دمشق 16 يوليو 2025 (شينخوا) توصلت السلطات السورية وزعماء الطائفة الدرزية في محافظة السويداء جنوب البلاد، اليوم (الأربعاء)، إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، يهدف إلى إنهاء أيام من الاشتباكات الدامية وإعادة دمج المحافظة بشكل كامل ضمن سلطة الدولة، وفقا لسلطات الداخلية السورية وقيادات دينية درزية.

وبحسب بيان صادر عن سلطات الداخلية السورية نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، ينص الاتفاق على وقف كامل لإطلاق النار، ونشر حواجز أمنية تابعة لقوى الأمن الداخلي في مختلف أنحاء المدينة، في خطوة تهدف إلى فرض الاستقرار وإعادة بسط سلطة الدولة في المحافظة التي شهدت مواجهات عنيفة منذ الأحد الماضي.

وأكد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا، الشيخ يوسف جربوع، الاتفاق في بيان رسمي، موضحاً أبرز بنوده، ومنها وقف فوري لكافة العمليات العسكرية، وسحب الجيش إلى ثكناته، وتشكيل لجنة مراقبة مشتركة من ممثلين عن الدولة ومشايخ الطائفة للإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وأضاف الشيخ جربوع أن عناصر من قوى الأمن الداخلي والشرطة من أبناء السويداء سيتولون مهام تثبيت الأمن داخل المدينة، كما ينص الاتفاق على تنسيق مشترك مع وزارتي الدفاع والداخلية لتنظيم السلاح الثقيل، وإنهاء مظاهر حمل السلاح خارج إطار الدولة.

وشدد الشيخ جربوع على أن الاتفاق يؤكد على "الاندماج الكامل لمحافظة السويداء ضمن الدولة السورية"، مع إعادة تفعيل جميع المؤسسات الرسمية في المحافظة وفقا للقوانين السورية، كما تضمن الاتفاق تشكيل لجنة تحقيق لمتابعة الانتهاكات التي جرت منذ اندلاع العنف يوم الأحد الماضي.

ويأتي الاتفاق بعد أربعة أيام من المواجهات العنيفة التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 248 شخصاً، بينهم مدنيون وعناصر من القوات الحكومية ومسلحون من البدو، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا.

وتصاعدت وتيرة الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا اليوم، حيث استهدفت الطائرات الحربية مواقع حساسة في العاصمة دمشق، من بينها محيط القصر الرئاسي "قصر الشعب" ومقر القيادة العامة للجيش السوري في ساحة الأمويين، ما أدى إلى دمار واسع وإصابة 18 شخصاً، ومقتل مدني واحد، بحسب وزارة الصحة السورية وشهود عيان وتقارير إعلامية محلية.

وأظهرت مشاهد بثتها قنوات التلفزة تصاعد أعمدة دخان كثيفة من محيط مبنى الأركان وسط استنفار أمني وإطلاق نار في المنطقة، ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الغارات استهدفت بشكل مباشر مداخل مباني قيادة الأركان وسلطة الدفاع في قلب العاصمة، بالإضافة إلى مبانٍ في حي المالكي وقصر تشرين.

وأفاد المرصد السوري كذلك بأن الطيران الإسرائيلي نفذ سلسلة من الغارات الجوية اليوم على مدينة درعا ومحيطها، وطالت محيط قصر المحافظ، وفرع الأمن العسكري، ومبنى النفوس، إلى جانب الفوج 189 في منطقة جباب، واللواء 132 غربي المدينة، وسط أنباء عن وقوع دمار واسع، وإجلاء مصابين.

وفي محافظة ريف دمشق، شن الطيران الإسرائيلي غارات على منطقة الكسوة جنوبي العاصمة، دون معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية حتى الآن.

واندلعت شرارة التصعيد بعد قيام مسلحين من البدو بالاعتداء على شاب درزي قرب بلدة المسمية، ما أثار عمليات خطف متبادلة وتصعيداً في الاشتباكات داخل الأحياء السكنية.

كما شنت إسرائيل عدة غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية سورية في السويداء ودمشق، مبررة تدخلها بدعوى حماية المجتمع الدرزي.