دمشق 14 يوليو 2025 (شينخوا) أعلنت سلطة الدفاع السورية اليوم (الاثنين) مقتل أكثر من 30 شخصا وإصابة نحو مائة بجروح جراء الاشتباكات المتواصلة في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية جنوبي البلاد بين فصائل محلية مسلحة وعشائر من البدو في المنطقة، على خلفية حوادث احتجاز متبادلة.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن بيان لسلطة الدفاع قوله "تابعنا ببالغ الحزن والقلق التطورات الدامية التي شهدتها محافظة السويداء خلال اليومين الماضيين، والتي أسفرت عن أكثر من ثلاثين قتيلا ونحو مائة جريح في عدد من الأحياء والبلدات".

وأشار البيان إلى أن "الفراغ المؤسساتي الذي رافق اندلاع الاشتباكات في محافظة السويداء ساهم في تفاقم مناخ الفوضى وانعدام القدرة على التدخل من قبل المؤسسات الرسمية الأمنية أو العسكرية، ما أعاق جهود التهدئة وضبط النفس".

وذكر البيان أن سلطة الدفاع باشرت التنسيق مع سلطة الداخلية، وقامت بنشر وحداتها العسكرية المتخصصة في المناطق المتأثرة، وعملت على توفير "ممرات آمنة للمدنيين"، و"فك الاشتباكات بسرعة وحسم"، مؤكدة التزام مقاتلي سلطة الدفاع بحماية المدنيين وفق القانون.

واندلعت اشتباكات بين فصائل مسلحة محلية وعشائر من البدو صباح أمس (الأحد) في حي المقوس شرقي مدينة السويداء، قبل أن تتسع ليلا لتطال قرى بالريفين الغربي والشرقي لمحافظة السويداء.

وجاءت الاشتباكات على خلفية حوادث احتجاز متبادلة بين مجموعة محلية مسلحة من السويداء وعشائر البدو بعد يوم من تعرض أحد أقارب تلك المجموعة، وهو تاجر، للسلب والاحتجاز من قبل عناصر مسلحة من عشائر البدو في ريف دمشق أثناء عودته إلى السويداء، بحسب وسائل إعلام محلية.

وقال مصدر في حركة (رجال الكرامة)، وهو أكبر فصيل مسلح في محافظة السويداء، إن 11 مواطنا من أهالي محافظة السويداء خطفوا من قبل عشائر البدو، وبالمقابل قامت مجموعة من الفصائل المحلية المسلحة بخطف خمسة مدنيين من عشائر البدو.

وأضاف المصدر لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن عملية تبادل المختطفين ستجري اليوم بين عشائر البدو المقيمة في حي المقوس والفصائل المسلحة المحلية، في خطوة لإنهاء الاقتتال في محافظة السويداء.

من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن اليوم بأن سلطة الدفاع السورية دفعت بأرتال عسكرية إلى السويداء، تضم مختلف أنواع الأسلحة وعشرات العناصر لتعزيز الحواجز الأمنية بعد تعرضها للهجوم، في حين أن بعض تشكيلات سلطة الدفاع يشارك فعليا في الاقتتال ضد المسلحين الدروز في ريف السويداء.

وأشار المرصد السوري إلى أن حصيلة الضحايا جراء الاشتباكات المسلحة والقصف المتبادل في حي المقوس ومناطق بالمحافظة ارتفعت إلى 37 قتيلا بينهم طفلان، بالإضافة إلى نحو 50 جريحا بينهم أطفال وآخرون بحالات حرجة.

وفي أول مايو الماضي، سقط عدد من المسلحين المحليين من أبناء السويداء الدروز بين قتيل وجريح بكمين قالت مصادر محلية ووسائل إعلام سورية إن مجموعات "خارجة عن القانون" نصبتها لهم عند بلدة المطلة بريف دمشق الجنوبي، أثناء توجههم لمساندة أبناء منطقة أشرفية صحنايا ذات الأغلبية الدرزية التي شهدت اشتباكات أواخر شهر أبريل الماضي.

وكانت الاضطرابات بدأت في أشرفية صحنايا وجرمانا بعيد انتشار تسجيل صوتي منسوب إلى رجل درزي يتضمن عبارات مسيئة للنبي محمد.