عمان 30 يونيو 2025 (شينخوا) أعلنت السلطات الأردنية اليوم (الإثنين) وفاة تسعة أشخاص وإصابة 27 جراء التسمم بعد تناولهم خمورا ملوثة بمادة الكحول الميثيلي في ثلاث محافظات بالمملكة.

وقال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام الأردنية عامر السرطاوي، في بيان اليوم إن تسعة أشخاص توفوا نتيجة التسمم بمادة الكحول الميثيلي، وأصيب 27 في محافظات العاصمة عمان، والزرقاء شمال شرق العاصمة، والبلقاء غرب العاصمة.

وتكشفت ملابسات هذه الحادثة الخميس الماضي بعد وصول خمس وفيات و8 إصابات نتيجة تناول مادة الكحول الميثيلي إلى مستشفى الزرقاء الحكومي.

وتابع السرطاوي أن التحقيقات "أثبتت تورط أحد المصانع بالقضية، وتم ضبط القائمين والعاملين بالمصنع، من بينهم الموظف المختص بتركيب الخلطات، والذي قام بطلب تلك المادة من أحد الأشخاص وزوده بها وتم استخدامها بتصنيع المشروبات الكحولية".

وأضاف "أن الشخص الذي قام بتزويد المصنع بكميات من تلك المادة أكد قيامه بشرائها من أحد المستودعات، والذي جرت مداهمته والتحفظ على المواد كافة بداخله".

وأشار إلى أن فرقا أمنية بمرافقة مندوبين من مؤسسة الغذاء والدواء جمعت "كميات كبيرة" من المواد الكحولية المنتجة من المصنع من الأسواق.

وأكد السرطاوي أنه سيتم إحالة القضية للقضاء حال استكمال التحقيقات فيها.

وكانت مديرية الأمن العام قد أعلنت الخميس جمع عدد كبير من العينات من محال بيع المشروبات الكحولية في مدينة الزرقاء الواقعة على بعد (23 كلم شمال شرق العاصمة)، حيث عثر على مادة الكحول الميثيلي (الميثانول) في عدد من المنتجات الكحولية.

وأضافت أنه جرى على الفور التوجّه إلى المصنع المنتج لتلك المشروبات وأخذ عينات متنوعة من داخله لتظهر آثار لتلك المادة داخل إحدى خزانات خطوط الإنتاج والتعبئة بعد إجراء الفحوصات المخبرية.

وأكدت مديرية الأمن العام إغلاق المصنع والتحفظ على محتوياته بالتنسيق مع مؤسسة الغذاء والدواء، وإلقاء القبض على المسؤولين عن تشغيله.

وفي السياق، نقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن مدير إدارة الشؤون الفنية في وزارة الصحة الأردنية عماد أبو يقين، تأكيده تسجيل 9 وفيات، و27 إصابة بحالات تسمم ناجمة عن تعاطي خمور ملوثة بمادة "الميثانول"، وهي مادة عالية السمية.

وقال أبو يقين إن المصابين يتلقون رعاية طبية مكثفة تشمل عمليات غسيل الكلى في مستشفيات محافظات الزرقاء وعمّان والبلقاء.

وحذر من خطورة مادة الميثانول الصناعية غير المخصصة للاستهلاك البشري، موضحاً أنها تُستخدم كمذيب للطلاء والدهان ومدعم للوقود.

وأوضح أن الميثانول يتحول في الكبد إلى مواد سامة تُعطّل إنتاج الطاقة بالخلايا، وتستهدف الخلايا العصبية في الدماغ وشبكية العين، وتتسبب بارتفاع حموضة الدم، التي تؤدي إلى غثيان وقيء مستمر، وتسارع النفس، وضبابية في الرؤية قد تصل للعمى، وصداع شديد وهذيان، وفشل متعدد للأعضاء الحيوية.

وأشار إلى أن هذه الأعراض قد تظهر خلال 2-3 ساعات أو تتأخر حتى 36 ساعة حسب الجرعة، معتبراً أن غسيل الكلى هو "الإجراء المنقذ الأهم" مع دعم أجهزة التنفس الصناعي، لكنه شدد على أن هذه الإجراءات "تفقد فعاليتها إذا كانت الجرعات المتناولة عالية".

ولفت أبو يقين إلى أن الحالات الأولى التي وصلت إلى مستشفى الزرقاء الحكومي أظهرت أعراض تسمم بمادة مجهولة تسببت بارتفاع حموضة الدم وتغير نسبها، ما استدعى أخذ عينات احترازية وإخضاع المرضى لتدخلات طبية عاجلة، وتبين أنها بسبب تعاطي كحول فيها مادة الميثانول عالية السمية.