غزة 27 يونيو 2025 (شينخوا) طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم (الجمعة) الأمم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق دولية في مقتل مئات الفلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية الأمريكية في قطاع غزة.

وقالت حماس في بيان "إن ما يجري من قتل ممنهج بحق المدنيين المجوّعين في قطاع غزة جريمة فاضحة ودليل جديد على وحشية الاحتلال وقادته".

وتابعت "نطالب الأمم المتحدة بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في هذه الجريمة لمحاسبة المسؤولين عنها أمام العدالة الدولية"، مشيرة إلى مقتل نحو 570 شخصا وإصابة قرابة 4 آلاف آخرين "بذريعة توزيع المساعدات".

ودعت حماس إلى استئناف توزيع المساعدات عبر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وكافة المنظمات الدولية الإنسانية المتخصصة.

ونشرت صحيفة ((هآرتس)) الإسرائيلية تقريرا اليوم تحدث عن أن الجيش الإسرائيلي أصدر أوامر لقواته بإطلاق النار بشكل متعمد باتجاه غزيين بالقرب من مواقع توزيع المساعدات الإنسانية خلال الشهر الأخير، بإدعاء إبعادهم أو تفريقهم، رغم أنه كان واضحا أنهم "لا يشكلون خطرا".

ويرجح جنود إسرائيليون تحدثوا إلى الصحيفة أن الغزيين الذين يصلون إلى المراكز قبل فتحها في ساعات الفجر لا يرون حدود هذه المراكز بسبب الظلام، ويصفون الوضع بأنه "ميدان إعدام".

ونقلت الصحيفة عن أحد الجنود قوله إنه "في المكان الذي تواجدت فيه قُتل ما بين شخص واحد إلى خمسة أشخاص يوميا"، مشيرا إلى أن الجنود يطلقون النار على الغزيين "كأنهم قوة هجومية، ولا يستخدمون وسائل تفريق مظاهرات ولا يطلقون الغاز، وإنما يطلقون النار من رشاشات ثقيلة ويتوقفون عن إطلاق النار بعد فتح المراكز".

وبدأت مراكز المساعدات الأمريكية في قطاع غزة، التي تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية" بدعم أمريكي إسرائيلي، عملها في مايو 2025 لتوزيع المساعدات الغذائية.

وتتركز هذه المراكز في مناطق جنوب ووسط قطاع غزة، وتهدف لتوصيل الإمدادات للسكان وسط أزمة إنسانية حادة، لكنها واجهت انتقادات واسعة بسبب الفوضى، واستهداف القوات الإسرائيلية للمدنيين قرب المراكز، مما تسبب بسقوط مئات القتلى والجرحى.

وتأتي مطالبة حماس بينما أسفرت موجة جديدة من إطلاق النار والغارات الإسرائيلية عن مقتل 47 شخصا على الأقل، بينهم فلسطينيون من منتظري المساعدات.

وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن 47 شخصاً على الأقل قتلوا منذ صباح اليوم في عمليات قصف وإطلاق نار في مواقع متفرقة من قطاع غزة.

وتابعت أن معظم القتلى قضوا في رفح وخانيونس جنوب قطاع غزة أثناء انتظارهم المساعدات الغذائية، فيما قتل آخرون في شرق غزة وجباليا شمال القطاع.

في غضون ذلك، أعلنت فصائل فلسطينية من بينها حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيانات منفصلة شن عدد من الهجمات على قوات الجيش الإسرائيلي.

ولم يصدر أي تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي على ذلك.

وتشن إسرائيل حرباً مدمرة منذ السابع من أكتوبر 2023 على قطاع غزة أدت، بحسب وزارة الصحة في غزة، إلى مقتل أكثر من 56 ألف فلسطيني، وذلك رداً على هجوم مفاجئ شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل، وأسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي واحتجاز رهائن.

إلى ذلك، قالت جمعية الإغاثة الطبية في غزة في بيان إن 17 ألف طفل في القطاع يعانون من سوء التغذية، مشيرة إلى أن الوضع يزداد سوءا في أعقاب وفاة رضيعين الليلة الماضية.

وتوقع البيان وفاة عدد كبير من الأطفال ما لم يحدث تدخل جاد وعاجل، مطالبا بالضغط على السلطات الإسرائيلية للسماح بإدخال حليب الأطفال والمكملات الغذائية والأدوية.

وحذرت منظمات إنسانية مرارا من أن استمرار إسرائيل إغلاق المعابر يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، وارتفاع معدلات الجوع وتفشي الأمراض في القطاع. /نهاية الخبر/