23 يونيو 2025 / شبكة الصين/ أفاد موقع "أفريكا أونلاين" مؤخرا أن مشروع نقل وإعادة تموضع مجمع مباني "هوا يان لي" التاريخي في بلدية شانغهاي شرقي الصين، الذي يمتد تاريخه لأكثر من 100 عام، يُعد تحديًا غير مسبوق في مجالي التكنولوجيا والنقل. فقد تطلّب الأمر نقل مبانٍ تزن 7500 طن مؤقتًا من أجل تجهيز منطقة ثقافية وتجارية تحت سطح الأرض، ما يُجسد عزم الصين على دمج البنية التحتية الحديثة مع الحفاظ على التراث الثقافي. واستخدم المشروع حلولًا مبتكرة وتخطيطًا دقيقًا، مما جعله مثالًا بارزًا على خدمة الذكاء البشري لتخطيط المدن.

ويُعد مجمع "هوا يان لي" نموذجًا تقليديًا للهندسة المعمارية المعروفة باسم "شيكومن" في شانغهاي، وقد شيد في فترة عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، ويُعد جزءًا من منطقة "تشانغ يوان" التي يعود تاريخها لأكثر من 140 عامًا. 

ويشمل مشروع التجديد إنشاء منطقة ثقافية وتجارية بمساحة 53 ألف متر مربع، وموقف سيارات يتسع لأكثر من 100 سيارة، ومركز نقل يربط بين عدة خطوط مترو.

وتمثل التحدي الأكبر لتنفيذ هذا المشروع في الطبيعة المزدحمة والضيقة لمنطقة "تشانغ يوان"، والتي لا تسمح باستخدام المعدات التقليدية. ولتحقيق عملية النقل الكاملة لمجمع "هوا يان لي"، تمت الاستعانة بحل مبتكر يتمثل في 432 روبوتًا صغيرًا مزودًا بقوائم ميكانيكية قادرة على الحركة. 

وتستطيع هذه الروبوتات المعقدة والدقيقة رفع الهياكل المعمارية بخفة والزحف بها ببطء، ما يسمح بتحريك المباني بطريقة خاضعة للسيطرة. وتُعد هذه الطريقة الأكثر تقدمًا من نوعها في الصين من حيث الحجم والتعقيد. إضافة إلى ذلك، تم استخدام روبوتات الحفر لتثبيت الأساسات، إلى جانب نشر روبوتات صغيرة للحفر مزودة بأذرع آلية قابلة للطي.

وأشار التقرير إلى أن الذكاء الاصطناعي لعب دورًا محوريًا في هذا المشروع، حيث بنيت نماذج ثلاثية الأبعاد مفصلة باستخدام تقنيات "التعلم العميق"، مما ساعد المهندسين على التمييز بين العوائق الصلبة والتربة الطينية. كما اُستخدمت هذه النماذج لرصد مخاطر التصادم وتخطيط المسار الدقيق لحركة المباني. وبعد الانتهاء من الأعمال تحت الأرض، سيعاد مجمع "هويان لي" إلى موقعه الأصلي، مما يحقق التوازن بين حماية التراث وتطوير البنية التحتية الحديثة.

وخلص التقرير إلى أن هذا المشروع الرمزي يمثل نموذجًا يُحتذى به للمدن الكبرى الأخرى التي تسعى إلى دمج الابتكار التكنولوجي في إدارة التراث الحضري، كما يطرح تساؤلات مهمة حول مستقبل تخطيط المدن وكيفية تطويرها دون التخلى عن تاريخها.