دمشق 13 يوليو 2025 (شينخوا) أسفرت الاشتباكات العنيفة والمستمرة بين فصائل محلية وعشائر البدو في محافظة السويداء بجنوب سوريا عن مقتل أكثر من 21 شخصا وإصابة 80 آخرين، وفق تقارير إعلامية محلية.

وتزامنا مع ذلك، شهد ريف السويداء الغربي، المجاور لريف درعا الجنوبي، حركة نزوح كثيفة من السكان هربا من تدهور الأوضاع الأمنية والميدانية.

وأكد مصدر طبي في المشفى الوطني بالسويداء في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق الحصيلة قائلا "إنها مرشحة للارتفاع بسبب وجود عدد من الاصابات الحرجة"، داعيا أهالي المحافظة إلى التبرع بالدم لعدم توفر الكمية اللازمة من وحدات الدم في بنك الدم.

وكان تلفزيون (سوريا) المقرب من السلطات السورية قد أفاد في وقت سابق بوقوع 10 قتلى وإصابة 50 جريحا من جراء الاشتباكات المتواصلة في السويداء.

وردا عل ذلك، أعلنت سلطة التربية والتعليم السورية عن تأجيل امتحان مادة التربية الإسلامية لطلبة الثانوية العامة في السويداء فقط نظرا للظروف الأمنية، فيما شهدت عدة قرى بريف السويداء الغربي حركة نزوح كبيرة باتجاه مدينة السويداء جراء سقوط قذائف هاون عشوائية على مناطق متفرقة.

وأصدرت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز في محافظة السويداء بيانا دعت فيه السلطات السورية إلى ضبط الأمن على طريق دمشق-السويداء وإبعاد العصابات المنفلتة عنه. وأكد البيان رفض القبول باستمرار الظلم أو الصمت عن الانتهاكات المتكررة التي تطال أهل السويداء وطرقهم.

ودعا البيان الجميع، أفراد وقيادات، إلى تغليب الحكمة والمسؤولية، والوقوف صفا واحدا لرفض الفوضى ومخططات التفرقة، مع تأكيد الحق المشروع في الدفاع عن النفس والأرض، دون الانجرار إلى الفتنة التي تخدم الأعداء فقط.

ومن جهته، دعا مصطفى البكور، ممثل السلطات السورية في السويداء، إلى ضبط النفس وتحكيم لغة العقل والحوار كضمان أكيد لعبور هذه المحنة، محذرا من "محاولات إيقاع الفتنة"، بحسب تلفزيون (الإخبارية) الرسمي.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن شاهد جبر عمران، قائد قوى الأمن الداخلي في درعا، قوله إن قوات الأمن بدأت بتنفيذ انتشار أمني منظم على الحدود بين درعا والسويداء، استجابة للتطورات الأمنية الأخيرة التي شهدتها بعض مناطق السويداء، بهدف احتواء التداعيات المحتملة لضمان استقرار المنطقة وسلامة السكان القريبين من مناطق التوتر.

ولاحظ مراسل وكالة أنباء ((شينخوا))، الذي تزامن وجوده في محافظة السويداء، انتشارا أمنيا كثيفا لفصائل محلية مسلحة في معظم الشوارع الرئيسة في مدينة السويداء، والمداخل الرئيسية للمحافظة، إضافة لقطع طريق المشفى الوطني.

كما أشار إلى سماع دوى عدة من انفجارات وسقوط عدة قذائف هاون بالتزامن مع سماع رشقات من الرصاص الكثيف.

وفي السياق ذاته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات عنيفة بعد ظهر الأحد على مدخل المدينة من جهة قرية "الصورة الكبيرة"، بعد هجوم من مجموعات مسلحة من عشائر البدو على حواجز الشرطة، مع سقوط قذائف على محيط القرية.

وتأتي هذه التطورات بعد أن أقدمت مجموعات مسلحة، منذ ساعات الصباح، على قطع طريق دمشق-السويداء من عدة محاور، أبرزها محور بلدة براق في ريف دمشق، مما دفع القوات الأمنية إلى إغلاق الطريق بشكل كامل أمام حركة المرور، وسط حالة من الاستنفار والتوتر في المنطقة.

على صعيد متصل، ارتفعت حصيلة الضحايا جراء الاشتباكات المسلحة والقصف المتبادل في حي المقوس شرقي مدينة السويداء إلى 21 قتيلا بينهم طفل، وأكثر من 50 جريحا بينهم أطفال وآخرين بحالات حرجة.

كما شهدت المنطقة نزوحا واسعا من قرية الطيرة بعد اشتباكات وإحراق منازل. وأفادت مصادر بأن بلدتي سميع والمزرعة تعرضتا للاستهداف بعدد من القذائف، كما دارت اشتباكات عنيفة في محيط لبين وحوران، وسط تصدي مجموعات محلية للهجمات.

وفي تطور خطير، تواصل مجموعات مسلحة من مناطق حوران دفع تعزيزات عسكرية باتجاه محيط مدينة السويداء، لمؤازرة أبناء العشائر البدوية التي تخوض اشتباكات مع قوات الأمن في عدد من النقاط على أطراف المدينة، وفقا للمرصد السوري.

وفي مايو الماضي اندلعت اشتباكات في مناطق جرمانا وصحنايا وأشرفية صحنايا ذات الأغلبية الدرزية جنوب العاصمة دمشق بعد انتشار تسجيل صوتي منسوب إلى رجل درزي يتضمن عبارات مسيئة للنبي محمد، مما أشعل فتيل توتر طائفي وعنفا واسع النطاق في المناطق التي تقطنها طوائف مختلطة في دمشق وخاصة في جرمانا وأشرفية صحنايا.

وشهدت مدينة جرمانا اشتباكات بعد منتصف ليل الاثنين -الثلاثاء، وامتدت الاضطرابات إلى المناطق المجاورة جنوب غرب دمشق، بما في ذلك صحنايا وأشرفية صحنايا، حيث وقعت اشتباكات بين مجموعات محلية مسلحة من الطائفة الدرزية وقوات رديفة لسلطة الدفاع السورية.