arabic.china.org.cn | 23. 06. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
23 يونيو 2025 /شبكة الصين/ شهدت بكين تحولا بيئيا ملحوظا، حيث أظهرت "ورقة النتائج" لعام 2024 الخاصة بـ"بكين الجميلة" أن متوسط تركيز الجسيمات الدقيقة PM2.5 في المدينة حوالي 30.5 ميكروغرام لكل متر مكعب، مسجلا انخفاضا بنسبة 6.2% مقارنة بالعام السابق. كما ارتفع عدد الأيام ذات جودة الهواء الجيدة إلى 290 يوما، وهو أعلى رقم في التاريخ، بزيادة قدرها 114 يوما مقارنة بعام 2013. بالإضافة إلى ذلك، انخفض عدد أيام التلوث الشديد من 58 يوما في عام 2013 إلى يومين فقط في عام 2024، وهو انخفاض مذهل بنسبة 96.6%.
وقد حظيت جهود بكين في مكافحة تلوث الهواء بإشادة واسعة من قبل المجتمع الدولي، حيث وصف برنامج الأمم المتحدة للبيئة تجربة المدينة بأنها "معجزة بكين". فكيف حققت بيكن هذا الإنجاز؟
التحول من "تكرار" الضباب إلى سماء زرقاء "دائمة"
قال السيد شيه، أحد هواة التصوير من سكان بكين، إن سماء المدينة خلال فصلي الخريف والشتاء غالبا ما تكون رمادية ومغبرة لعدة أيام في الأسبوع، مما كان يؤثر على مزاجه بشكل كبير. وأضاف أن وسائل التواصل الاجتماعي تكون نشطة في العموم، حيث يحرص المواطنون على مشاركة تفاصيل حياتهم. إلا أنه مع حلول فصل الخريف والشتاء، ومع المشهد الرمادي والمغبر، تتراجع رغبة الجميع في المشاركة، ويحول الحديث إلى الشوق والحنين للسماء الزرقاء الصافية.
نتيجة لذلك، تحولت تطلعات الجماهير إلى السماء الزرقاء الصافية إلى معركة كبرى عُرفت بـ"معركة الدفاع عن السماء الزرقاء". ففي سبتمبر 2013، أصدرت الحكومة الصينية "خطة العمل الوطنية للوقاية من تلوث الهواء والسيطرة عليه". كما وضعت حكومة بكين ونفذت "خطة العمل من أجل هواء نقي في بكين للأعوام 2013-2017"، حيث بذلت جهودا في مجالات تقليل استخدام الفحم، والتحكم في عدد السيارات، وتقليل استهلاك الوقود، ومعالجة مصادر التلوث، والحد من الانبعاثات، وتنظيف وتقليل الغبار.
وفي هذا السياق، قال شيه جين كاي، مدير قسم البيئة الجوية في مكتب البيئة الإيكولوجية في بكين، إن المدينة عقدت اجتماعا عاما في ذلك الوقت، حيث وقع قادة البلدية وكافة اللجان والمكاتب والإدارات على تعهدات بالمسؤولية، وأقسمت جميع الجهات على كسب هذه "المعركة الصعبة".
ومن خلال التطبيق العملي، تم تعزيز قدرات التنبؤ والإنذار المبكر بجودة الهواء بشكل مستمر، حيث أُجريت ثلاث دراسات متعاقبة لتحليل مصادر الجسيمات الدقيقة PM2.5، مما وفر أساسا علميا للعمل في مجال الوقاية من تلوث الهواء ومكافحته. كما تم تنفيذ سلسلة من خطط العمل لمعالجة التلوث بوتيرة متسارعة، مع التركيز على مراحل مختلفة لمعالجة تلوث المصادر المتنقلة، وتلوث الفحم، والتلوث الصناعي، وتلوث الغبار المتطاير، والتلوث الناتج عن الأنشطة الحياتية، مما أدى إلى التحكم الفعال في انبعاثات الملوثات. كما تم تسريع وتيرة تعديل هيكل الطاقة، من خلال إغلاق أو التخلص من المؤسسات الصناعية الملوثة، وتعزيز الإنتاج النظيف بشكل كبير، واعتماد آلية جديدة للجمع بين الحوافز والقيود لتحقيق أهداف توفير الطاقة وتقليل الانبعاثات.
وعلى مدى أكثر من عشر سنوات، وخلال تطور المجتمع الاقتصادي عالي الجودة، خاضت بكين معركة شاقة ضد الملوثات، حيث انخفضت تركيزات الملوثات الرئيسية بشكل ملحوظ، وزادت عدد الأيام ذات جودة الهواء العالية. ففي عام 2021، انخفض متوسط تركيز الجسيمات الدقيقة PM2.5 السنوي في بكين إلى 33 ميكروغراما لكل متر مكعب، محققا للمرة الأولى المعيار الوطني من المستوى الثاني لجودة الهواء، واستمر هذا المستوى في التوافق مع المعايير خلال الفترة من 2022 إلى 2024. ونجحت بكين في تحقيق انخفاض كبير في انبعاثات الملوثات، مما أسهم في تحقيق التنمية المستدامة والفوز المزدوج بالفوائد الاقتصادية والبيئية.
أما الآن، فقد أصبحت السماء الزرقاء ضيفا دائما. ويقول السيد شيه، الذي شهد قفزة نوعية في جودة الهواء على مدى أكثر من عشر سنوات، إنه ينشر بين الحين والآخر على منصات التواصل الاجتماعي صورا لـ"زرقة بكين". وأوضح أن التقاط صور للسماء الزرقاء كان يحتاج إلى الحظ، أما الآن فكل لقطة عشوائية تبدو كأنها بطاقة بريدية.
تحسّن تاريخي في هيكل الطاقة
في 23 مايو، أُعلن خلال المؤتمر العالمي التاسع والعشرين للغاز عن تطور مهم في هيكل الطاقة ببلدية بكين، حيث أفادت يانغ شيو لينغ، مديرة لجنة التنمية والإصلاح في بلدية بكين، بأن استهلاك الفحم في المدينة قد انخفض بشكل كبير، إذ تراجع من 21.8 مليون طن في عام 2012 إلى أقل من 600 ألف طن في عام 2024، ليشكل أقل من 1% من إجمالي استهلاك الطاقة. ويُعد هذا التغيير ذا أهمية بالغة، إذ يُعزى إلى أن بكين كانت من أكبر المدن في شمال الصين من حيث مساحة التدفئة، وكانت تعتمد بشكل رئيسي على الفحم كمصدر رئيسي للطاقة المستخدمة في التدفئة لسنوات طويلة. وأظهرت نتائج التحليل الأولي لمصادر تلوث PM2.5 في المدينة أن حرق الفحم كان من بين المصادر الرئيسية للتلوث المحلي.
وفي سبيل التصدي لهذه المشكلة، أطلقت بكين مشروعا للتحول من الاعتماد على الفحم إلى التدفئة الكهربائية النظيفة، حيث بدأ حي شيتشنغ كأول منطقة إدارية في المدينة بتنفيذ هذا المشروع. وذكر وانغ يوي، كبير المهندسين بمكتب البيئة الإيكولوجية في حي شيتشنغ، أن المدينة نظمت عشر حملات كبرى لتحويل منازل السكن المنخفض من التدفئة بالفحم إلى التدفئة الكهربائية، مما مكن حوالي 160 ألف أسرة من استخدام التدفئة الكهربائية في منازلها. وبحلول نهاية عام 2015، أصبح حي شيتشنغ أول منطقة في بكين تحقق هدف "التحرر من الفحم"، مما أدى إلى القضاء التام على مشكلة التلوث الناتج عن حرق الفحم.
بالإضافة إلى ذلك، وضعت بكين نظاما صارما من المعايير للحد من استخدام الفحم، حيث أصدرت ونفذت معايير لانبعاثات الملوثات من مختلف المنشآت، مع تشديد القيم الحدية للانبعاثات. كما ركزت الحكومة على مكافحة المخالفات، مثل الانبعاثات المفرطة والتشغيل غير الطبيعي للمرافق، من خلال دمج إنفاذ القانون التكنولوجي والتفتيش الميداني، وإنشاء نظام رقابة متكامل على الجهات الرئيسية المستخدمة للفحم لضمان التزامها بالمعايير البيئية، مما ساهم في التحديث الأخضر المستمر.
نتيجة لهذه الإجراءات، انخفضت نسبة تلوث الفحم المحلي في بكين من خلال تركيز PM2.5 من 22.4% في عام 2013 إلى 3% في عام 2017، مما جعل المدينة تخرج من قائمة المصادر الرئيسية للتلوث. كما انخفض المتوسط السنوي لتركيز ثاني أكسيد الكبريت، المرتبط بشكل وثيق بتلوث الفحم، إلى 3 ميكروغرامات لكل متر مكعب في عام 2024، مع المحافظة على مستوى منخفض لمدة ثماني سنوات متتالية من 2017 إلى 2024، ليصبح عند مستوى مماثل لمستوى المدن الساحلية الجنوبية في الصين.
ولم تقتصر جهود بكين على تقليل استخدام الفحم فحسب، بل شملت أيضا إصلاحات في هيكل التنمية الحضرية، حيث قامت بتحديث قائمة القطاعات الصناعية المحظورة والمقيدة بشكل ديناميكي، وأغلقت أكثر من 3000 منشأة تصنيع تقليدية ومُلوِّثة، ونظمت أوضاع أكثر من 12 ألف شركة صغيرة وعشوائية ملوثة. وفي مجال النقل، تم التخلص التدريجي من أكثر من 3 ملايين مركبة قديمة.
وقد دعم هذا التحول الفعّال قرارات الحكومة، والسياسات والأنظمة، والتقدم التكنولوجي، والتعاون الإقليمي، والمشاركة المجتمعية الشاملة، مما أدى إلى وداع نمط التنمية العشوائية، وبدء مسيرة نحو التنمية الخضراء، وتوفير الطاقة، وتقليل الاستهلاك.
التعاون بين بكين وتيانجين وخبي لتعزيز التنمية الخضراء بشكل مشترك
منذ عام 2015، قامت إدارات إنفاذ القوانين البيئية في بكين وتيانجين وخبي بإنشاء آلية تنسيق مشتركة لتنفيذ القوانين البيئية في منطقة بكين-تيانجين-خبي، وتم العمل على تحسينها بشكل مستمر. وقد تم تطوير أنظمة عمل تتضمن عقد اجتماعات دورية، وتنفيذ القوانين بشكل مشترك، وإجراء عمليات تفتيش موحدة، بهدف مكافحة الانتهاكات البيئية العابرة للمناطق بشكل منسق.
وعلى مدى أكثر من عشر سنوات، عملت بكين وتيانجين وخبي على تعزيز التعاون المشترك في مجالات الوقاية من تلوث الهواء ومكافحته، وبناء منظومة تكاملية لهذا الغرض. كما استكشفت سبلا فعالة في مجالات تبادل المعلومات، والإنذار المبكر، والاستجابة الطارئة المشتركة، مما شكل ضمانا مؤسسيا هاما لإدارة تلوث الهواء.
وفي إطار جهودها لحماية السماء الزرقاء، ساهمت تجربة بكين في تقديم خبرات للتعاون الدولي في مجال إدارة جودة الهواء. ففي بداية هذا العام، وبحضور الجهات المعنية بالشؤون الخارجية من كلا الجانبين، وقعت مدينة بكين ومدينة بانكوك التايلاندية مذكرة تفاهم لمدة ثلاث سنوات لتعزيز التعاون في مجالي رصد وإدارة جودة الهواء. وخلال السنوات الثلاث القادمة، ستعمل بكين وبانكوك على تعزيز التعاون العملي في مجال مكافحة تلوث الهواء.
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |