بكين 20 يونيو 2025 (شينخوا) يدخل قطاع الفضاء التجاري في الصين عصرا من التنمية السريعة، مدفوعا بتحقيق اختراقات تكنولوجية ورفع قدرات الإطلاق وتسريع بناء البنية التحتية القائمة على الفضاء.

وتشكل الصواريخ والأقمار الاصطناعية ومواقع الإطلاق الركائز الثلاث الأساسية لصناعة الفضاء التجاري. ومع بدء تشغيل منشأة الإطلاق الأولى المخصصة للمهام التجارية في الصين خلال العام الماضي، أصبحت القطعة النهائية من نظام الفضاء التجاري في البلاد جاهزة حاليا ما يمهد الطريق لتنمية متكاملة بشكل تام.

وفي العام الجاري، من المقرر أن تقوم عدة صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام برحلاتها الأولى في الصين. وعلى صعيد الأقمار الاصطناعية، تستمر الكواكب كبيرة الحجم مثل كوكبة "سبيسسايل"، وهي شبكة أقمار اصطناعية تجارية صينية منخفضة المدار في الإطلاق، بينما يشهد الطلب على الأقمار الاصطناعية الصغيرة نموا قويا للغاية.

ومن المتوقع أن تتجاوز قيمة سوق الفضاء التجاري في الصين 2.5 تريليون يوان (حوالي 348 مليار دولار أمريكي) خلال العام الجاري.

وخلال عام 2024، تم إدراج قطاع الفضاء التجاري ضمن تقرير عمل الحكومة للبلاد باعتباره "محركا جديدا للنمو الاقتصادي" ما دفع بعض المدن مثل بكين وشانغهاي للمسارعة في تطبيق مخرجات التقرير بطرح سياسات دعم وخطط عمل مخصصة ما سرّع من استثماراتهما في قطاع الفضاء التجاري.

وفي منطقة بكين للتنمية الاقتصادية والتكنولوجية المعروفة أيضا باسم "بكين إي-تاون"، شكلت أكثر من 160 شركة للطيران والفضاء مجموعة لا تزال في طور النمو، حيث تمثل الشركات العاملة في مجال تطوير الصواريخ الكاملة 75 بالمائة من الإجمالي الوطني.

وفيما يواصل النظام الإيكولوجي للفضاء التجاري في الصين بالتطور، يُرسي التعاون بين قوى السوق والسياسات الحكومية الداعمة أساسا ثابتا للنمو المستدام.

وحتى الآن، بلغ عدد شركات الفضاء التجاري في الصين أكثر من 500 شركة مع مواصلة ارتفاع عدد الأقمار الاصطناعية العاملة في المدار بشكل مطرد.

وفي إطار تنمية إنترنت الأقمار الاصطناعية منخفضة المدار، تتحرك بعض شركات الأقمار الاصطناعية التجارية نحو الإنتاج واسع النطاق والتصنيع منخفض التكلفة.

وفي مصنع الأقمار الاصطناعي العملاق لشركة "جيسبيس" في مدينة تايتشو في مقاطعة تشجيانغ بشرقي الصين، يقوم نظام شبكة ذكي بتنسيق كل مرحلة من عمليات التصميم والبحث والتطوير والإنتاج والاختبار.

وبعد أكثر من 60 إجراء تجميع، يتم تجميع قمر اصطناعي كامل، ما يقلل دورة التصنيع إلى 28 يوما فقط. وازدادت سرعة الإنتاج بعشرة أضعاف كما انخفضت تكاليف التصنيع بشكل ملحوظ.

وقال تشانغ شي جيه كبير العلماء في شركة "غالاكسي سبيس" للفضاء إنه وفي مجال تصنيع الأقمار الصناعية، تتجسد تفوقات شركات الفضاء التجاري في الإنتاج واسع النطاق ومنخفض التكلفة بشكل متزايد.

وأضاف تشانغ أن هذا القطاع يتحول من التطور المخصص على دفعة صغيرة إلى الإنتاج على نطاق واسع، مشيرا إلى أن القدرة على بناء الأقمار الاصطناعية مثل تجميع أجهزة الكمبيوتر لن تكون رؤية بعيدة، بل أنها أصبحت واقعا.