arabic.china.org.cn | 19. 07. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
دمشق 18 يوليو 2025 (شينخوا) دعت السلطة السورية مساء اليوم (الجمعة) جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتغليب صوت العقل، متعهدة في الوقت نفسه بإرسال قوة متخصصة إلى محافظة السويداء جنوب البلاد لفض الاشتباكات وحل النزاع ميدانياً، بالتوازي مع إجراءات سياسية وأمنية، وذلك على خلفية اشتباكات بين مجموعات درزية وقبائل البدو وتدخل قوات من سلطتي الدفاع والداخلية لمحاولة السيطرة على الأوضاع.
وأكدت السلطة السورية، في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية (سانا)، أنها تبذل جهودًا حثيثة لإيقاف الاقتتال وضبط الانتهاكات التي تهدد أمن المواطنين وسلامة المجتمع.
ونوهت في هذا السياق بأن الجهات المختصة تعمل على إرسال قوة متخصصة لفض الاشتباكات وحل النزاع ميدانياً في محافظة السويداء جنوبي سوريا، بالتوازي مع إجراءات سياسية وأمنية تهدف إلى تثبيت الاستقرار وضمان عودة الهدوء إلى المحافظة في أسرع وقت.
وأكدت أن سوريا تثبت، مرة تلو أخرى، أنها دولة لكل أبنائها، بمختلف انتماءاتهم ومكوناتهم من الطائفة الدرزية وقبائل البدو على حد سواء، وليست لطائفة أو جماعة بعينها، فالمسؤولية الوطنية تقتضي أن يكون الجميع تحت سقف واحد هو الوطن، وتحت مرجعية واحدة هي القانون.
وكانت (سانا) قد أفادت أمس (الخميس) بأن هناك حركة "نزوح وتهجير قسري" لعشائر البدو في ريف السويداء، بعد اعتداءات نفذتها مجموعات "خارجة عن القانون" ضد المدنيين، و"ارتكاب مجازر وانتهاكات بحقهم".
وتأتي هذه التطورات بينما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن ما لا يقل عن 597 شخصاً قُتلوا منذ يوم الأحد الماضي، على حد قوله.
وأشار المرصد إلى أنه تحقّق من هويات القتلى من خلال مصادر ميدانية وشهادات شهود عيان وتأكيدات من ذوي الضحايا، وتشمل حصيلة الضحايا 217 من سكان السويداء، بينهم 71 مدنياً، إضافة إلى 275 عنصراً من القوات الحكومية، من بينهم 18 عنصراً من عشائر البدو، على حد تعبيره.
كما تشمل الحصيلة 15 جندياً حكومياً قُتلوا جراء الغارات الجوية الإسرائيلية، وثلاثة مدنيين، بينهم امرأة وشخصان مجهولا الهوية، قُتلوا في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى وزارة الدفاع في دمشق، وفقا للمرصد.
ورغم انسحاب القوات الحكومية مع فجر أمس، ما تزال الأوضاع على الأرض هشة وغير مستقرة، في ظل نزوح جماعي ومخاوف من غارات إسرائيلية متجددة تزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.
وفي السياق ذاته، اتهم زعيم السلطات السورية أحمد الشرع إسرائيل بالسعي إلى تحويل بلاده إلى "ساحة فوضى غير منتهية"، ودفع الأمور إلى "تصعيد واسع النطاق" في السويداء على وقع ما شهدته المحافظة ذات الأغلبية الدرزية جنوبي سوريا من مواجهات دامية أعقبها قصف إسرائيلي طال العاصمة دمشق.
وقال الشرع في كلمة متلفزة فجر أمس (الخميس) إن إسرائيل "عودتنا دائماً على خلق الفتن"، وتسعى الآن مجددا إلى تحويل سوريا إلى "ساحة فوضى غير منتهية"، على حد قوله.
وأضاف أن إسرائيل تسعى من خلال ذلك إلى "تفكيك وحدة شعبنا وإضعاف قدراتنا على المضي قدماً في مسيرة إعادة البناء والنهوض".
وتابع قائلا إن "هذا الكيان لا يكفّ عن استخدام كل الأساليب لزرع النزاعات والصراعات، غافلاً عن حقيقة أنّ السوريين بتاريخهم الطويل رفضوا كل انفصال وتقسيم".
وجاءت كلمة الشرع بعدما شنت طائرات حربية إسرائيلية أول أمس الأربعاء ضربات جوية على العاصمة دمشق، في خطوة قالت إسرائيل إنها تأتي دعما للطائفة الدرزية في السويداء على إثر الاشتباكات التي اندلعت فيها.
وكشف الشرع النقاب عن أن وساطات أمريكية وعربية وتركية أسهمت في احتواء الموقف، وقال إنه "لولا التدخل الفعال للوساطة الأمريكية والعربية والتركية التي أنقذت المنطقة من مصير مجهول، لكنا بين خيارين؛ الحرب المفتوحة مع الكيان الإسرائيلي، على حساب أهلنا الدروز وأمنهم، وزعزعة استقرار سوريا والمنطقة بأسرها، وبين فسح المجال لوجهاء ومشايخ الدروز للعودة إلى رشدهم وتغليب المصلحة الوطنية".
ومساء الأربعاء، أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) بدء انسحاب قوات الجيش من السويداء تطبيقاً للاتفاق المبرم بين الدولة ومشايخ العقل في المدينة، وبعد "انتهاء مهمة الجيش في ملاحقة المجموعات الخارجة عن القانون".
وشهدت السويداء اشتباكات منذ يوم الأحد الماضي بعد أن هاجم مسلحون من البدو شابا درزيا قرب بلدة المسمية على الطريق الواصل بين دمشق والسويداء، مما أشعل موجة من عمليات الخطف المتبادل والانتقام.
ودفع ذلك سلطتي الدفاع والداخلية إلى إرسال قوات إلى المحافظة، وتصاعدت حدة الأحداث سريعا إلى مواجهات مفتوحة.
وتوصلت السلطات السورية وقيادات روحية درزية إلى اتفاق ينص على وقف كامل لإطلاق النار، وعودة الجيش إلى ثكناته، وإعادة دمج السويداء بالكامل ضمن سلطة الدولة السورية، حسب ما أعلنته سلطة الداخلية.
كما ينص الاتفاق على نشر حواجز أمنية داخل المدينة يديرها أبناء المحافظة، وتشكيل لجنة رقابة مشتركة من الجهات الرسمية والمشيخة لمراقبة التنفيذ.
وسبق سريان الهدنة، تصعيد خطير تمثل بشن الطيران الإسرائيلي غارات على مواقع حساسة وسط العاصمة دمشق.
وأفادت تقارير محلية بأن خمسة صواريخ على الأقل استهدفت مبنى قيادة الجيش وسلطة الدفاع في ساحة الأمويين، إضافة إلى محيط قصر الشعب الرئاسي.
وجاءت الضربات بعد تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالاستمرار في مهاجمة قوات السلطة السورية والتصعيد في حال لم تنسحب من السويداء.
وأكد كاتس في بيان أخيرا أن إسرائيل لن تتخلى عن الدروز في سوريا، وأنها مستمرة في تطبيق سياسة نزع السلاح التي قررتها في المنطقة.
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |