arabic.china.org.cn | 24. 06. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
عواصم عربية 23 يونيو 2025 (شينخوا) تعددت سيناريوهات ومسارات الرد الإيراني المتوقع على الهجوم الذي نفذته الولايات المتحدة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، وفق محللين عرب.
وتوقع المحللون أن تتجنب إيران "مواجهة شاملة" مع الولايات المتحدة، وأكدوا أنها سوف تستغل مضيق هرمز "كورقة ضغط مركزية"، لكنهم استبعدوا أن تقدم على إغلاقه، الذي يعد بمثابة "قنبلة جيوسياسية ستهز الاقتصاد العالمي".
وشنت الولايات المتحدة فجر أمس الأحد هجمات على ثلاثة مواقع نووية في إيران، هي فوردو ونطنز وأصفهان، وفق ما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وعقب الهجوم، توعدت إيران الولايات المتحدة بـ"رد مناسب"، وأكدت أنها "لن تتسامح مع أي إهانة أو عدوان عليها".
وجاء القصف الأمريكي في خضم تصعيد غير مسبوق بين إيران وإسرائيل، بعدما بدأت الأخيرة هجوما واسعا في 13 يونيو الجاري، قالت إنه لضرب برنامج إيران النووي، وهو ما ترد عليه طهران بضربات بالصواريخ والمسيرات ضد عشرات الأهداف في إسرائيل.
-- سيناريوهات تصعيدية
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أحمد رفيق عوض، إن رد إيران على الهجوم الأمريكي الذي استهدف منشآت نووية إيرانية سيتركز على إسرائيل، في محاولة لتفادي الانزلاق إلى مواجهة أوسع مع الولايات المتحدة أو تشكيل تحالف دولي ضدها.
وأضاف عوض، في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن "ضرب مصالح أمريكية سيؤدي إلى مزيد من الضربات على إيران، وهي في غنى عن ذلك"، ورجح أن تركز طهران على إسرائيل "كنقطة تستطيع فيها خوض حرب استنزاف طويلة دون أن تتحمل تبعات دولية مباشرة".
بدوره، حدد الدكتور خالد حماد الخبير القطري في شؤون الشرق الأوسط، ستة مسارات محتملة للرد الإيراني، وهي "أولا: إغلاق مضيق هرمز: وهو السيناريو الأبرز حاليا، ويعد بمثابة قنبلة جيوسياسية ستهز الاقتصاد العالمي، وتفتح باب المواجهة العسكرية المباشرة مع الولايات المتحدة وربما قوى إقليمية".
أما ثاني هذه المسارات، وفق حماد، فهو "استهداف مباشر للقواعد الأمريكية في العراق وسوريا والخليج باستخدام الطائرات المسيرة أو الصواريخ"، بينما يتمثل المسار الثالث في "تكثيف الرد على إسرائيل".
ويتمثل المسار الرابع في" طلب دعم عسكري نوعي من روسيا تحديدا أسلحة دفاع جوي متقدمة أو صواريخ بعيدة المدى لخلق توازن ردع"، والمسار الخامس في "تحرك دبلوماسي روسي في مجلس الأمن لمحاولة استصدار قرار دولي بوقف الحرب، وهو ما يخدم طهران دبلوماسيا ويحرج واشنطن أمام المجتمع الدولي"، والمسار السادس في "ضربة كبيرة لإسرائيل ثم دعوة للتفاوض كأن تقصف إيران مواقع حساسة داخل إسرائيل ثم تعلن (الرد تم) وتفتح الباب لمسار دبلوماسي مشروط".
وأضاف الخبير القطري أن "إيران بارعة في اللعب على حافة الهاوية، وتعرف متى تتراجع خطوة لتفادي الانهيار الكامل لكن المعادلة الآن أكثر تعقيدا من أي وقت مضى".
من جهته، قال الخبير الإماراتي في الشؤون السياسية والاستراتيجية الدكتور راشد بن حويرم إن "القصف الأمريكي للمنشآت النووية الإيرانية فتح الباب أمام سيناريوهات تصعيدية عدة قد تشهدها المنطقة، والرد الإيراني لن يكون أحادي الشكل بل سيكون متعدد الأوجه".
وأضاف أن "أبرز السيناريوهات المطروحة حاليا هو قيام إيران بإغلاق مضيق هرمز، وهو ما لوحت به طهران علنا أمس"، مؤكداً أن "أي خطوة من هذا النوع ستكون لها تداعيات كارثية على الأمن الإقليمي وسوق الطاقة العالمي".
وأشار إلى أن "الولايات المتحدة تمارس ضغوطا لمنع تنفيذ هذا السيناريو، لما له من تأثير مباشر على الاقتصاد العالمي".
وحول باقي السيناريوهات المحتملة، قال بن حويرم إن "من بين الردود الإيرانية المتوقعة استهداف القواعد الأمريكية في العراق وسوريا أو تكثيف الهجمات على إسرائيل عبر جبهات متعددة، إضافة إلى طلب دعم عسكري متطور من روسيا خاصة في أنظمة الدفاع الجوي والهجمات السيبرانية".
