share
arabic.china.org.cn | 18. 07. 2025

الصحة في غزة: أعداد غير مسبوقة تصل إلى المستشفيات لحالات إجهاد وإعياء بسبب الجوع

arabic.china.org.cn / 23:22:54 2025-07-18

غزة 18 يوليو 2025 (شينخوا) أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم (الجمعة) أن مستشفيات القطاع تستقبل أعدادا "غير مسبوقة" من حالات الإعياء والإجهاد الشديد بسبب الجوع، في وقت يشهد فيه القطاع انهياراً في الأوضاع الإنسانية واحتجاجات شعبية ضد الغلاء واحتكار المواد الغذائية، فيما وصل وفد كنسي اليوم إلى غزة بعد يوم من مقتل 3 في هجوم على كنيسة.

وقالت الوزارة، في بيان صحفي، إن "أعدادا غير مسبوقة من المواطنين المجوعين من كافة الأعمار تصل إلى أقسام الطوارئ في حالة إجهاد وإعياء شديدين".

وأضاف البيان "نحذر بأن المئات من الذين نحلت أجسادهم سيكونون عرضة للموت المحتم نتيجة الجوع و تخطي قدرة أجسادهم على الصمود".

ولم يورد البيان المزيد من التفاصيل أو أعداد الحالات التي وصلت إلى مستشفيات القطاع.

وفي وقت لاحق، قال مدير مستشفى الكويت التخصصي الميداني بمواصي خانيونس الدكتور صهيب الهمص، إن المستشفى يشهد في هذه الأثناء تدفقًا غير مسبوق للنازحين في مواصي خانيونس، حيث تصلنا حالات تعاني من إنهاك شديد وإعياء تام، إلى جانب مظاهر هزال شديد وسوء تغذية حاد نتيجة انعدام الغذاء لفترات طويلة.

وأكد الهمص، في بيان، أن جميع الحالات التي تصلنا الآن بحاجة ماسة إلى الغذاء قبل الدواء، ونحذر من أن المئات ممن نحلت أجسادهم بالكامل باتوا مهددين بالموت بعد أن تجاوزت أجسادهم القدرة على الصمود.

وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتحرك الفوري والعاجل لوقف شلال الدم الفلسطيني، وفتح المعابر بشكل كامل، وتوفير الإمدادات الغذائية والدوائية الأساسية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها دون أي عوائق.

من جهتها، أكدت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، في بيان، أن قطاع غزة يمر الآن في أسوأ مراحل الكارثة الإنسانية نتيجة سياسة التجويع.

وقالت حركة حماس في بيان، إن المجاعة في قطاع غزة بلغت مستويات خطيرة، داعية الدول العربية والإسلامية إلى التحرك العاجل لكسر الحصار وإدخال المساعدات.

وأضاف البيان إن توظيف إسرائيل للجوع والحرمان من المواد الأساسية للحياة في قطاع غزة، كإحدى أدوات الإبادة المتواصلة منذ أكثر من 21 شهراً، يمثّل إمعاناً في ارتكاب أبشع الجرائم في العصر الحديث، بحق الأطفال والمدنيين الأبرياء.

وتابع "إن تجاهل المجتمع الدولي ومؤسساته، وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي، لمأساة إنسانية وجرائم مروّعة يرتكبها الاحتلال يومياً بالصوت والصورة؛ يُعَد سابقة خطيرة، تُكرّس منطق العربدة والانتهاك للقانون الدولي والإنساني".

وتزامنا مع ذلك، توقفت حركة البيع والشراء في مناطق عدة في قطاع غزة بعد احتجاجات شهدتها الأسواق رفضا لاحتكار التجار للبضائع وبيعها بأسعار "مجنونة" كما يصفها السكان المحليون في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية.

وجاءت الاحتجاجات بناء على دعوات شعبية عبر مواقع التواصل الإجتماعي لعدم شراء أي من المنتجات التي قد يتم عرضها في الأسواق بأسعار باهظة.

ولاقت تلك الدعوات استجابة واسعة مع تزايد مستويات الفقر والعوز والحرب.

وبدا سوق "الصحابة" وسط مدينة غزة خاليا من البائعين وفارغا دون أي حركة شرائية ودون أي ازدحام كما جرت العادة.

وقال إسماعيل فوزي (38 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه يشارك في مقاطعة البائعين لوقف الاحتكار والأسعار المرتفعة.

وتابع فوزي وهو أب لخمسة أطفال بينما بدت عليه علامات الغضب "منذ أسابيع ونحن نعاني من قلة المواد والسلع الغذائية بسبب احتكار التجار والبائعين".

وأردف أن الأسعار ترتفع بشكل جنوني يوما بعد يوم، حتى أصبح من الصعب شراء المواد الأساسية مثل الطحين والسكر والأرز التي تضاعفت أسعارها ثلاث مرات.

وبجانب ذلك نشر عشرات الفلسطينيين عبر حساباتهم الخاصة على موقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك) تغريدات ومقاطع مصورة خلال الساعات الماضية يشتكون من الجوع.

وقالت خولة عاطف في تغريدة لها "في غزة .. لا نبحث عن الرفاهية بل عن لقمة تسد الجوع .. ننام ونحن جائعون، ونصحو على صوت بطون أطفالنا الخاوية".

وأضافت "الجوع لا يعرف الرحمة يطرق أبواب البيوت المحطمة ويقسو على الأجساد الضعيفة .. غزة اليوم لا تحتمل المزيد، لا دواء، لا غذاء، لا مأوى، ولا أمن".

وفقد نحو 70 طفلا بسبب مضاعفات سوء التغذية والمجاعة الناتجة عن الحصار المطبق وسياسة التجويع الممنهج الذي تفرضه الحكومة الإسرائيلية على قطاع غزة منذ بداية مارس الماضي، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

وكانت إسرائيل قد أغلقت جميع معابر قطاع غزة منذ الثاني من مارس الماضي، عقب انتهاء اتفاق لوقف إطلاق النار دام 42 يوما، واستأنفت قواتها العمليات العسكرية في 18 من نفس الشهر.

ومن ناحية أخرى، وصل وفد كنسي اليوم (الجمعة) إلى قطاع غزة بعد يوم من مقتل 3 وإصابة 9 آخرين في هجوم إسرائيلي على كنيسة دير "اللاتين" التي تؤوي نازحين ما أدى إلى إلحاق ضرر كبير فيها.

وقالت مصادر طبية فلسطينية يوم أمس (الخميس) إن إمرأتين ورجل قتلوا وأصيب 9 آخرون بجروح متفاوتة بينهم كاهن الرعية الأب جبرائيل رومانيللي جراء القصف الإسرائيلي.

من جهته، ذكر الجيش الإسرائيلي في بيان "نحن على دراية بادعاء استهداف كنيسة في مدينة غزة ونحقق في ظروف الحادث دون نشر مزيد من التفاصيل".

وتشن إسرائيل حربا واسعة النطاق في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، بعد أن نفذت حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل، أسفر وفق السلطات الإسرائيلية، عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي واحتجاز رهائن.

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مرارا بالاستمرار في القتال حتى تحقيق "جميع أهداف الحرب"، وتشمل إطلاق سراح جميع المحتجزين في غزة، والقضاء على حركة حماس، وضمان عدم تشكيل غزة تهديدا مستقبليا لإسرائيل.

وأدت الحرب إلى مقتل أكثر من 58 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة.

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号