share
arabic.china.org.cn | 03. 07. 2025

مقالة خاصة: المرأة السودانية ... ناشطة ومقاتلة ومتطوعة في زمن الحرب

arabic.china.org.cn / 02:12:06 2025-07-03

الخرطوم 2 يوليو 2025 (شينخوا) داخل مخيم للإيواء بمدينة بورتسودان بشرقي السودان، تستغل الناشطة في العمل النسوي "عوضية كوكو" خبرتها التراكمية في مجال إعداد الطعام لإنشاء مطابخ خيرية لإطعام آلاف المتضررين من الحرب ولاسيما في مخيمات الإيواء.

وعوضية (58 عاما) هي مؤسسة منظمة "كل المهن"، وهي منظمة نسوية سودانية، كما ترأست في السابق الاتحاد التعاوني النسوي متعدد الأغراض بالسودان.

وتشرف عوضية حاليا على مطبخ خيري بمدينة بورتسودان يوفر الغذاء لنحو 6 آلاف شخص يوميا، كما تقوم بتدريب نازحات علي تشغيل مطابخ أخري بعدد من مخيمات الإيواء.

وترى عوضية أن النساء السودانيات أثبتن قدرتهن خلال الحرب علي تقديم خدمات متنوعة ساهمت في تحسين حياة المتأثرين بالحرب.

وتقول عوضية لوكالة أنباء ((شينخوا)) "هذا المطبخ الخيري ساعد آلاف المتضررين ووفر الطعام للمحتاجين، وأن مئات المتطوعين من النساء يعملن معنا يوميا لإطعام نحو 6 آلاف شخص يوميا".

وأضافت "لقد أثبتت المرأة السودانية خلال الحرب قوتها وصمودها الاستثنائي، صحيح أنها تأثرت بالحرب، ولكنها لم تستسلم، بل أضحت رمزا للنضال والكفاح".


-- متطوعة طبية "جزء من الصمود"

ورغم تأثيرات الحرب على قطاع النساء بالسودان، إلا أن واقع الحال يشير أيضا إلى أن المرأة السودانية ليست مجرد "ضحية" فقط، بل هي أيضا منقذة وفاعلة من خلال أدوار مختلفة.

في الساعات الأولي من اندلاع القتال العنيف في العاصمة السودانية الخرطوم في 15 أبريل 2023، تلقت الطبيبة الشابة "عالية الحاج" اتصالا هاتفيا من أصدقاء أبلغوها بالحاجة العاجلة لمتطوعين بمستشفي النو بشمالي مدينة أم درمان.

تقول عالية لوكالة أنباء ((شينخوا)) "كان الرصاص يتساقط خارج المنازل، والطرق خالية تماما، كان الوضع مخيفا، وقد عارضت أسرتي خروجي بشدة، ولكني قررت الاستجابة للنداء الإنساني، واستطعت الوصول إلى المستشفي".

وساهمت الطبيبة الشابة وزملاء لها في توفير العلاج اللازم لآلاف المرضي ومئات الجرحي، وقالت "في بدايات الصراع كان القتال عنيفا جدا في مناطق واسعة من أم درمان، أتذكر في يوم واحد فقط في أبريل 2023 وصل إلى المستشفي أكثر من 60 جريحا".

وأضافت "اتذكر ذلك اليوم الدموي، اضطررنا إلى وضع الجرحي على الأرض وفي ممرات المستشفي، كنا ثلاثة أطباء وأربع ممرضات، استطعنا إنقاذ أرواح غالبية الجرحي، فيما توفي بعضهم".

وتري عالية أن التطوع شكل شريان حياة لإنقاذ حياة الآلاف، وقالت "بالنسبة لي فإن التطوع كان شريان حياة لإنقاذ حياة الآلاف، منذ اليوم الأول لاندلاع القتال وحتي الآن، نواصل أعمالنا التطوعية بالمستشفي وهو الوحيد الذي ما يزال يعمل بأم درمان، ويستقبل يوميا عشرات المصابين وآلاف المرضي".

وتضيف عالية أنها كانت "جزءا من الصمود"، وتقول "لقد أثبتنا أن النساء لسن مجرد أرقام في دفاتر ضحايا الحرب، لقد استطعنا تقديم نماذج لما يمكن أن تقوم به المرأة من أعمال تشكل بارقة أمل وبناء حياة جديدة من رحم الحرب".

وتقول "في ظروف الحرب التي عايشناها رأينا نماذج لأدوار كبيرة لنساء أظهرن صلابة وتماسكا وشجاعة، لقد تحملن تفكك الأسرة، وفقدان العائل والممتلكات، ومآسي النزوح والهجرة، وفوق ذلك فإن النساء أصحاب مبادرات وهن ناشطات ومتطوعات ومقاتلات أيضا".


-- نساء علي خط النار

ومنذ اندلاع الحرب في السودان، كانت شريحة النساء من أكثر الشرائح تضررا، إذ وجدن أنفسهن في قلب الصراع، لا فقط كضحايا، ولا متطوعات فقط، بل أصبحن في ظروف معينة، مقاتلات ومقاومات للواقع المفروض عليهن.

في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، والتي تتعرض لحصار من قبل قوات الدعم السريع منذ مايو 2024، تبرز أسماء نساء مثلن أيقونة للدفاع عن المدينة المحاصرة من خلال حمل السلاح.

وقبل تصاعد الأحداث في الفاشر، كانت حواء أسماعيل الملقبة بالـ "الفدائية" موظفة في مؤسسة خاصة، ولكنها الآن مقاتلة في صفوف "المقاومة" الشعبية للدفاع عن المدينة المحاصرة.

تقول حواء (41 عاما) لـ((شينخوا)) " كانت حياتنا عادية قبل الأحداث الدموية التى تشهدها المدينة، لم يكن أمامنا من خيار غير أن ندافع عن مدينتنا وأهلنا وأطفالنا".

وأضافت "الموت يحيط بنا من كل جانب، ولكننا سنقاوم، المقاومة ليست فعلا خاصا بالرجال وحدهم، لقد أثبتنا أن المرأة تستطيع أيضا أن تكون مقاومة ومقاتلة، في كل المجالات نرى الآن مساهمة فارقة للنساء".

وتابعت "حياتنا اليوم مختلفة للغاية، هي بمثابة صراع يومي من أجل البقاء، لكنني أؤمن، كما تؤمن كل نساء بلادي، بأن الأمل يولد من بين الركام، وأن الحياة تنتزع من رحم الموت والقتال، وأن النساء أقوى من آلة الحرب".

ووفقا لهيئة الأمم المتحدة للمرأة فإن النساء في السودان يتصدرن الصفوف الأمامية كعاملات إغاثة وناشطات من أجل السلام.

وقالت الهيئة في تقرير في أبريل الماضي، بمناسبة مرور عامين على اندلاع القتال في السودان، إنها تعاونت على مدى عامين من الحرب مع أكثر من 60 منظمة تقودها نساء، للوصول إلى أكثر من 15000 امرأة في أكثر المناطق تضررا في السودان.

وتري سعدية الرشيد، وهي ناشطة سودانية وصاحبة مبادرة "أنقذوا الجنينة" أن المبادرات النسوية السودانية استطاعت توفير المساعدة للنساء النازحات والمعنفات داخل وخارج البلاد.

وأضافت لـ((شينخوا)) "فتحت المنظمات والمبادرات النسوية السودانية قنوات اتصال مع المنظمات الدولية والإنسانية بهدف توفير الدعم والمساندة لضحايا الحرب من النساء".

وتابعت "استطعنا عبر الجهود النسوية توفير أنواع مختلفة من الدعم لضحايا الحرب من النساء وخاصة في إقليم دارفور، وفي معسكرات اللاجئين في دولة تشاد".

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلفت عشرات آلاف القتلى وملايين النازحين داخل وخارج البلاد. 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号