غزة 21 يوليو 2025 (شينخوا) أعلنت وزارة الصحة في غزة أن قوة إسرائيلية خاصة متخفية بلباس مدني اعتقلت، اليوم (الإثنين) مسؤولا في الوزارة أثناء وجوده في محيط مستشفى ميداني تابع للجنة الدولية للصليب الأحمر جنوب قطاع غزة، وسط تنديد فلسطيني واسع.

وقالت الوزارة في بيان إن قوة إسرائيلية خاصة متخفية بلباس مدني قامت باعتقال الدكتور مروان الهمص، مدير مستشفى أبو يوسف النجار والمسؤول عن إدارة ملف المستشفيات الميدانية، أثناء توجهه إلى المستشفى الميداني في مدينة رفح جنوب القطاع، مضيفة أن الحادثة جرت في محيط المنشأة الطبية التابعة للصليب الأحمر.

وأشارت الوزارة إلى أن الهمص كان يشغل أيضا منصب المتحدث باسم وزارة الصحة، وكان له دور بارز في نقل معاناة المرضى والجرحى إلى المجتمع الدولي منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.

وأضافت الوزارة أن القوة الإسرائيلية أطلقت النار باتجاه سيارة الإسعاف التي كانت تقل الهمص ما أدى إلى مقتل أحد مرافقيه وإصابة اثنين آخرين، من بينهم سائق السيارة، كما أسفر كذلك عن مقتل الصحفي تامر الزعانين.

ووصف بيان رسمي صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ما حدث بأنه "جريمة تمثل انتهاكا جسيما لقواعد القانون الدولي الإنساني"، محملا إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن حياة الدكتور الهمص وسلامته"، مطالبا اللجنة الدولية للصليب الأحمر "باتخاذ موقف واضح إزاء الحادثة".

وأضاف البيان أن "استهداف الطواقم الطبية خلال تأديتها مهام إنسانية هو خرق فاضح لأحكام اتفاقيات جنيف"، داعيا المجتمع الدولي إلى "التحرك الفوري لوقف الانتهاكات بحق القطاع الصحي في غزة".

وفي السياق نفسه، أدانت حركة حماس الحادثة، ووصفت اعتقال الهمص بأنه "إمعان في استهداف الطواقم الطبية في غزة".

وطالبت الحركة بالإفراج الفوري عن الهمص وبقية العاملين في القطاع الصحي الذين تم احتجازهم خلال الأشهر الماضية.

ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي حول هذه المزاعم.

طوال ما يقرب من عامين من الحرب في قطاع غزة، استهدفت القوات الإسرائيلية عددا من المستشفيات بزعم استخدامها من قبل حماس لأغراض عسكرية، وهي اتهامات تنفيها الحركة، ورغم تكرار هذه العمليات العسكرية في محيط المنشآت الطبية، فإن لجوء الجيش إلى وحدات متخفية لتنفيذ اعتقالات من داخلها يعد تطورا غير معتاد في سير المواجهات.

وتشهد غزة أوضاعا إنسانية وصحية متدهورة منذ بدء الحرب، حيث تؤكد مصادر طبية ومحلية أن العشرات من المرافق الصحية باتت خارج الخدمة، في حين يحرم آلاف الجرحى والمرضى من الوصول إلى الرعاية اللازمة.

ويأتي الحادث وسط تصاعد التوترات الميدانية في جنوب القطاع، حيث تشن القوات الإسرائيلية عمليات عسكرية متكررة، فيما تحذر منظمات حقوقية من تدهور إضافي في حماية الطواقم الإنسانية والطبية. /نهاية الخبر/