share
arabic.china.org.cn | 20. 06. 2025

مقالة خاصة: في اليوم العالمي للاجئين .. سودانيون يروون معاناتهم خلال رحلات النزوح للخارج

arabic.china.org.cn / 22:53:00 2025-06-20

الخرطوم 20 يونيو 2025 (شينخوا) لم تكن رحلة فرار السودانية إخلاص عبد الرحيم، وأطفالها الأربعة من منزلها بالعاصمة الخرطوم قبل أشهر، نزهة بل كانت مسارا محفوفا بالمخاطر بحثا عن الأمان الذي بددته الحرب المتواصلة في البلاد.

وإخلاص، البالغة من العمر (41 عاما) ليست حالة فردية، بل نموذج لمأساة ملايين الأشخاص الذي دفعتهم الحرب إلى البحث عن النجاة عبر التنقل بين البلدان.

وتنقلت إخلاص وأطفالها عبر ولايات سودانية عدة حتى الوصول إلى مصر في رحلة برية قاسية ومحفوفة بالمخاطر قبل أن تدفعها التحديات هناك، خاصة صعوبة الحصول على إقامة قانونية أو فرصة عمل مستقرة إلى البحث عن خيارات أخرى، حسب ما قالت.

وأضافت إخلاص لوكالة أنباء ((شينخوا)) "قررنا مواصلة رحلتنا إلى ليبيا، كانت رحلة أخرى محفوفة بالمخاطر خاصة بالنسبة لي كامرأة ومعها أطفال صغار".

ووفق روايات متطابقة للاجئين سودانيين وعاملين في منظمات إنسانية، تسلك أعداد متزايدة من السودانيين طرقا برية للعبور إلى ليبيا.

وفي ليبيا، سعت المرأة كغيرها من اللاجئين الذين سبقوها، إلى إيجاد طريق للعبور إلى أوروبا، ونجحت بعد أربعة أشهر من الانتظار في إيجاد مكان على ظهر قارب مطاطي يحمل نحو 60 شخصا، ويتجه نحو جزيرة يونانية.

وقالت إخلاص "كانت هذه هي المخاطرة الأكبر، والمسار الأخطر في طريق هروبنا من السودان، كنت خائفة على أطفالي من البحر الهائج".

ولا تعرف إخلاص التي تقيم الآن في مخيم خارج العاصمة اليونانية أثينا، شيئا عن مصيرها، لكنها تشعر بأنها وأطفالها في مأمن الآن بعد رحلة متعددة المسارات ومليئة بالتحديات والمخاطر.

وتقول "لا نحلم بشيء كبير، فقط نتطلع للعيش بسلام وأمان وكرامة، وأن يجد أطفالي بيئة مناسبة للعيش".

ووفق بيان صادر عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في 12 يونيو الجاري، زادت أعداد السودانيين الوافدين إلى أوروبا بنسبة 134 في المائة في الأشهر الخمسة الأولى من العام 2025 مقارنة بنفس الفترة من 2024.

وتشير المفوضية في أحدث تقاريرها إلى أن ثلث أهل السودان (واحد من أصل كل ثلاثة أشخاص) أصبحوا نازحين قسرا.

وبحسب التقرير، عبر أكثر من 3.8 مليون شخص حدود السودان إلى البلدان المجاورة، وخصوصا إلى مصر وتشاد.

ويستذكر السوداني عبد العال صديق، رحلة لجوئه وعودته مرة أخرى إلى الخرطوم، بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، الذي يصادف 20 يونيو من كل عام، ويصفها بأنها كانت "مسارا طويلا من الألم".

وفر صديق البالغ من العمر (53 عاما) من منزله بضاحية المنشية بشرق الخرطوم في الأشهر الأولى من اندلاع القتال إلى حدود السودان الشرقية، ومنها برا إلى مدينة المتمة الإثيوبية على الحدود بين البلدين.

وقال صديق لـ((شينخوا)) "استطعت الوصول إلى مخيم للاجئين أقامته السلطات الإثيوبية على بعد نحو 6 كيلومترات من مدينة المتمة الإثيوبية".

وأضاف "عشت في هذا المخيم لأكثر من عام ونصف، وكانت تجربة مؤلمة أن تعيش في مخيم وتعتمد على إعانات شحيحة، لن أنسى هذه التجربة طوال عمري".

وبعد تحسن الوضع الأمني في الخرطوم، عاد صديق إلى منزله، ولكنه لا يزال قلقا من إمكانية تدهور الأوضاع مرة أخرى.

فيما لا يفكر الإعلامي السوداني يحيى عبد الله، وهو لاجئ يعيش في العاصمة الأوغندية كمبالا منذ نحو عامين، في الرجوع إلى السودان قريبا.

وقال عبد الله، الذي فر من منزله بمنطقة الحلفايا بمدينة الخرطوم بحري، "كنت أسمع عن معاناة اللجوء وصعوباتها، ولم أكن أتوقع أنني سأعيش هذه التجربة القاسية".

وأضاف "نعيش في مجتمعات مختلفة في كل شيء، ونعاني من أجل التكيف مع القوانين والعادات والتقاليد والثقافات وحتى الطعام".

ورغم ذلك لا يفكر عبد الله في الرجوع إلى السودان قريبا، قائلا "لم يبق لنا شيء نعود من أجله، كل شيء تم نهبه، منازلنا مكاتبنا، حرفيا فقدنا كل شيء"، معتبرا "أن اللجوء ليس اختيارا وإنما هو قدر فرضته ظروف الحرب وتداعياتها وانعدام سبل العيش الكريم".

ويتوقع الباحث السوداني في مجالات الهجرة واللجوء أحمد عبد الحليم، أن تستمر عمليات تدفق السودانيين نحو دول الجوار رغم تحسن الوضع الأمني في مناطق عدة بالسودان، ولاسيما العاصمة الخرطوم.

وقال عبد الحليم لـ((شينخوا)) "حتى قبل الحرب كان السودان يعاني من ضعف الخدمات وافتقار سبل العيش، وبعد الحرب تضاعفت المعاناة".

وأضاف "أن كل من يجد فرصة للهجرة لن يتردد، الأوضاع الأمنية ما تزال هشة وغياب الخدمات مستمر، وبالتالي كل عوامل الهجرة متوفرة".

ومنذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023، تفاقمت الأزمة في البلاد لتصبح واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية حول العالم.

ويشهد السودان أكبر أزمة نزوح في العالم، إذ نزح، وفق إحصاءات صادرة عن منظمة الهجرة الدولية، أكثر من 12 مليون شخص داخل البلاد. 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号