غزة 13 يوليو 2025 (شينخوا) قتل 58 فلسطينيا على الأقل اليوم (الأحد) في غارات وإطلاق نار إسرائيلي في مناطق مختلفة بقطاع غزة، وذلك في ظل تواصل مفاوضات وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل بالدوحة.

وفي أحدث غارة قصفت طائرات إسرائيلية مسيرة ظهر اليوم سوقا شعبيا مكتظ بالمارة والمتسوقين في منطقة "السامر" وسط مدينة غزة، وفق مصادر أمنية فلسطينية ومحلية.

وقال الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في غزة محمود بصل، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن 15 شخصا على الأقل، بينهم طبيب وطفل قتلوا جراء الغارة الإسرائيلية وأصيب العشرات بجروح متفاوتة.

وأضاف بصل أن 11 شخصا، بينهم طفلة قتلوا في قصف إسرائيلي استهدف فجر وظهر اليوم تجمعا لفلسطينيين ومنزلين وشقة في مخيم الشاطئ للاجئين وأحياء تل الهوى والزيتون والصبرة في مدينة غزة.

وفي مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين المكتظ بالسكان وسط القطاع، قصفت طائرات إسرائيلية مسيرة صباح اليوم نقطة توزيع مياه، بحسب شهود عيان.

وذكرت مستشفى العودة بالنصيرات في بيان صحفي أن جثامين 10 قتلى، بينهم أطفال وصلت إليها جراء القصف الإسرائيلي، بالإضافة إلى 16 إصابة بجروح متفاوتة منهم 7 أطفال.

وبكى مشيعون وأقارب الضحايا في مستشفى قريب أمام الجثامين الموضوعة في أكياس بلاستيكية بيضاء، بحسب شهود العيان.

وقال محمود قرمان (36 عاما)، وهو قريب أحد الضحايا من داخل المستشفى لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الجيش الإسرائيلي ارتكب "مجزرة بحق المدنيين والأطفال الذين كانوا يصطفون لتعبئة مياه للشرب".

وفي ذات المخيم استهدفت طائرات إسرائيلية فجر اليوم منزلا سكنيا، ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص، بينهم أطفال وإصابة آخرين، وفق بيان صحفي منفصل صدر عن المستشفى.

كما قتل 8 أشخاص، بينهم سيدتان في قصف إسرائيلي صباح اليوم على خيام تؤوي نازحين في مدينة خان يونس جنوب القطاع، بحسب بيان صدر عن مجمع ناصر الطبي.

ومن بين القتلى ضابط في الدفاع المدني في خان يونس، ما يرفع عدد قتلى الجهاز منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 131 شخصا، وفق بصل.

وأوضح مجمع ناصر أن 4 فلسطينيين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي قبالة مركز المساعدات الأمريكية في منطقة الشاكوش شمال مدينة رفح جنوب القطاع.

وقال مدير مستشفيات العودة الصحية رأفت المجدولاي لـ((شينخوا)) إن الجيش الإسرائيلي يتعمد استهداف الأطفال والمدنيين في قطاع غزة.

وحذر من أن المنظومة الصحية في القطاع تواجه كارثة وأزمة إنسانية، مشيرا إلى أن مستشفيات القطاع تقدم الحد الأدنى للخدمة وهي عاجزة عن التعامل مع الجرحى.

فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة في تقريرها اليومي وصول جثامين 139 قتيلا و425 مصابا إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية، ما يرفع حصيلة الحرب منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 58026 قتيلا و138520 جريحا.

وقتل 7450 فلسطينيا وأصيب 26479 آخرون منذ استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة في 18 مارس الماضي بعد انهيار اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس دام شهرين، وفق البيان.

على صعيد متصل، أعلن مستشفى الكويت التخصصي الميداني جنوب القطاع قرب نفاد كميات الوقود، مشيرا إلى أن الكميات الحالية لا تكفي لتشغيل المستشفى لأكثر من يومين فقط.

وقال المستشفى في بيان إن توقف المستشفى عن العمل يعني كارثة صحية تهدد حياة مئات آلاف المرضى والجرحى الذين يترددون عليها، لا سيما في منطقة المواصي التي تعج بنحو 700 ألف نازح ومقيم.

فيما قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن العيادة التابعة لها في مدينة غزة شهدت زيادة في عدد حالات سوء التغذية منذ شهر مارس عندما بدأ الحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية.

وذكرت الوكالة في بيان أنه لم يُسمح لها بإدخال أي مساعدات إنسانية منذ ذلك الحين، وعلى الرغم من النقص الحاد في الإمدادات الأساسية اللازمة للعلاج، تواصل الفرق عملها في غزة لمساعدة الفئات الأكثر ضعفًا، بما في ذلك من خلال إجراء تقييمات تغذوية للأطفال.

إلى ذلك، قالت الإذاعة العبرية العامة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيعقد جلسة خاصة مساء اليوم لمناقشة مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وملف الإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة.

ونقلت الإذاعة عن مسؤول قوله إن حماس رفضت خرائط الانسحاب التي اقترحتها إسرائيل لأنها ستترك قرابة 40 % من أراضي القطاع تحت السيطرة الإسرائيلية، ومنها كل مدينة رفح الجنوبية ومناطق أخرى في شمال وشرق غزة.

وأشار إلى أن حماس تريد أن تتراجع إسرائيل إلى الخطوط التي كانت تسيطر عليها خلال وقف إطلاق النار السابق قبل أن تستأنف هجومها في مارس الماضي، متهما إياها بوضع العراقيل وعدم إبدائها أي مرونة في مفاوضات الدوحة.

وذكرت صحيفة ((معاريف)) العبرية أن اجتماع نتنياهو على جدول أعماله الموافقة على تقديم خرائط جديدة، مشيرة إلى أن الضغط على إسرائيل قد يؤدي إلى تعديل موقفها.

وبدأت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل الأحد الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، استناداً إلى مقترح جديد بناء على مبادرة المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

ويتضمن المقترح، بحسب ما نشرته وسائل إعلام عربية وإسرائيلية، وقفا لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، يتم خلالها إطلاق سراح نحو عشرة من المحتجزين الإسرائيليين الأحياء، وتسليم جثامين 18 آخرين، مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين يُتفق عليه خلال المفاوضات.