دبي 21 يوليو 2025 (شينخوا) بين أزقة مرصوفة بالحجر وبيوت من الطين وسعف النخيل، تنبعث في "قرية التراث" بمنطقة الشندغة في دبي ذاكرة الإمارات الجماعية، حيث تتداخل الحكايات القديمة مع خطوات الزوار الباحثين عن لمحة من زمن البدايات.

في هذه القرية الواقعة على ضفاف خور دبي، لا يعود الزائر إلى الماضي فحسب، بل يختبر كيف تمكنت دولة الإمارات من صون هويتها الثقافية في قلب مدينة عصرية، تُعرف بأبراجها الزجاجية وأفقها المتجدد.

فاطمة المزروعي، إماراتية جاءت برفقة أطفالها، تتوقف أمام بيت قديم يعرض أدوات القهوة والخوص المنسوج، وتقول لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أشعر أنني أعيش زمن أجدادي، أشرح لأطفالي هنا معنى الحياة البسيطة، وكيف كانت تُبنى البيوت من الطين، والماء يُجلب من الآبار، قبل أن نصل إلى ما نحن عليه اليوم من تطور عمراني".

وقرب أحد المجالس التراثية، يقف خليفة سعيد المهيري، وهو مرشد ثقافي، يروي للزوار من مختلف الجنسيات تفاصيل الحياة اليومية في دبي قبل قيام الاتحاد.

ويوضح خليفة المهيري لـ((شينخوا)) أن القرية ليست مجرد موقع سياحي، بل منصة حية تُعيد إحياء الحرف القديمة مثل السفافة وصناعة الدلال، وتُظهر كيف كان الناس يجتمعون في المجالس ويتشاركون طقوس الضيافة.

أما الزائر وانغ جيان من شانغهاي فعبر عن دهشته من التباين المتناغم في دبي، قائلاً: "ما أدهشني هو كيف تبني المدينة ناطحات سحاب، وتحتفظ في الوقت نفسه بقرى كهذه تروي ماضيها.

وقالت سامانثا لويس، زائرة من بريطانيا، إن زيارتها للقرية كانت "تجربة تعليمية نادرة"، مشيرة إلى أن أطفالها "تعلموا هنا عن التاريخ الإماراتي بطريقة محسوسة وواقعية، أكثر مما يمكن أن تقدمه الكتب المدرسية".

وأوضح أحمد بن سليم، من هيئة الثقافة والفنون بدبي، في تصريح لـ((شينخوا)) أن ترميم قرية التراث يأتي في إطار جهود مستمرة للحفاظ على العمارة التقليدية وتوثيق الذاكرة الشعبية.

وقال "نحن لا نحمي المباني فقط، بل نحمي القصص التي تسكن الجدران، ونحاول أن ننقل روح المكان إلى الأجيال القادمة".

وأضاف أن مواد البناء التي استخدمت في الترميم مثل الجص والصاروج وخشب الساج، تم اختيارها بعناية لتطابق ما كان يستخدمه الأجداد، لضمان أصالة التجربة.

وتحتضن القرية فعاليات ثقافية وورشاً تفاعلية في الحِرف اليدوية والطهي الشعبي وفنون الأداء التقليدي، بما يعزز من مكانتها كموقع نابض بالثقافة الحية.

ويختم المرشد الثقافي خليفة المهيري حديثه قائلاً: "كل من يزور هذا المكان، لا يغادره فقط بصورة تذكارية، بل يحمل معه قصة جديدة… والقصة هي جوهر التراث". /نهاية الخبر/