arabic.china.org.cn | 23. 06. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
عواصم عربية 22 يونيو 2025 (شينخوا) يعتبر الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية تطورا نوعيا في مسار الصراع الإسرائيلي الإيراني، وتحولا في قواعد الاشتباك، ما يعزز احتمالات الانزلاق إلى حرب مفتوحة، بحسب محللين سياسيين وعسكريين.
وأكد المحللون، أن الهجوم الأمريكي قد يؤخر البرنامج النووي الإيراني مؤقتا، لكنه قد يدفع إيران إلى الإيمان بأن "امتلاك السلاح النووي ضروري للردع".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في وقت مبكر اليوم أن بلاده نفذت هجمات على ثلاثة مواقع نووية في إيران، تشمل فوردو ونطنز وأصفهان.
وجاء القصف الأمريكي في خضم تصعيد غير مسبوق بين إيران وإسرائيل، بعدما بدأت الأخيرة هجوما واسعا في 13 يونيو الجاري لـ"ضرب برنامج إيران النووي" في عملية أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، وهو ما ترد عليه طهران بضربات بالصواريخ والمسيرات ضد عشرات الأهداف في إسرائيل في إطار عملية أطلقت عليها "الوعد الصادق 3".
-- تحول في قواعد الاشتباك
قال الدكتور أحمد الجنابي أستاذ العلاقات الدولية والإعلام في كليات التقنية العليا بالإمارات، إن الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية "تصعيد خطير ومؤشر على تحول في قواعد الاشتباك بين طهران وواشنطن".
وأوضح الجنابي، في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن هذه الضربة "خرق صارخ" للسيادة الإيرانية وقد تفتح الباب أمام تداعيات إقليمية ودولية واسعة النطاق.
بدوره، وصف المحلل السياسي الفلسطيني صلاح عبد العاطي الهجوم الأمريكي بأنه "تطور خطير واستفزازي قد يشعل حربا إقليمية واسعة".
وأكد عبد العاطي لـ((شينخوا))، أن هذا الهجوم يعكس "سياسة أمريكية منحازة تماما لإسرائيل، تهدف إلى فرض الأمر الواقع بالقوة"، مضيفا أنه "بدلا من تهدئة التوترات، تسعى الإدارة الأمريكية لإشعال المنطقة".
فيما اعتبر الدكتور محمد الجبوري أستاذ الاعلام بالجامعة العراقية أن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية "تصعيد خطير" ستكون له تداعيات كبيرة على أمن واستقرار الشرق الأوسط.
من جهته، رأى الدكتور أيمن عمر مدير (مركز إشراق للدراسات) في لبنان أن الهجوم الأمريكي قد حدث دفاعا عن إسرائيل التي تعتبر امتدادا لأمريكا في المنطقة، مشيرا إلى أنه لم يكن بمقدور إسرائيل المضي قدما بالحرب مع إيران على مسار "القصف المتبادل"، الذي يمثل استنزافا قويا جدا لمقدرات إسرائيل وقدرة شعبها على الصمود.
وأضاف أن الهجوم الأمريكي نقل الحرب إلى مسار آخر، وحقق أهم هدف وهو "إيران دون نووي".
في حين قال الكاتب السوري طلال الزعبي إن تدخل أمريكا المباشر في الحرب "اعتراف ضمني بالهزيمة لأنه حين تعجز إسرائيل عن حسم المواجهة وتضطر واشنطن إلى الدخول على الخط لإنقاذها، فذلك لا يفسر إلا بطريقة واحدة أن إيران تفوقت ميدانيا وإسرائيل خسرت استراتيجيا".
وتابع أن "ما حدث هو رسالة سياسية أكثر من كونه إنجازا عسكريا نوعيا وستلقى الولايات المتحدة بالتأكيد عقابا وردا على ذلك".
وأضاف أن "هذه الحرب ليست حرب إسرائيلية بل حرب أمريكية عهد فيها ترامب إلى نتنياهو بتنفيذ المهمة كاملة، لكن نتنياهو لم يتمكن من إنجاز سوى الخطوة الافتتاحية".
أما الدكتور محمد محسن أبو النور رئيس (المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية)، ومقره القاهرة، فقال إن قرار ترامب الانضمام إلى إسرائيل في الهجوم على إيران "انحراف غير مسؤول عن السياسات الدبلوماسية التي اتبعها، وهو ما يزيد من حاجة إيران نحو الحصول على سلاح نووي، لأنه لم يترك لها خيارا ذا بال".
وأضاف أن الهجوم الأمريكي "قد يؤخر البرنامج النووي الإيراني مؤقتا، لكنه على المدى القصير والمتوسط قد يدفع إيران إلى تقدير موقف مفاده أن امتلاك السلاح النووي ضروري للردع، وأن واشنطن لا تملك رغبة في الحلول الدبلوماسية وتريد إخضاع الأمة الإيرانية بالقوة العسكرية".
واعتبر أبو النور، أن الهجوم الأمريكي "خير دليل على توحش الإدارة الأمريكية وعدم جدوى التفاوض معها، وبالتالي اللجوء إلى الحلول التصعيدية كخيار رئيسي".
في المقابل قالت المحللة السياسية لصحيفة معاريف آنا بيرسكي لـ ((شينخوا)) إن تدمير المجمع النووي في فوردو ضربة استراتيجية للنظام الإيراني، فقد ذهبت سنوات من الاستثمار والبنية التحتية والمعرفة والموارد، أدراج الرياح.
ورأت أن الهجوم نفذ بحذر مدروس، فقد تسبب في أضرار لكنه لم يغلق باب المفاوضات، وأتاح هذا للنظام الإيراني مجالا للمناورة، والأهم من ذلك تجنب كارثة بيئية نووية كان من شأنها أن تصعد الوضع.
بينما قال الخبير اليمني العقيد مجيب شمسان إن الهجوم الأمريكي هو امتداد للعدوان الإسرائيلي على إيران، وإسرائيل لا يمكن أن تقوم بعدوان على دولة بحجم إيران ما لم تكن أمريكا حاضرة منذ البداية.
ورأى أن الهجوم الأمريكي سيؤدي إلى تداعيات تتجاوز حدود المنطقة والإقليم، خاصة أن إيران تهدد بإغلاق مضيق هرمز.
فيما اعتبر الدكتور محمد العريمي رئيس جمعية الصحفيين العمانية أن الهجوم الأمريكي "تطور نوعي" في مسار الصراع، ويؤكد أن الولايات المتحدة بدأت مرحلة الدعم المباشر لإسرائيل في حربها ضد إيران.
في حين قال شربل بركات رئيس قسم الأخبار الدولية بجريدة ((الجريدة)) الكويتية إن انخراط واشنطن عسكريا في الحرب يشكل تصعيدا استراتيجيا خطيرا يفتقر إلى خارطة طريق واضحة لمسار ما بعد الهجوم، مشيرا إلى أن التدخل الأمريكي لم يحظ بأي غطاء إقليمي أو دولي ما يعكس رفضا واسعا لهذا النهج الأحادي.
وأوضح أن الهجوم قد يحقق مكاسب تكتيكية قصيرة الأمد عبر إلحاق ضرر بمنشآت نووية محددة، لكنه في المقابل يعزز من احتمالات الانزلاق نحو حرب مفتوحة أو فوضى أمنية شاملة لا تملك واشنطن تصوراً واضحا لاحتوائها.
-- خدعة ترامب
وأضاف الجنابي أن توقيت الهجوم يثير الكثير من التساؤلات خاصة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن قبل أيام فقط عن مهلة أسبوعين للتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، ما يطرح علامات استفهام حول دوافع واشنطن لتوجيه الضربة قبل انتهاء المهلة.
لكن عبد العاطي قال إن هذه الخطوة تكشف عن تناقض واضح في الخطاب الأمريكي، قبل أن يضيف أن "المهلة كانت على الأرجح غطاء إعلاميا" لتبرير هجوم تم التخطيط له مسبقا.
في حين أشار الجبوري إلى "أسلوب ترامب في الخداع فهو يعطي وعود وتوقيتات زمنية ثم لا يلتزم بها وينفذ ضربات قبل انتهاء المهلة ما يدل على عدم احترامه للوعود التي يقطعها على نفسه، وهذا يعرض سمعة الولايات المتحدة للإساءة ويعطي انطباعا بأنها لا تلتزم بأي وعد أو اتفاق تعطيه للعالم".
وانتقد الجبوري، "المعايير المزدوجة" لأمريكا، التي تقصف المنشآت النووية الإيرانية رغم أن هذه المنشآت خاضعة لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فيما إسرائيل لديها مفاعل نووي غير خاضع لأي رقابة دولية.
فيما أوضح أيمن عمر أن الهجوم على المنشآت النووية تم بعدما أوهم ترامب القيادة الإيرانية أن حدوث ذلك ممكن بعد أسبوعين، وهي "خديعة لكنها ليست المرة الأولى التي يخدع فيها ترامب القيادة الإيرانية".
من جانبه، قال المحلل السياسي الأردني جمال العلوي إن الهجوم الأمريكي كان متوقعا خاصة أن الادارة الامريكية مارست الخداع ضد طهران، وأعطت الإذن لإسرائيل للعدوان على إيران، قبل أن يؤكد أن إيران ستستمر بالرد على إسرائيل، وستستهدف مصالح أمريكا في المنطقة.
بينما قال بركات إنه "بحسب معلومات متقاطعة، فإن القرار بضرب المنشآت النووية الإيرانية كان قد اتخذ فعلياً منذ يوم الثلاثاء، أي قبل إعلان ترامب عن المهلة، لكنه أرجأ التنفيذ حتى اليوم لأسباب تتعلق، بحسب تقارير أمريكية، بعنصر المفاجأة".
وأضاف "إذا، قد لا يكون إعلان المهلة سوى جزء من تكتيك الخداع الاستراتيجي الذي يهدف إلى إرباك الخصم، ما يعزز الانطباع بأن ترامب يستخدم التصريحات الإعلامية كسلاح نفسي ضمن أدوات الضغط".
-- رد إيراني مؤلم
وأشار الجنابي، إلى رغبة أمريكية في كبح النفوذ الإيراني في المنطقة أكثر من منع تهديد نووي فعلي، وأكد أن الرد الإيراني على الهجوم الأمريكي سيكون على الأرجح مدروسا ومحسوبا.
وقال إن إيران تمتلك أدوات الرد في أكثر من ساحة سواء عبر أذرعها الإقليمية أو عبر هجمات سيبرانية أو حتى استهداف مصالح أمريكية في المنطقة، لكن طهران تدرك جيداً أن التصعيد المباشر قد يؤدي إلى حرب واسعة لا ترغب فيها حاليا.
وشاطره الرأي عبد العاطي بقوله، إن الرد الإيراني سيكون "محسوبا لكن مؤلما"، وأوضح أن إيران لن تندفع إلى رد عشوائي قد يجرها إلى حرب شاملة، لكنها لن تتجاهل هذا الاعتداء.
وأضاف أنه "من المحتمل أن تختار إيران ردودا غير مباشرة لتجنب التصعيد الكامل، لكنها ستسعى لاستعادة هيبتها وإثبات قوتها".
كذلك توقع الجبوري أن "ترد إيران بقوة على أهداف مهمة داخل إسرائيل، وتزيد من وتيرة الهجمات، بحيث تكون هجمات نوعية ومؤثرة على إسرائيل".
وأوضح أن انضمام أمريكا إلى جانب إسرائيل سيكون له تداعيات خطيرة على الشرق الأوسط، وقد يكون سببا مباشرا لتوسيع نطاق الحرب.
وتابع "ربما تكون الضربات الأمريكية ضد المنشآت النووية الإيرانية بداية معركة لا تبقى بين الدول الثلاث (أمريكا وإسرائيل وإيران) بل تشمل عدة دول بالمنطقة".
أما الباحث اللبناني أيمن عمر فقال إن الهدف من ضرب المنشآت النووية هو جر إيران للمفاوضات بشروط إسرائيلية، وهو ما لن تقبل به إيران، لأن ذلك يعني فعليا على المدى المتوسط والطويل زوال النظام الإيراني الحاكم، لذلك قد نشهد حاليا ضربات إيرانية معاكسة تحسن أوراق التفاوض الإيرانية.
وتابع "في المعركة الآن سيخسر من يصرخ أولا، ومن يقدر على الصمود والاستمرار سيحسن من نسبة أرباحه".
بدوره، قال الزعبي "لا أظن أن إيران ستلتزم الصمت، لأن ذلك قد يقود إلى سقوط النظام وسيادة الفوضى، والهجوم الأمريكي على المفاعلات النووية هو بداية للحرب وليس نهاية لها".
وأوضح أن هناك عدة خيارات أمام إيران، تشمل "ردا إيرانيا غير تقليدي يؤدي إلى توجيه ضربات قوية للقواعد الأمريكية في المنطقة، وإغلاق مضيق هرمز، وضرب مفاعل ديمونا الإسرائيلي، وتصعيد حرب الصواريخ ضد أماكن حساسة داخل إسرائيل، ودخول محور المقاومة إلي ساحة الحرب بشكل من شأنه توسعة الحرب في المنطقة".
وأشار إلى أن الهجوم الأمريكي أعطى إيران الحجة والمبرر الكافي للانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي.
كذلك رجح أبو النور، أن "تذهب إيران إلى خيار المواجهة والانتقام من الولايات المتحدة واستهداف الأصول الأمريكية التي هي على مرمى حجر من القوات البحرية الإيرانية".
أما شمسان فقال إن "الرد الايراني لا شك سيكون قويا ومؤلما" لإسرائيل، وتوقع أن الضربات الإيرانية ستكون أكثر تأثيرا وتمتد الى المنطقة بكاملها سواء فيما يتعلق بإغلاق مضيق هرمز أو الوصول إلى المصالح الأمريكية في المنطقة.
بينما رأى العريمي أن الرد الإيراني إذا وقع سيكون "محسوبا بدم بارد" إذ أن إيران تدرك الفارق بين التصعيد الرمزي والتصعيد الشامل، ورجح أن يكون الرد عبر وكلاء أو أدوات غير مباشرة كضرب مصالح أمريكية في العراق أو تصعيد عبر الحوثيين في باب المندب، كما أن طهران قد تسرع من خطوات التخصيب لإرسال رسالة مضادة دون أن تتجاوز العتبة الحرجة التي تدفع لرد دولي أوسع.
في حين رجح بركات أن تلجأ طهران إلى "رد متعدد المسارات يوازن بين الضرورة الاستراتيجية لعدم إظهار الضعف، وتفادي التصعيد الشامل الذي قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة واسعة مع الولايات المتحدة"، مشيرا إلى أن إيران قد تتجه نحو خطوات تصعيدية منها إجراءات متدرجة للخروج من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية أو رفع مستويات تخصيب اليورانيوم أو إغلاق مضيق هرمز.
وأردف أن "إيران ستسعى إلى تكتيك الرد المرحلي، الذي يبقي التوتر قائماً، دون أن ينزلق إلى حرب شاملة".
-- حرب مفتوحة على كل السيناريوهات
وفيما يتعلق بآفاق الحرب بين إسرائيل وإيران بعد انخراط الولايات المتحدة بشكل مباشر، قال الجنابي إن "دخول واشنطن على خط المواجهة يحول الصراع إلى مواجهة متعددة الأطراف، وهذا التطور يهدد استقرار الشرق الأوسط برمته، ويجعل آفاق الحرب مفتوحة على كل السيناريوهات.
بينما حذر عبد العاطي من أن المنطقة تتجه نحو مشهد إقليمي معقد وخطير قد ينزلق إلى حرب واسعة النطاق، وأكد أن تدخل أمريكا يزيد من احتمالية انخراط أطراف أخرى مثل حزب الله والفصائل العراقية والحوثيين، مما قد يوسع مسرح العمليات ليمتد من الخليج العربي إلى البحر المتوسط.
وأضاف أن هذه الحرب لن تبقى محصورة بين إيران وإسرائيل، بل قد تتحول إلى صراع إقليمي له تداعيات كارثية على استقرار المنطقة بأكملها.
في حين رأى شمسان، أن الوضع حاليا يتجه إلى "مواجهة شاملة" بعد أن وصلت المواجهات إلى "اللاعودة".
بدوره، قال العريمي إن انضمام أمريكا رسميا إلى الحرب يغير قواعد اللعبة، فنحن أمام سيناريو أقرب إلى "حرب ممتدة"، حيث ستحاول إيران استنزاف الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
وأكد أن الطرفين لا زالا يتحركان ضمن ما يعرف بـ"قواعد الاشتباك غير المعلنة"، لكن هذه القواعد أصبحت هشة جدا وأي خطأ في الحسابات قد يشعل حربا إقليمية موسعة.
بينما قال بركات إن انخراط الولايات المتحدة، ولو بشكل محدود، في الحرب بين إسرائيل وإيران يمثل تحولا نوعيا في مسار النزاع، وقد يفضي إلى تحول المواجهة إلى حرب استنزاف طويلة خصوصا إذا ما نجحت إيران في الحفاظ على وتيرة استهدافها لإسرائيل عبر الصواريخ والطائرات المسيرة.
وأضاف أن واشنطن ستجد نفسها بين خيارين متناقضين إما التورط المتدرج في صراع لا تملك تصورا واضحا لمآلاته أو ترك إسرائيل تواجه المجهول بمفردها.
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |