غزة 14 يوليو 2025 (شينخوا) اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة اليوم (الاثنين) الجيش الإسرائيلي بشن "حرب تعطيش ممنهجة ومدروسة" ضد سكان القطاع، عبر استهداف مصادر المياه ومنع دخول الوقود الضروري لتشغيل البنية التحتية الحيوية.

وقال المكتب الإعلامي في بيان صحفي إن الجيش الإسرائيلي "شن حرب تعطيش ممنهجة ومدروسة ضد سكان قطاع غزة"، محملا الحكومة الإسرائيلية مسؤولية ما يجري في القطاع.

وأضاف البيان أن "القوات الإسرائيلية ارتكبت 112 مجزرة بحق مدنيين أثناء وقوفهم في طوابير تعبئة المياه، أسفرت عن مقتل أكثر من 700 شخص، معظمهم من الأطفال".

وأشار إلى أن أحدث هذه الهجمات وقع في "المخيم الجديد" شمال غرب مخيم النصيرات وسط القطاع، حيث قتل 12 شخصا من بينهم ثمانية أطفال.

وذكر أن إسرائيل دمرت عمدا 720 بئر مياه، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة وحرمان أكثر من 1.25 مليون نسمة من الوصول إلى المياه النظيفة، في وقت يزداد فيه خطر تفشي الأمراض والأوبئة، خصوصا بين الأطفال.

وأوضح أن السلطات الإسرائيلية تمنع دخول 12 مليون لتر من الوقود شهريا، وهي الكمية اللازمة لتشغيل الحد الأدنى من الآبار ومحطات المعالجة ومرافق جمع النفايات، وهو ما تسبب بشلل شبه كامل في خدمات المياه والصرف الصحي.

وأضاف أن إسرائيل قطعت، منذ 23 يناير 2025، مياه شركة "ميكروت"، وهي من آخر المصادر الأساسية للمياه في قطاع غزة. كما قطعت، في 9 مارس 2025، آخر خط كهربائي كان يغذي محطة التحلية المركزية جنوب دير البلح، مما أدى إلى توقف إنتاج مياه الشرب في تلك المحطة.

واعتبر أن هذه الإجراءات تمثل "جريمة تعطيش كبرى تنفذ بطريقة متعمدة ومنهجية"، محملا إسرائيل المسؤولية الكاملة عن "جريمة حرب مكتملة الأركان بموجب اتفاقيات جنيف"، وعن "انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان".

وحمل المكتب الإعلامي دولا غربية، بينها الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، "مسؤولية قانونية وأخلاقية" لما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" عبر الدعم أو التواطؤ مع السياسات الإسرائيلية، مطالبا بتحرك دولي فوري.

ودعا إلى وقف "حرب التعطيش" فوراً وضمان وصول المياه للسكان المدنيين؛ والضغط على إسرائيل لإدخال الوقود والمعدات لتشغيل آبار المياه ومحطات الصرف الصحي؛ وفتح تحقيق دولي عاجل في "جريمة التعطيش" باعتبارها جزءا من "الإبادة الجماعية"، ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية.

وتشن إسرائيل حربا واسعة ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، إثر هجوم مفاجئ شنته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل.

وتوقفت الحرب لنحو شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه بوساطة مصرية قطرية أمريكية في 19 يناير 2025، قبل أن تستأنف إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة في 18 مارس الماضي، بعد انتهاء مرحلته الأولى وتعثر المفاوضات بين إسرائيل وحماس بشأن بدء المرحلة الثانية أو تمديدها.