arabic.china.org.cn | 14. 07. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
بكين 14 يوليو 2025 (شينخوا) أجمع الأكاديميون والخبراء الصينيون المتخصصون في دراسة الأدب العربي على أهمية النسخة الصينية من كتاب ((المعلقات لجيل الألفية)) الصادرة حديثا في تعزيز التبادل الثقافي والأدبي بين الصين والعالم العربي، وفي تعميق الفهم المتبادل وتوسيع آفاق الاستفادة بين الحضارتين العرقتين الصينية والعربية.
جاء ذلك خلال ندوة أُقيمت مؤخرا في جامعة بكين بشأن الترجمة الصينية التوضيحية للأدب العربي الكلاسيكي بعنوان ((المعلقات لجيل الألفية))، بحضور نخبة من الشخصيات البارزة في الأوساط الأكاديمية الصينية، إلى جانب عدد من الناشرين والمترجمين، حيث دار نقاش معمّق حول سبل الترجمة الإبداعية للأعمال الأدبية العربية الكلاسيكية في السياق المعاصر، وقيمتها الفكرية والأكاديمية.
ويعد صدور هذه النسخة من كتاب ((المعلقات لجيل الألفية)) ثمرة تعاون مشترك بين قسم اللغة العربية في جامعة بكين ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بالمملكة العربية السعودية ودار نشر جامعة بكين. وقد أشرف على ترجمة الكتاب من العربية إلى الصينية وما يتعلق به من شروحات، الدكتور لين فنغ مين، الأستاذ في قسم اللغة العربية بكلية اللغات الأجنبية في جامعة بكين، فيما أسهم في إخراج هذا العمل إلى النور أكثر من عشرة مترجمين تولوا مهام الترجمة والتعليق والتحرير. واستغرق العمل قرابة خمس سنوات، حتى صدر رسميا عن دار نشر جامعة بكين في أبريل 2025.
ويُوجَّه هذا الكتاب إلى الجيل الجديد من الشباب، إذ يُعيد ترتيب المعلقات، التي تُعد من أروع كنوز الأدب العربي، بطريقة منهجية، ويقدم شروحات وتعليقات أكاديمية وافية، مع تدقيق خاص في أسماء الأماكن الواردة فيها، مما يجعله نموذجا بارزا لأحدث أشكال التعاون الصيني-العربي في مجالي الترجمة والدراسات الأكاديمية.
وأوضح لين فنغ مين في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن المعلقات، باعتبارها ثروة أدبية من العصر الجاهلي في شبه الجزيرة العربية، تحمل في طياتها جوهرا روحيا أصيلا لا يزال يُشكل مصدر إلهام لجيل الشباب الصيني المعاصر. فمن منظور الحياة الفردية، تتيح المعلقات توازنا شعريا بين "الفرد" و"الجماعة"، مما يساعد الشباب على إدراك قيمة الذات والروابط الاجتماعية، ويقدم لهم حكمة شرقية عميقة في هذا السياق. وأضاف قائلا إن الشعر الذي أنشده العرب في الصحراء يعبر عن التمسك بروح العزة والشجاعة المتجذرة في الذاكرة الجماعية، وهو ما ينسجم مع توق الشباب في العصر الحديث إلى "الانتماء" و"التميز" في ظل موجة الفردانية الحديثة.
ورأى الأستاذ الصيني المخضرم أن المعلقات، من منظور فهم الحضارات، تُسهم في كسر الصورة النمطية الغامضة لدى بعض الشباب الصيني عن "الشرق"، وتقدم لهم إطارا ثقافيا ملموسا، وتُعلمهم أن أمهات النصوص في الحضارة الشرقية لا تتمثل في الشعر والنثر الصينيين وحدهما، بل تحتضن أيضا روحا بدوية نابضة بالحياة في شبه الجزيرة العربية تجسدها المعلقات، من خلال صور مثل: التقوى تجاه الطبيعة تحت السماء المرصعة بالنجوم في صحارى البادية، والاهتمام الشديد بالبلاغة والأساليب التعبيرية، والاستخدام البارع للاستعارات والصور الشعرية، وهي جميعا أمثلة حية على ثراء الحضارات الشرقية وتنوعها. وأكد أن هذا الفهم يساعد الشباب الصيني على تجاوز أطر السرد الغربي، وفهم خصوصية الحضارات المختلفة بمنظور أكثر تكافؤا في سياق "الحزام والطريق"، كما يُنمي لديهم وعيا بقيمة الحوار بين الثقافات، وهو ما يعد أمرا بالغ الأهمية في بناء نظام معرفي صيني مستقل.
كما أشار لين فنغ مين إلى أنه من منظور الحياة الروحية، ربما تكمن النقطة الأهم في أن روح "الترحال" الحاضرة بقوة في المعلقات تتناغم في جوهرها مع توق الشباب في العصر الحديث إلى الاستكشاف، لا سيما أن شعراء المعلقات كانوا في الغالب من البدو الرحل. فهذه القصائد بما تحمله من مشاعر الفرح والحزن الموثقة خلال الترحال وما تعكسه من صبر في وجه الشدائد، تمجد جميعها معنى الصمود في الحياة، وتلامس تطلعات الشباب في مواجهة عدم اليقين في مسيرتهم الحياتية.
وأضاف قائلا "إنها تُعلمنا أن البحث عن معنى الحياة والالتزام بالتعبير عنه يظلان دوما نورا يضيء الطريق أمامنا. وهذا الصدى العابر للزمن يجعل من هذا الشعر القديم جسرا يربط بين الماضي والحاضر، ويُقرب المسافة بين الثقافة الصينية والثقافة العربية، ويغذي الشباب الصيني بطاقة دافقة تنبع من أعماق الحضارة الشرقية".
وباستثناء النسخة الجديدة، لم تصدر في الصين سوى نسختين مترجمتين من المعلقات، احتوت كل منهما على سبع قصائد من أصل المعلقات. ويعد هذا العمل الجديد أول إصدار يجمع بين نصوص المعلقات باللغتين العربية والصينية في كتاب واحد، ويضم عشر قصائد كاملة من المعلقات. وعلاوة على ذلك، تمتاز هذه النسخة عن الإصدارين السابقين بأن المترجمين أرفقوا بكل ترجمة مقالات تمهيدية أو دراسات بحثية، لذا يمكن القول إنها بحق "المعلقات في عيون الباحثين الصينيين".
ومن جانبه، أشار الدكتور فو تشي مينغ، نائب عميد كلية اللغات الأجنبية بجامعة بكين، إلى أن هذه النسخة من ترجمة كتاب ((المعلقات لجيل الألفية))، الصادرة ضمن مشروع نشر الثقافة التابع لشركة أرامكو السعودية، تهدف إلى تعريف جيل الشباب حول العالم بالثقافة العربية الأصيلة، مؤكدا أن الكتاب لا يقتصر على ترجمة المعلقات من جديد فحسب، بل يعكس أيضا فهما ودراسة جديدين لجوهر هذا الشعر العربي الفذ من قبل باحثين صينيين في مجال الأدب العربي من مختلف الأجيال: القديمة والحالية والشابة.
كما اقترح فو تشي مينغ ترجمة النصوص التعليقية الواردة في هذا الكتاب إلى اللغة العربية، لكي يتسنى للباحثين في مختلف أنحاء العالم الاطلاع على الشروحات والتحليلات المصاحبة وتعميق دراستهم للأدب العربي الكلاسيكي معا.
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |