القدس 30 يونيو 2025 (شينخوا) قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر اليوم (الاثنين) إن لدى بلاده "مصلحة" في ضم سوريا ولبنان إلى دائرة "السلام والتطبيع" لكنه شدد على أن "الجولان سيبقى جزءا لا يتجزأ من دولة إسرائيل" في أي اتفاق سلام.

والتقى ساعر اليوم نظيرته النمساوية بياتي مينل ريزينغر في مقر وزارة الخارجية بالقدس، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية.

وعقب الاجتماع، قال ساعر خلال مؤتمر صحفي مع نظيرته النمساوية "لقد دفعنا ثمن الواقع الجديد في الشرق الأوسط بدماء جنودنا ومواطنينا. لكن هذا الواقع يخلق أيضا فرصا".

وتابع قائلا إن "إسرائيل مهتمة بتوسيع دائرة اتفاقيات إبراهام. لدينا مصلحة في ضم دول مثل سوريا ولبنان، جيراننا، إلى دائرة السلام والتطبيع، مع الحفاظ على مصالحنا الحيوية والأمنية".

لكنه قال إن "إسرائيل طبقت قوانينها على مرتفعات الجولان منذ أكثر من 40 عاما، وفي أي اتفاق سلام، سيبقى الجولان جزءا لا يتجزأ من دولة إسرائيل".

واحتلت إسرائيل مرتفعات الجولان السورية خلال حرب عام 1967، وضمتها في الثمانينيات، لكن المجتمع الدولي لم يعترف بهذه الخطوة.

وبعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر 2024، أعلن الجيش الإسرائيلي نشر قوات في "المنطقة الفاصلة العازلة" وفي عدة "نقاط دفاعية ضرورية"، وقال الجيش في حينه إن الخطوة تأتي "لضمان أمن سكان بلدات هضبة الجولان ومواطني دولة إسرائيل".

وفي لبنان، ورغم اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل منذ 27 نوفمبر 2024، ينفذ الجيش الإسرائيلي من حين لآخر ضربات في لبنان يقول إنها لإزالة "تهديدات" حزب الله، كما أبقى على وجود قواته في 5 تلال في المنطقة اللبنانية الحدودية.

إلى ذلك، دعا ساعر أوروبا إلى دعم مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار في غزة الذي يشهد حربا مدمرة منذ أكتوبر 2023.

وقال ساعر إن "إسرائيل جادة في التوصل إلى اتفاق بشأن المختطفين ووقف إطلاق النار في غزة"، مضيفا "لقد وافقنا مرارا وتكرارا على مقترحات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وللأسف، ما زالت حماس (حركة المقاومة الإسلامية) ترفضه حتى هذه اللحظة".

ودعا ساعر أوروبا إلى دعم مقترح ويتكوف لوقف إطلاق النار و"تبديد أوهام حماس"، وقال إنه "إذا تم التوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت وفقا لمقترح ويتكوف، فسيكون من الأسهل أيضا معالجة الوضع الإنساني في غزة".

ولفت ساعر إلى أنه ما تزال هناك فجوات كبيرة بين مواقف إسرائيل وحماس، مشددا على أن بلاده "ترفض قبول إملاءات حماس بشأن إنهاء الحرب"، موضحا أن حماس تريد إنهاء الحرب مع الحفاظ على سيطرتها الفعلية على قطاع غزة.

وشدد ساعر على أن استمرار سيطرة حماس على غزة "لن يوفر الأمن لإسرائيل ولن يسمح بالاستقرار الإقليمي"، مضيفا أن حماس تحاول "استخدام ورقة المختطفين لفرض هذه النتيجة" لكن إسرائيل ملتزمة بتحقيق أهدافها، وتفضل القيام بذلك بالوسائل الدبلوماسية، وإذا لم ينجح ذلك فستستخدم الوسائل العسكرية.

وتشن إسرائيل هجوما واسع النطاق في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، بعد أن نفذت حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل، أسفر وفق السلطات الإسرائيلية، عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي واحتجاز رهائن.

وأدت الحرب إلى مقتل أكثر من 56 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، بالإضافة إلى دمار كبير في المباني والبنية التحتية.