share
arabic.china.org.cn | 21. 07. 2025

إلى أين يتجه البرنامج النووي الإيراني؟

arabic.china.org.cn / 17:26:20 2025-07-21

21 يوليو 2025 / شبكة الصين / بعد الضربات العسكرية غير المسبوقة التي شنتها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية، وألحقت بها أضرارا جسيمة، مازالت إيران تحتفظ بالأساس لاستئناف تفعيل برنامجها النووي. وحول هذه التطورات، أكدت قيادات إيرانية أنها لن تتخلى عن برنامج البلاد النووي، كما واصلت إبداء معارضتها الشديدة للخضوع للرقابة الدولية. وفي هذا السياق، إلى أين يتجه البرنامج النووي الإيراني؟

أضرار جسيمة لحقت بمنشآت إيران النووية

مثلت أجهزة الطرد المركزي الأهداف الرئيسية التي استهدفتها الولايات المتحدة وإسرائيل، كما أنها أكثر الأجزاء التي تضررت في المنشآت النووية الإيرانية. وبحسب تحليلات لصور الأقمار الصناعية، دكت الصواريخ الأمريكية والإسرائيلية أجزاء في المنشآت النووية الإيرانية، مما تسبب في ضرر لآلاف جهاز طرد مركزي قيد التشغيل. كما دمّرت الغارات الإسرائيلية عدة قواعد مهمة لإنتاج أجهزة الطرد المركزي في إيران، مما أضعف قدرة طهران على إنتاج تلك الأجهزة بشكل خطير. علاوة على ذلك، تسببت الضربات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية في عرقلة قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية.

إيران تحتفظ بقدرات تطوير أسلحة نووية

رغم الأضرار العنيفة التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية، فمن المستبعد أن يدّمر القصف الأمريكي والإسرائيلي المنظومة المعرفية النووية في إيران بالكامل. ونظرا لأن أسس إيران لبحث وتطوير الأسلحة النووية مازالت ثابتة، يمكنها الصمود أمام الضغوط الشديدة.

ورغم نجاح إسرائيل في اغتيال عدد من العلماء النوويين الإيرانيين عبر عملية "نارنيا"، أنجزت طهران بناء منظومة مكتملة للعلوم النووية، وتسعى حاليا لتكوين وتأهيل جيل جديد من العلماء. وإذا قررت طهران استئناف برنامجها النووي وأخفت منشآتها النووي بشكل أفضل، فمن المرجح أن تواجه كل من الولايات المتحدة وإسرائيل ما تعتبرانه "التهديد النووي الإيراني" من جديد.

علاوة على ذلك، من المرجح أن طهران مازالت تحتفظ بالمواد الضرورية لاستئناف برنامجها النووي. كما أن وفرة اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية تُشكل ركيزة أساسية لطهران لاستئناف برنامجها النووي.

إيران لن تتخلى عن برنامجها النووي بسهولة

بلهجة متشددة، صرّحت قيادات إيرانية بعزم طهران على مواصلة دفع البرنامج النووي، حيث قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إن إيران لن تستسلم أمام الولايات المتحدة وستواصل أنشطتها النووية.

وشرعت إيران في ترميم منشأتها النووية في نطنز وردم الحفرة العملاقة التي سببها القصف الأمريكي، في خطوة أولى لاستئناف بناء قدرتها النووية.

وفي وجه الوضع الخطير إثر استهداف منشآتها النووية، أقرت إيران قانونا لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجبه لا يجوز لمفتشي الوكالة تفتيش المنشآت النووية الإيرانية بدون موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي في البلاد. وأفادت مصادر بأن الوكالة قد سحبت بقية مفتشيها من إيران.

وعلى حد تعبير الجانب الإيراني، فإن اتهامات وكالة الطاقة الذرية المتعمدة بانتهاك إيران لالتزاماتها المتعلقة بالحد من انتشار الأسلحة النووية قبل حرب الـ12 يوما، مهدت الطريق للقصف الأمريكي والإسرائيلي.

وكانت إيران قد انتقدت الوكالة لعدم استنكارها الهجمات الأمريكية والإسرائيلية، ووصفت ذلك بأنه عمل "متحيز وغير احترافي" يضر بمصداقيتها، في محاولة لقطع القنوات الخارجية التي يمكن من خلالها الحصول على المعلومات الاستخبارية الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني، وتقليل مخاطر تعرض إيران للهجمات مجددا.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن مشرعين إيرانيين يعملون على صياغة مشروع قانون لدفع الجانب الإيراني للانسحاب من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية. ومن غير المحتمل أن تبقى في إطار هذه المعاهدة بدون احترام الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الحقوق المشروعة لإيران ورفع العقوبات المفروضة عليها.

وبمجرد انسحاب إيران من المعاهدة، فلن تخضع للرقابة الدولية، ومن المحتمل أن تخطو في ذلك الوقت خطوة فعلية نحو امتلاك سلاح نووي.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号