دمشق 16 يوليو 2025 (شينخوا) تجددت الاشتباكات العنيفة اليوم (الأربعاء) في مدينة السويداء جنوبي سوريا، بعد انهيار وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه أمس (الثلاثاء)، وانسحاب قوات السلطات السورية المؤقتة من المدينة عقب دخولها لفترة وجيزة صباح اليوم ذاته.

وقالت سلطة الدفاع السورية في بيان اليوم إن "مجموعات خارجة عن القانون" استأنفت الهجمات ضد قوات الجيش والأمن داخل مدينة السويداء، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه أمس مع وجهاء وأعيان المدينة.

وأكد البيان أن الجيش رد على مصادر النيران، مع الالتزام بقواعد الاشتباك التي تهدف إلى تقليل الأضرار بين المدنيين وتسهيل عودة النازحين إلى منازلهم.

ودعت السلطات الأهالي إلى البقاء في منازلهم والإبلاغ عن أي عناصر مسلحة ما تزال تنشط في المدينة.

من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الطيران الإسرائيلي واصل استهداف مواقع عسكرية تابعة للقوات السورية في السويداء، ضمن ما وصفته إسرائيل بأنه "حماية للدروز" في المحافظة.

وذكر المرصد أن طائرة إسرائيلية استهدفت آلية عسكرية حكومية في المدينة، في وقت كانت الطائرات الإسرائيلية المسيّرة تحلق بكثافة في أجواء الجنوب السوري.

كما سُمع دوي انفجارات قوية، تزامناً مع استمرار القصف بالهاون والطائرات المسيّرة منذ منتصف ليل (الثلاثاء - الأربعاء).

وأشار المرصد إلى أن القوات الحكومية حاصرت مستشفى السويداء الوطني ومنعت وصول الدعم إليه، رغم وجود إصابات مدنية تُعالج بداخله، ما أثار مخاوف من ارتفاع عدد الضحايا، وما تزال شبكات الإنترنت والكهرباء مقطوعة عن غالبية مناطق المحافظة، وسط أوضاع إنسانية وصفت بأنها "كارثية".

ووثق المرصد مقتل 12 شخصاً إضافياً من أبناء المحافظة، بينهم حالة إعدام ميداني لرجل مسن في قرية الثعلة، حيث أفادت المعلومات بأن القوات الحكومية اقتحمت القرية وأهانت الرجل قبل أن تُعدمه ميدانياً.

وارتفعت حصيلة القتلى منذ اندلاع المواجهات في 13 يوليو إلى 260 قتيلاً على الأقل، بينهم 82 مدنياً من أبناء السويداء، بينهم أربع سيدات وأربعة أطفال، بالإضافة إلى 156 من عناصر سلطتي الدفاع والأمن العام، بينهم 18 مقاتلاً من البدو.

كما وثق المرصد إعدام 22 شخصاً ميدانياً، بينهم ثلاث نساء، برصاص قوات حكومية، على حد قوله.

وأضاف المرصد أن تعزيزات عسكرية وصلت إلى المدينة تحت جنح الظلام، ما أثار مخاوف من عمليات أمنية واسعة بعيداً عن أعين الإعلام.

يُشار إلى أن التوترات الأخيرة في السويداء، ذات الغالبية الدرزية، اندلعت بعد تعرض شاب درزي للضرب والسلب على يد مسلحين من عشائر البدو نصبوا حاجزاً مؤقتاً قرب بلدة المسمية على طريق دمشق - السويداء.

ورداً على ذلك، أقدمت فصائل درزية مسلحة على خطف مدنيين من البدو، ما أدى إلى سلسلة من عمليات الخطف المتبادل وتصعيد سريع في التوترات بين الطرفين.