دمشق 16 يوليو 2025 (شينخوا) أدانت السلطة السورية بشدة اليوم (الأربعاء) الانتهاكات الأخيرة لحقوق الإنسان التي وردت تقارير بارتكابها في محافظة السويداء جنوبي البلاد، متعهدة بمحاسبة المسؤولين عنها والالتزام بسيادة القانون وتحقيق العدالة في جميع أنحاء البلاد.

وأعربت السلطة السورية، في بيان، عن "قلقها العميق" إزاء "الانتهاكات المؤسفة" التي شهدتها بعض المناطق في السويداء خلال الأيام الأخيرة، ووصفت هذه الأفعال بأنها "إجرامية وغير قانونية" ولا يمكن تبريرها تحت أي ظرف من الظروف.

وجاء البيان عقب تقرير صادر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، اتهم فيه قوات من سلطتي الدفاع والداخلية بارتكاب انتهاكات جسيمة خلال الاشتباكات التي اندلعت في السويداء منذ الأحد الماضي، بما في ذلك نهب وتدمير ممتلكات مدنية، وإهانة مواطنين من الطائفة الدرزية، وتنفيذ إعدامات ميدانية.

وأكدت السلطة السورية التزامها التام بالتحقيق في جميع الحوادث ذات الصلة، ومحاسبة المتورطين فيها، سواء أكانوا أفراداً أو جهات تابعة لمؤسسات الدولة، وفقاً للقانون السوري.

وقال البيان "لن نسمح بمرور هذه الأفعال دون عقاب"، مضيفاً أن السلطات تعمل على إعادة الأمن والاستقرار في السويداء وكافة أنحاء البلاد.

كما جدّد البيان تأكيد احترام الحكومة لأبناء الطائفة الدرزية، واصفاً إياهم بأنهم "جزء أصيل من الهوية الوطنية السورية، وكانوا دوماً مثالاً في الوطنية والشجاعة والتضحية".

ودعت السلطة السورية جميع الأطراف إلى رفض التحريض، محذّرة من محاولات زعزعة الوحدة الوطنية.

وكانت السلطة السورية قد واجهت انتقادات متزايدة بسبب سلوك القوات العسكرية في السويداء، حيث تم يوم أمس (الثلاثاء) سحب الدبابات والآليات الثقيلة من المدينة بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه مع وجهاء من المجتمع الدرزي المحلي.

ورغم الاتفاق، ما تزال التوترات، حيث شهدت المدينة غارات جوية إسرائيلية واشتباكات جديدة أمس واليوم، ما أدى إلى نزوح آلاف السكان.

في الأثناء، أظهرت مقاطع مصوّرة تم تداولها على الإنترنت انتهاكات واضحة من قبل كل من المجموعات المسلحة الدرزية وقوات الحكومة، الأمر الذي يثير القلق بشأن دوامة متزايدة من أعمال العنف.

ويعود التصعيد الأخير في السويداء، وهي محافظة ذات غالبية درزية، إلى حادث تعرّض فيه شاب درزي للضرب والسرقة على يد مسلحين من قبائل البدو عند حاجز مؤقت بالقرب من بلدة المسمية على طريق دمشق - السويداء، وتم إطلاق سراحه وهو في حالة حرجة.

ورداً على ذلك، اختطفت مجموعات درزية مسلحة عدة مدنيين من البدو، مما فجّر سلسلة من عمليات الخطف المتبادل والتصعيد المتسارع بين الطرفين.