arabic.china.org.cn | 01. 07. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
1 يوليو 2025 / شبكة الصين / أشار خبراء من عدة دول إلى أن الأعمال الأمريكية، بدء من موافقتها الضمنية على هجوم إسرائيل ضد إيران وتساهلها معه، مرورا بانخراطها المباشر في قصف المنشآت النووية الإيرانية وتهديدها بإسقاط نظام إيران، وصولا إلى إعلان توصل إسرائيل وإيران إلى هدنة شاملة، تبرز جهودها الرامية للاعتداء على سيادة دولة أخرى وأمنها بالتنسيق مع حليفها، ومحاولتها لإجبار الدولة الأخرى على الاستسلام عبر أساليب القوة والطغيان والتنمر بهدف تحقيق مصالحها وأهدافها، طبيعتها القائمة على قانون الغاب، وتشكل صدمة شديدة للنظام الدولي لمنع انتشار الأسلحة النووية والأنظمة الدولية، مما يجلب إشارات خاطئة ومخاطر سباق التسلح للعالم.
انتهاك القواعد الدولية
يرى خبراء أن ممارسات الولايات المتحدة في التعامل مع الملف النووي الإيراني تعكس في جوهرها منطق قوة قائمة على التهديد باستخدام القوة، وتمثل انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
واعتبر خبراء من عدة دول أن إدارة الولايات المتحدة شنت العملية العسكرية الأحادية الجانب لتحقيق أهدافها، متجاوزة الأمم المتحدة وإطار المفاوضات المتعددة الأطراف، قد أصبحت المنتهك الأول للنظام الأول.
وقال أستاذ معهد دراسات الشرق الأوسط التابع لجامعة شمال غرب الصين، لي فو تشيوان، إن القصف الجوي والتهديد باستخدام القوة ضد إيران جسّد مجددا منطق السياسة الخارجية الأمريكية القائم على القوة وقانون الغاب. وتعكس محاولة إدارة ترامب للضغط على إيران من خلال القصف الجوي نزعتها لاستخدام التهديد والتوعد لتحقيق أهدافها بأقل تكلفة.
وألحقت الممارسات الأمريكية القائمة على القوة أضرارا جسيمة بدول الشرق الاوسط. وقال رِفعت بدوي، المستشار السابق لرئيس وزراء لبنان، إن الهدف الأساسي من "أعمال البلطجة" الأمريكية هو نهب موارد وثروات الدول الأخرى، وذلك من خلال استخدام التهديد العسكري والحصار الاقتصادي لتضييق مساحة البقاء الأساسية لتلك الدول، بهدف الحفاظ على مصالحها.
مخاطر نشوب سباق تسلح
أشار محللون ووسائل إعلامية إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان إلى إجبار إيران على التنازل والتراجع عبر الأساليب العسكرية بذريعة ما وصفتاه بـ"نزع الأسلحة النووية"، ويمثل ذلك "تبني معيار مزدوج"، مما يجلب مخاطر إحتمال انتشار الأسلحة النووية ونشوب سباق تسلح في العالم.
ويرى خبراء أن ادعاء الولايات المتحدة بأنها شنت القصف الجوي لتدمير القدرة النووية الإيرانية، إلا أن إيران ظلت تؤكد أنها تطور البرنامج النووي لأغراض سلمية. وفي الوقت نفسه، ظلت إسرائيل يُنظر إليها من قبل دول الشرق الأوسط على أنها تمتلك أسلحة نووية ومن دون توقيعها على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووي، بل تساهل معها وتتحيز إليها الولايات المتحدة. وقال خبير الشؤون الدولية المصري، مصطفى أمين إن الهجوم الأمريكي على إيران لا يهدف إلى "الحد من انتشار الأسلحة النووية"، بل إلى صون مصالح وهيمنة الولايات المتحدة.
وبدء من انسحابها الأحادي الجانب من الاتفاق النووي عام 2018، مرورا بإعادة فرض جملة من العقوبات على إيران، وصولا إلى قصف المنشآت النووية الخاضعة لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واصلت الولايات المتحدة تقويض الجهود الدولية الرامية لتسوية الملف النووي الإيراني عبر النهج السياسي، ما تلقى انتقادات دولية واسعة.
اعتبر الرأي العام أن الجهود الأمريكية للتعامل مع الملف النووي الإيراني عبر أسلوب القوة يبعث بإشارة خاطئة للعالم، حيث تخلف تداعيات سلبية عميقة. وقال أندريه كليموف، نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، إن الهجوم الأمريكي على إيران قد يؤدي إلى سباق تسلح، مضيفاً: "العديد من الدول قد تفكر فيما إذا كان ينبغي لها تطوير أسلحتها النووية وصواريخها الفرط الصوتية".
وذكر تقرير موقع شبكة "إن بي سي" الأمريكية أنه على المدى البعيد، فإن الضربات الأمريكية والإسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية تُظهر في الواقع أن "امتلاك السلاح النووي أمر بالغ الأهمية لتجنب التعرض للهجوم".
ويرى روبرت كيلي، الخبير في قضايا الانتشار النووي في جامعة بوسان في كوريا الجنوبية، أن الهجوم على إيران قد يؤدي إلى اتجاه نحو انتشار السلاح النووي، مما يدفع المزيد من الدول إلى السعي لامتلاك هذا السلاح للدفاع عن نفسها.
فقدان الولايات المتحدة مصداقتها والثقة فيها
ساد المجتمع الدولي اعتقاد بأن الولايات المتحدة فقدت مصداقتها والثقة فيها بسبب تعاملها مع القضايا الدولية عبر أسلوب القوة والهيمنة والطغيان والتنمر ونهج قانون الغاب.
وقالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن التدخل العسكري الأمريكي في الملف النووي الإيراني يضر بصورة الولايات المتحدة ومكانتها على الساحة العالمية، مضيفة أن "مكانة الولايات المتحدة في العالم باتت على المحك، لأن العالم قد سئم من التصرفات الإمبريالية المتهورة التي غالباً ما تكون أحادية الجانب."
ويرى الخبراء أن هذا يُعد "سابقة خطيرة للغاية" تُلحق ضرراً كبيرا بالنظام الدولي.
وقال إياد عبد الجواد، المحلل السياسي الفلسطيني، إن النزاعات الدولية لا يمكن حلها بالوسائل العسكرية والإجراءات الأحادية الجانب، مشيراً إلى أن الأصوات الداعية للحوار والسلام تتصاعد في جميع أنحاء العالم، ويجب على المجتمع الدولي أن يتضامن لإيجاد حلول ومواجهة الهيمنة الدولية وسياسات القوة والأحادية الجانب.
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |