدات لإنقاذ حياتهم عبر الإذاعات المحلية، وفق شهود عيان ومصادر محلية فلسطينية، إلا أن مشاهد مصورة التقطها سكان محليون لاحقا وثقت "موجات نزوح جماعية".

وشمل النزوح مئات العائلات، التي غادر كثير منها سيرا على الأقدام أو باستخدام عربات تجرها الدواب باتجاه منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس.

-- نزوح جماعي

ومن بين هؤلاء، فر الفلسطيني إسماعيل أبو عمرة، النازح في مدينة دير البلح، وهو يجر عربة بسيطة تقل والدته المقعدة، وسط حشود النازحين المتجهين جنوبا.

وقال أبو عمرة متحدثا عن الضربات الجوية والمدفعية خلال ليل الأحد الإثنين لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لم نحمل سوى أرواحنا. كانت ليلة عصيبة بكل معنى الكلمة. القصف لم يتوقف، والأصوات كانت مرعبة، كأن السماء تنهار فوق رؤوسنا. خرجنا نركض في الظلام، لا نعرف إلى أين نذهب".

وأضاف "أمي لا تستطيع المشي، فاضطررت لوضعها على عربة يدوية، وغادرنا المنزل دون طعام أو ماء أو حتى بطانية. كنا نعتقد أن دير البلح منطقة آمنة، لكن لم يعد هناك مكان آمن في غزة".

من جهته، قال أحمد إبراهيم، وهو أب لثلاثة أطفال، لـ((شينخوا)) إن منزله تعرض للضرر البالغ نتيجة استهداف بيت جيرانه في ساعة متأخرة من الليل، ما اضطره للفرار رفقة أسرته دون اصطحاب أي مقتنيات.

وأضاف "سقط صاروخ على المنزل المجاور، واهتزت الجدران من حولنا. حملت أطفالي وركضت خارج البيت، ولم ألتفت خلفي".

وتابع إبراهيم "نعيش بلا غذاء، وبلا مأوى حقيقي. هذه ليست حياة، أطفالنا ينامون على التراب، ونقضي أيامنا نبحث عن مكان نختبئ فيه، وعن لقمة تسدّ جوعهم. لا نريد شيئًا سوى أن يتوقف هذا الكابوس".

من جهتها، أكدت مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين في غارة استهدفت مركبة تقل نازحين جنوب المدينة.

ويربط الإعلام الإسرائيلي ما بين التوغل في دير البلح ومفاوضات وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل الجارية في قطر ومصير المحتجزين في غزة.

-- قلق بشأن مصير المحتجزين

وقالت الإذاعة العبرية العامة إن التوغل في جنوب دير البلح هو الأول منذ بداية الحرب، مشيرة إلى أن الإعلان قد يكون وسيلة لدعم جهود مفاوضات وقف إطلاق النار غير المباشرة في قطر.

وأوضحت الإذاعة أن الجيش الإسرائيلي تجنب دخول مناطق وسط القطاع ومنها دير البلح، خشية على حياة الإسرائيليين المحتجزين هناك، على حد تعبيرها.

وتشير تقديرات استخباراتية إسرائيلية إلى وجود عدد من الرهائن داخل المدينة، مما يضفي حساسية إضافية على العملية.

وترجح مصادر إسرائيلية أن نحو 20 من أصل 50 رهينة لا يزالون أحياء في غزة، وقد يكون بعضهم محتجزا في دير البلح.

وأعربت عائلات الرهائن عن "قلقها البالغ" إزاء سلامة ذويهم.

وقال منتدى عائلات الرهائن في بيان "نطالب الحكومة وقيادة الجيش بتقديم توضيحات حول كيفية ضمان حماية الرهائن خلال العمليات العسكرية الحالية".

فيما قال مصدر مطلع على سير المفاوضات، طلب عدم الكشف عن هويته، لـ((شينخوا)) "إن التصعيد الميداني، وتدهور الوضع الإنساني، خاصة على صعيد الأمن الغذائي، يؤثر سلبًا على سير المفاوضات" الخاصة بالهدنة في غزة.

وتابع المصدر أن حركة حماس أبلغت وسطاء من قطر ومصر استياءها من التطورات الأخيرة في دير البلح.

من جهتها، قالت حركة حماس في بيان صحفي إنها تبذل جهودا مكثفة عبر الوسطاء والدول المعنية بهدف وقف العمليات العسكرية و"إنهاء المعاناة الإنسانية".

وأضافت حماس "ندرك حجم الابتزاز الذي يمارسه الاحتلال من خلال ارتكاب المجازر بحق أبناء شعبنا، في محاولة يائسة لانتزاع مواقف لم يتمكّن من فرضها على طاولة المفاوضات".

وأكدت حماس أنها "ماضية بمسؤولية وعقلانية، وبأقصى سرعة ممكنة" للتوصل إلى اتفاق يفضي إلى "وقف العدوان، وإنهاء الإبادة الجماعية، وتحقيق الإعمار ورفع الحصار".

وتواجه غزة أزمة إنسانية متفاقمة، حيث تشير تقديرات صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن نحو مليوني شخص في القطاع يواجهون مستويات "حادة" من انعدام الأمن الغذائي.

فيما تحذر منظمات دولية من أن آلاف الأطفال، لاسيما حديثو الولادة، معرضون لخطر الموت أو الإصابة بتلف دائم في النمو نتيجة سوء التغذية.

وتسبب تصاعد خطر المجاعة وسوء التغذية حتى الآن في وفاة 86 شخصا، بينهم 76 طفلا منذ شهر مارس الماضي، وفق وزارة الصحة في غزة.

ومنذ بدء الحرب في غزة في السابع من أكتوبر 2023، التي اندلعت بعد هجوم مفاجئ شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، بلغت حصيلة القتلى الفلسطينيين، بحسب وزارة الصحة، 59029 شخصا بجانب إصابة 142135 آخرين. 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号