share
arabic.china.org.cn | 12. 07. 2025

مقالة خاصة: موقع "الفاية" الإمارتي يسجل حضورا عالميا في قائمة اليونسكو

arabic.china.org.cn / 20:38:21 2025-07-12

الشارقة 12 يوليو 2025 (شينخوا) في خطوة جديدة لترسيخ موقعها على خريطة التراث الإنساني العالمي، نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في إدراج موقع "الفاية"، الواقع في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة، ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

وقد اعتمدت لجنة التراث العالمي في دورتها الـ47، التي عقدت أمس الجمعة في باريس، قرارا جماعيا بإدراج "الفاية" ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي السفيرة الرسمية لملف الترشيح الدولي لموقع الفاية "إن إدراج هذه المنطقة يرسخ إسهام الشارقة في كونها مهدا للتاريخ البشري المبكر، ويبرز الدور المحوري لشبه الجزيرة العربية في رحلة الإنسان للخروج من إفريقيا".

وأشارت إلى أن "الأدوات الحجرية التي عثر عليها في الفاية والتي يتجاوز عمرها 200 ألف عام تعد دليلاً ناطقا على عبقرية أسلافنا وجذور التقاليد الثقافية العميقة في منطقتنا".

ويعد موقع "الفاية" من أقدم المواقع الصحراوية المأهولة التي توثق نشاط الإنسان في البيئات القاحلة منذ أكثر من 200 ألف عام، ما يمنحه "قيمة عالمية استثنائية"، بحسب توصيف لجنة التراث العالمي.

ويمثل إدراج "المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية"، تتويجاً لجهود بحثية استمرت أكثر من ثلاثة عقود، بمشاركة علماء آثار ومؤسسات دولية، أبرزها جامعة توبنغن الألمانية وجامعة أوكسفورد بروكس البريطانية.

وأسفرت أعمال التنقيب عن كشف 18 طبقة جيولوجية متتالية، توثق مسيرة تطور الإنسان في المنطقة، عبر مراحل من الجفاف والمناخ المتقلب، ما يحول الموقع إلى سجل حي للتكيف البشري مع الطبيعة الصحراوية.

وخلال زيارة ميدانية إلى موقع "الفاية"، رصد فريق وكالة أنباء ((شينخوا)) ملامح الحياة الهادئة التي يعيشها السكان في محيط الموقع الأثري، حيث تمتزج الطبيعة الجبلية بالصحراء المفتوحة، في مشهد يعكس توازناً فريداً بين التاريخ والبيئة.

وتنقل الفريق بين التكوينات الجيولوجية والمواقع الأثرية التي توثق وجود الإنسان القديم، حيث تبرز الأدوات الحجرية المكتشفة وشواهد الاستيطان المبكر كدلائل ملموسة على عمق هذا الموقع التاريخي.

وقد عبر سكان بموقع "الفاية"عن اعتزازهم المتزايد بأرضهم، مؤكدين أن إدراج الموقع على قائمة اليونسكو جعلنا نشعر أننا حماة لإرث إنساني عالمي.

ويعيش في المنطقة المحيطة بـ "الفاية" اليوم العديد من الأسر التي حافظت على نمط حياة تقليدي، يجمع بين الزراعة وتربية المواشي، وعلى الرغم من بساطة الحياة، إلا أن سكانها يشعرون اليوم بقيمة أرضهم أكثر من أي وقت مضى.

ويقول المواطن سالم المري (54 عاماً)، أحد سكان الفاية، "كنا نعتقد أن هذه الجبال والرمال مجرد طبيعة جرداء، لكنها أصبحت اليوم جزءاً من تراث العالم، نشعر بالفخر بأن أجدادنا عاشوا هنا، وتركوا أثرا يعترف به الجميع".

ويضيف الدكتور حمدان السويدي، أستاذ علم الآثار بجامعة الإمارات، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "الفاية ليست فقط موقعاً أثرياً، بل منصة علمية تقدم فهماً عميقاً لرحلة الإنسان في بيئات قاسية، والأدوات الحجرية التي اكتشفت هنا، تظهر تطور التفكير البشري والقدرة على الابتكار منذ عصور ما قبل التاريخ".

ويمثل موقع "الفاية" ثاني موقع إماراتي ينال هذا التصنيف بعد مواقع العين الثقافية المدرجة منذ عام 2011، لكنه الأول من نوعه الذي يوثق لحقبة العصر الحجري في بيئة صحراوية.

وتعتزم حكومة الشارقة تنفيذ خطة شاملة لإدارة وصون الموقع، تغطي الفترة من 2024 حتى 2030، وتركز على حماية القيمة الأثرية، وتشجيع البحث العلمي، وتنشيط السياحة البيئية والثقافية.

ويؤكد الخبير الاقتصادي عبدالله راشد لـ ((شينخوا)) أن "الفاية" تمتلك مقومات كبيرة لتحفيز التنمية المحلية، وأن هذا "الموقع سيفتح فرصاً جديدة في قطاع السياحة المستدامة، ويخلق وظائف في مجالات الإرشاد البيئي، والحرف المحلية، والمشاريع الصغيرة المرتبطة بالتراث".

وقد بدأت بعض العائلات في المنطقة بالاستعداد لهذه المرحلة الجديدة، وتقول خديجة السويدي، وهي معلمة تقيم في إحدى قرى الفاية: "سنعلم أبناءنا أهمية هذا المكان، ليس فقط كتراث أثري بل كمصدر فخر، وهوية الفاية لم تعد مجرد أرض، بل أصبحت قصة نرويها للعالم".

ويلعب "منتدى الفاية الثقافي" المحلي دوراً مجتمعياً في التوعية بأهمية الموقع، وتنظيم ورش تعليمية بالتعاون مع المدارس.

بدوره، قال روبيرتو كولو، خبير السياحة التراثية في المنطقة، إن "الفاية تملأ فراغا معرفيا كبيرا في فهم أنماط استيطان الإنسان القديم في البيئات الصحراوية، وهذا ما يجعلها موقعاً نادراً على مستوى العالم".

وبإدراجها رسمياً على قائمة التراث العالمي، تنضم الفاية إلى شبكة من 1226 موقعاً معترفاً بها دولياً، لتؤكد أن الصحراء ليست مجرد فراغ طبيعي، بل أرض زاخرة بالحياة والمعنى والتاريخ./نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号