وأضاف أنه "لا يمكن استبعاد أن تتحرك روسيا بدبلوماسية قوية في مجلس الأمن، مستثمرة حالة الانقسام الدولي لدفع قرار يدعو لوقف الحرب فوراً، كجزء من صراع النفوذ مع واشنطن".
من جهته، رأى الأكاديمي اليمني الدكتور فاروق ثابت إن هناك عدة سيناريوهات للرد الإيراني، منها "رد عسكري محدود ومعلن كأن تقوم إيران بضرب قاعدة أمريكية في العراق أو سوريا بصواريخ باليستية أو طائرات مسيرة بشكل يظهر القوة دون أن يؤدي إلى مواجهة شاملة، وهذا السيناريو يحفظ ماء وجه النظام ويرضي الشارع".
ومن بين السيناريوهات، وفق ثابت، "استخدام الوكلاء الإقليميين أو الاكتفاء بضرب إسرائيل".
أما الدكتور مختار غباشي الأمين العام لمركز الفارابي للدراسات السياسية، ومقره القاهرة، فقال إن القصف الأمريكي للمنشآت النووية "لم يحقق مراده حيث وقعت الخسائر في المباني الخدمية بالمنشآت الثلاث دون خسائر في العمق".
وأضاف أن "أمريكا فتحت بهذا القصف بابا لن تستطيع غلقه، ومن بيده إغلاقه هو إيران، وكان الرد الإيراني سريعا في الداخل الإسرائيلي، وهو رد عميق للغاية، وإيران لديها الكثير وهي صاحبة نفس طويلة في هذا الصراع".
بينما رأى الخبير اللبناني جورج علم أن "الأمور غامضة" بشأن سيناريوهات الرد الإيراني، حيث "يوجد أكثر من رأي في إيران إذ يقول البعض أنه لابد من المفاوضات، فيما يرى آخرون أنه لابد من الرد أولا".
في حين رأت سيما شاين باحثة شؤون إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أن إيران تواجه معضلة صعبة فيما يتعلق بكيفية الرد، فهي لا ترغب في توسيع حجم التورط العسكري الأمريكي.
وأوضحت أن إيران "أمامها سلسلة من الخيارات، في مقدمتها ما يتعلق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية مثل طرد المفتشين وربما الانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي، وهناك أيضا احتمال لإغلاق مضيقي هرمز وباب المندب من قبل الحوثيين".
وأردفت أن إيران سوف تستمر في ضرباتها تجاه إسرائيل حتى يتم اتخاذ قرار إما طوعي أو مفروض بوقف إطلاق النار.
-- مضيق هرمز ورقة ضغط مركزية
واستبعد عوض إمكانية إقدام إيران على غلق مضيق هرمز، وقال إن "أي إغلاق سيضر إيران نفسها ويخلق أزمة عالمية في أسواق الطاقة، كما سيستدعي تحالفا دوليا ضدها".
وتابع أن "هذا التحرك سيجلب لإيران أعداء جددا خاصة من الدول التي تعتمد على النفط، وقد لا تتمكن طهران من تنفيذ هذا الإغلاق فعليا".
بدوره، حذر حماد من أن إغلاق إيران لمضيق هرمز سيكون "تصعيدا غير مسبوق" ينذر بحرب إقليمية مفتوحة قد تشمل أطرافا دولية، مؤكدا أن هذا السيناريو، رغم أنه مطروح بجدية، إلا أنه يحمل في طياته "انتحارا اقتصاديا" لإيران.
وأضاف حماد أن "الرد الإيراني، وفق المعطيات المتوافرة، يتجه إلى استثمار البعد الجيواستراتيجي للمضيق كورقة ضغط مركزية، وهذا ما يفسر التصريحات المتصاعدة من طهران، وآخرها موافقة البرلمان الإيراني على قرار إغلاق المضيق، وتصريحات مسؤولين بارزين في لجنة الأمن القومي تؤكد أن الحرس الثوري جاهز للتنفيذ في أي لحظة".
ورأى أن "هذه الخطوة، إن حدثت، ستؤدي إلى شلل جزئي أو شبه كامل في إمدادات الطاقة العالمية، حيث يمر أكثر من 20% من النفط العالمي عبر هذا الممر المائي الحيوي".
لكن ثابت أكد أن "إيران لن تغلق مضيق هرمز كليا رغم تصاعد التهديدات، والسبب الرئيسي هو حسابات استراتيجية فإغلاق المضيق سيضر بالشركاء الاقتصاديين لإيران، كما أن القرار النهائي بيد القيادة العليا، التي غالبا ما تتجنب المواجهة المباشرة".
وتابع أن "الإغلاق الجزئي أو التضييق على الملاحة عبر مناورات أو عبر الحوثيين قد يكون الخيار الأرجح لأنه يحقق التهديد دون تفجير الأزمة بالكامل".
وأشار إلى أن "إيران توازن بين التصعيد وعدم الانزلاق إلى حرب شاملة".
إلا أن غباشي رأى أنه "من الوارد أن تقوم إيران بغلق مضيق هرمز، والبرلمان الإيراني أخذ قرارا بهذا، وترك الأمر في يد المرشد الإيراني".
في المقابل أوضح جورج علم أن "إغلاق مضيق هرمز سيؤدي إلى ردود فعل عالمية سلبية، حيث ستقفل إيران على الاقتصاديات النفطية في العالم، وتتحدى بذلك العالم كله بما فيه الحلفاء".
وأضاف أن غلق المضيق سيكون "خللا استراتيجيا ستدفع ثمنه إيران".
-- أذرع إيران
وفيما يتعلق بعدم تدخل حلفاء إيران حتى الآن في الحرب، فقال عوض إن "الأذرع الإيرانية في المنطقة إما محاصرة أو تعاني من ضعف"، مشيرا إلى أن "حزب الله في لبنان يتعرض لضغوط داخلية ورفض شعبي، كما يُستهدف بشكل يومي، بينما حماس محاصرة، وتواجه الميليشيات الموالية لإيران في العراق ضغوطا حكومية، والحوثيون رغم إطلاقهم هجمات إلا أنها لا تغير من مجريات المعركة".
وتابع أن "عدم التدخل لا يعني غياب الدعم السياسي، لكن القدرة على الفعل العسكري الفعال محدودة، وهو ما يقلص من خيارات إيران في الرد على الهجمات الأخيرة".
لكن حماد رأى أن "طهران تحاول إبقاء أدواتها الإقليمية كحزب الله والحوثيين وفصائل العراق خارج المعركة المباشرة في الوقت الراهن، لتجنب توسع رقعة الحرب إقليميا، ولأنها لا تزال تدرس طبيعة الرد وما إذا كان الهجوم الأمريكي بداية لحملة ممتدة أم ضربة محدودة".
وتابع "لكن هذا لا يعني أن الأذرع لن تستخدم لاحقا، إيران تفضل استخدام هذه الورقة في مرحلة لاحقة من التصعيد خصوصا إذا شعرت أن أمنها الداخلي مهدد أو أن الضربات الأمريكية ستتكرر".
في حين قال جورج علم إن "أذرع إيران ضعفت، وحركة حماس مشغولة بغزة، وحزب الله لن يتورط في الحرب خصوصا بعد الخسائر التي مني بها، والحوثيون يحاولون إثبات الوجود بقصف صواريخ محدودة بعدما أصبحت دفاعاتهم محدودة".
وشدد على أن "إيران خسرت الأذرع والمشروع النووي، وهذه الخسارة واضحة وقد تدفع إلى معادلة إيرانية جديدة للنظام أو المفاوضات".
-- خيار التفاوض
وأشار عوض إلى أن إيران قد تذهب إلى خيار التفاوض في حال توقفت الضربات بعد استهداف منشآتها النووية، موضحا أن "الوضع العسكري والبنيوي الإيراني بات ضعيفا، والسلاح الإسرائيلي يسيطر على أجواء إيران، وهو ما قد يدفع طهران للقبول بخيار التفاوض لتفادي مزيد من الاستنزاف".
وأضاف أن "إسرائيل تضغط على إيران لتصل إلى طاولة المفاوضات من موقع ضعف، وهذا جزء من استراتيجيتها".
بينما رأى حماد أن "إيران لا تمانع مبدئيا في الدخول بمفاوضات لكنها تفضل أن تكون من موقع قوة لا ضعف، أي بعد أن تظهر قدرتها على الردع خصوصا أمام جمهورها الداخلي وحلفائها الإقليميين"، مشيرا إلى أن "التصريحات الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة حول ضرورة ضبط التصعيد قد تفتح نافذة دبلوماسية لكن بشرط أن تُمنح إيران ضمانات بعدم تكرار الاستهداف العسكري".
في حين رأى الدكتور راشد بن حويرم إن "إيران قد تلجأ في لحظة ما إلى خيار مزدوج: تنفيذ هجوم قوي ضد إسرائيل ثم تعلن بعدها استعدادها للعودة إلى طاولة المفاوضات، في محاولة للظهور بموقع المنتصر أو غير المهزوم".
بينما اعتبر جورج علم أن "إيران إذا كانت قادرة على حماية النظام فإنها لن تفاوض، لكن إذا كان النظام مستهدفا ولا إمكانات للدفاع عنه فإن إيران ستوافق على المسار التفاوضي لبقاء النظام".
وتابع أنه "في اعتقادي، إنه إذا كان خيار إسقاط النظام قائما فإن إيران ستسارع إلى التفاوض إذا أعطيت ضمانات لاستمرار النظام".
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |