share
arabic.china.org.cn | 18. 07. 2025

تقرير إخباري: فلسطينيون ينتقدون "ازدواجية المعايير" الأمريكية في التعامل مع ضحايا الصراع في غزة والضفة الغربية

arabic.china.org.cn / 23:57:41 2025-07-18

غزة 18 يوليو 2025 (شينخوا) أعرب فلسطينيون اليوم (الجمعة) عن غضبهم واستيائهم مما وصفوه بـ"ازدواجية المعايير" في المواقف الأمريكية تجاه ضحايا الصراع في قطاع غزة والضفة الغربية، معتبرين أن واشنطن تسلط الضوء على حوادث محددة بينما تتجاهل "الكارثة الإنسانية" المستمرة منذ أكتوبر 2023.

وأثار قصف الجيش الإسرائيلي أمس (الخميس) لكنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة، التي تأوي نحو 600 نازح، بينهم أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، غضباً واسعاً.

وأسفر القصف عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة سبعة آخرين، بينهم راعي الكنيسة الأب جبرائيل رومانيلي، وفق مصادر طبية فلسطينية.

وعبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن "استيائه" من استهداف الكنيسة، وفق ما نقلت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، التي وصفت الحادث بـ"الخطأ" دون تقديم تفاصيل إضافية.

كما أعربت وزارة الخارجية الأمريكية، قبل أيام، عن "أسفها العميق" لمقتل المواطن الأمريكي من أصل فلسطيني سيف الدين مصلط على يد مستوطنين إسرائيليين قرب قرية سنجل شمال رام الله، وهو الحادث الذي أثار استنكاراً فلسطينياً.

لكن فلسطينيين اعتبروا أن هذه التصريحات "انتقائية" وتتجاهل الصورة الأشمل لما يصفونه بـ"الكارثة الإنسانية المستمرة" في غزة والضفة الغربية.

وقالت أم نادر، وهي من سكان حي الرمال بمدينة غزة، أثناء تواجدها قرب الكنيسة المستهدفة، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "الولايات المتحدة تسلط الضوء على قصف كنيسة أو مقتل أمريكي، بينما تغض الطرف عن آلاف الضحايا الفلسطينيين. نحن بشر أيضاً، ولنا حقوق يجب احترامها".

وأضاف خالد أبو سلمية، أحد المتطوعين في فرق الإسعاف المحلية "ليست هذه المرة الأولى التي تُستهدف فيها دور عبادة أو منشآت مدنية، كالمساجد والمستشفيات والمدارس. لكن نادرا ما نسمع إدانة أمريكية واضحة ما لم تكن الضحية أمريكية أو ترتبط برمز ديني غربي"، على حد قوله.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربا واسعة في قطاع غزة، في أعقاب هجوم شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على البلدات الإسرائيلية القريبة من غزة، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، وفق بيانات إسرائيلية رسمية.

في المقابل، أفادت وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 58 ألف فلسطيني قتلوا جراء الغارات الإسرائيلية، بينما أصيب أكثر من 140 ألف آخرين، في وقت تسبب فيه القصف المكثف بتدمير واسع للبنية التحتية ومرافق الصحة والتعليم والإيواء.

وفي السياق ذاته، قالت ابتسام عبد الله، وهي من سكان غزة، لـ((شينخوا)) "حياتنا هنا باتت شبه معدومة، ولا نجد سوى بيانات خجولة من الإدارة الأمريكية. هناك مجازر يومية بحق المدنيين، لكن واشنطن تكتفي بالتعبير عن القلق، دون اتخاذ خطوات حقيقية لوقف الحرب أو محاسبة المسؤولين".

وأضافت "أمريكا تظهر انحيازا واضحا، وتواصل دعم إسرائيل سياسيا وعسكريا، ما يجعلها في نظر كثير من الفلسطينيين طرفا في النزاع وليس وسيطا نزيها".

وفي الضفة الغربية، حيث تتزايد اعتداءات المستوطنين تحت حماية الجيش الإسرائيلي، عبر عدد من السكان عن شعورهم بالإحباط تجاه ما وصفوه بـ"التمييز في الدماء"، في إشارة إلى تركيز واشنطن على مقتل سيف الدين مصلط الذي يحمل الجنسية الأمريكية على يد مستوطنين في قرية سنغل القريبة من رام الله قبل عدة أيام وتجاهلها لسقوط ضحايا فلسطينيين آخرين.

وقال هاني مرعي، مدرس من بلدة سلواد، لـ((شينخوا)) "نُقدّر أن يتم الاعتراف بمقتل سيف الدين مصلط، ولكن ماذا عن الشبان الذين يُقتلون أسبوعياً عند الحواجز أو في اقتحامات ليلية؟ لماذا لا تحظى حياتهم بذات الاهتمام؟".

وفي مدينة نابلس، قال إياد الحاج علي، موظف حكومي، إن بيانات الخارجية الأمريكية "تعكس ازدواجية في المعايير".

وأوضح "حين يكون الضحية يحمل جواز سفر أمريكيا، يتحرك البيت الأبيض، أما بقية الفلسطينيين، فمصيرهم النسيان أو التجاهل".

ويرى مراقبون أن هذه الانتقائية تؤثر على دور واشنطن في أي جهود للوساطة في المستقبل.

وقال المحلل السياسي عصمت منصور من رام الله، لـ((شينخوا)) "السياسة الأمريكية لم تكن يوماً محايدة، ما يحدث اليوم هو استمرار لنمط قديم، حيث يتم التعاطف فقط مع ضحايا تربطهم صفة دينية أو جنسية محددة، بينما يُغض النظر عن الضحايا الآخرين".

وأضاف منصور "هذا يضعف مصداقية واشنطن، ويزيد من تآكل الثقة الشعبية الفلسطينية تجاه دورها، خاصة في ظل استمرار المعاناة الإنسانية في غزة وتصاعد التوتر في الضفة".

من جانبه، قال المحلل السياسي حسام الدجني من قطاع غزة إن "الصمت الأمريكي إزاء مقتل آلاف المدنيين، وغالبيتهم من النساء والأطفال، يكشف مدى تغلّب الحسابات السياسية على الاعتبارات الأخلاقية".

وأكد الدجني لـ((شينخوا)) أن "الولايات المتحدة بحاجة إلى إعادة النظر في خطابها وسياستها، إن كانت ترغب بالحفاظ على تأثيرها الإقليمي، خصوصاً مع تزايد الغضب الشعبي في المنطقة".

وأشار إلى أن "التحرك الانتقائي من قبل الإدارة الأمريكية يعزز من الشعور بأنها منحازة وغير مؤهلة للعب دور الوسيط النزيه في أي عملية سياسية مستقبلية".

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号