30 يونيو 2025 / شبكة الصين / احتضنت الصين منتدى دافوس الصيفي لعام 2025 في بلدية تيانجين، تحت شعار "ريادة الأعمال لعصر جديد"، وذلك خلال الفترة ما بين 24 و26 يونيو، كما يُعرف هذا المنتدى أيضا باسم الاجتماع السنوي للأبطال الجدد، والذي نظمه المنتدى الاقتصادي العالمي بالشراكة مع الحكومة الصينية في البلدية. وقد تميز منتدى دافوس الصيفي لهذا العام بحضور قياسي لأكثر من 1700 مشارك من القادة والمسؤولين والسياسيين من أكثر من 90 دولة. ويسعى المنتدى إلى تسليط الضوء على تحديات الاقتصاد العالمي، والبحث عن حلول لتخطي التحديات الاقتصادية التي يشهدها العالم، وتعزيز التجارة والاستثمارات المتبادلة بين مختلف الدول، وكيفية تخطي التوترات الجيوسياسية والتجارية. وقد أقيم هذا المنتدى لأول مرة في عام 2007 تحت اسم الاجتماع السنوي للأبطال الجدد، وجاء بمبادرة من المنتدى الاقتصادي العالمي وذلك بهدف توسيع التعاون والنقاشات العالمية والبحث عن مختلف سبل التعاون المفيد لمختلف الدول، ويعقد في الصين لذلك يُعرف أيضا باسم منتدى دافوس الصيني.

ركز المنتدى خلال هذا العام على خمسة محاور رئيسية تتضمن أولا، تفسير الاقتصاد العالمي من خلال مناقشة التحديات الراهنة للنمو الاقتصادي العالمي. ثانيا، التركيز على الاقتصاد الصيني الذي تحول إلى اقتصاد تقني يقوم على التكنولوجيا والتنمية عالية الجودة. ثالثا، تعزيز دور الصناعات المتحولة وتأثير التقنيات الناشئة والاضطرابات الجيوسياسية. رابعا، الدفع نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. خامسا، الطاقة والمواد الجديدة في إطار ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة. وفي إطار المنتدى، تم الكشف عن تقرير "أفضل عشر تقنيات ناشئة لعام 2025"، من بينها البطاريات الهيكلية وأجهزة الاستشعار البيوكيميائية المستقلة. وقد تميز المنتدى باستخدامه الكامل للطاقة الخضراء، والتركيز على ممارسات فعلية تقوم بحماية البيئة. بالإضافة إلى ذلك، أكدت مختلف جلسات دافوس لعام 2025، على أهمية دعم التعليم والصحة والابتكار الاجتماعي كركائز للتنمية المستدامة.

تلعب الصين دورا بارزا في منتدى دافوس الصيفي، وتولي اهتماما كبيرا بهذا المنتدى خاصة أنه يتماشى مع أهدافها الاقتصادية، حيث تسعى إلى تعزيز مكانتها في الاقتصاد العالمي، ودعم الابتكار وريادة الأعمال المحلية والدولية، وقدمت الصين ضمن المنتدى توجهاتها في التقدم التكنولوجي والتنمية عالية الجودة التي حققتها في السنوات الأخيرة، والتركيز على الابتكار كمحرك رئيسي للنمو، وتعزيز التصنيع الذكي والرقمنة، وقد دعت الصين إلى التعاون الدولي المفتوح في مجال التكنولوجيا بدلا من السياسات الانعزالية والأحادية لتحقيق تعاون شامل لمختلف الدول. كما أكدت الصين على أهمية دعم التنمية الخضراء وحماية البيئة، بالإضافة إلى التعاون الدولي ضمن مشاريع ومبادرات متنوعة مثل مبادرة "الحزام والطريق" وذلك استجابة للتحديات الاقتصادية والبيئية. حيث أثبتت الصين خلال منتدى دافوس 2025، أنها قوة اقتصادية مرنة ومنفتحة على التعاون العالمي عالي الجودة لتلعب دورا هاما في معالجة القضايا العالمية.

شهد المنتدى مشاركة رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانغ، والذي أكد في كلمته الافتتاحية على أهمية تعزيز الثقة الدولية وتعميق التعاون الاقتصادي العالمي. كما صرح لي بأن الاقتصاد الصيني توسع بنسبة 5.4% في الربع الأول من هذا العام، مع توقع قدرة الصين على الحفاظ على زخم اقتصادي قوي. وأكد لي أيضا على استعداد الصين للمزيد من التعاون العالمي من خلال الابتكار المفتوح والتعاوني عبر تكنولوجيات وابتكارات متقدمة مثل "ديب سيك" وأعلن أن الصين هي سوق ضخمة للمستهلكين على الصعيدين المحلي والعالمي.

جاء منتدى دافوس الصيفي هذا العام في وقت مفصلي من التحول العالمي، ليؤكد من جديد على أن ريادة واستقرار الاقتصاد العالمي، لا يقتصر فقط على القوة الاقتصادية، بل على تعزيز الابتكار والتعاون المرن. وقد أكدت الصين من خلال المنتدى على انفتاحها الكبير للمزيد من التعاون الدولي من خلال توظيف استهلاكها وطاقة أسواقها المتنامية لتعزيز نمو الاقتصاد العالمي بشكل أكبر، كما أن الصين تبذل جهودها المتنوعة لتعزيز سلاسل التوريد المرنة والشاملة مع مختلف الدول، وأهمية التركيز على الاقتصادات الصاعدة في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.