الأمم المتحدة 19 يونيو 2025 (شينخوا) دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الخميس إلى الاستثمار في التنمية لتجنب الصراعات.

وقال في مناقشة مفتوحة بمجلس الأمن حول الفقر والتخلف والصراع إن الوقاية خير علاج لعدم الاستقرار والصراع، مؤكدا أن ما من تدبير وقائي أفضل من الاستثمار في التنمية.

وأردف "لا يُبنى السلام في قاعات المؤتمرات. يُبنى السلام في الفصول الدراسية، والعيادات، والمجتمعات المحلية. يُبنى السلام عندما يمتلك الناس الأمل والفرصة ويملكون نصيبا من مستقبلهم،" قائلا "إن الاستثمار في التنمية اليوم يعني الاستثمار في مستقبل أكثر سلاما."

وحذر من تراجع العالم في هذا الصدد.

وقال "بعد عقود من التقدم المطرد، نواجه حالة طوارئ إنمائية. بعد عشر سنوات من اعتماد أهداف التنمية المستدامة، لا يزال تحقيق ثلثي هذه الأهداف متأخرا،" مستطردا "تتعرض البلدان النامية لضربات قاسية بسبب ضيق الحيز المالي، وأعباء الديون الساحقة، وارتفاع الأسعار."

وأشار إلى تعثر محرك التنمية، قائلا "يجب علينا تجديد الالتزامات المحلية والعالمية لضمان تدفق التمويل العام والخاص إلى المناطق الأكثر احتياجًا. نحتاج إلى تقديم تخفيف عاجل لأعباء الديون عن البلدان التي تغرق في خدمة ديون لا يمكن تحملها. ويجب علينا إصلاح الهيكل المالي العالمي ليعكس واقع اليوم والاحتياجات الملحة للدول النامية."

وفي الوقت نفسه، أعرب الأمين عن قلقه إزاء الحلقة المفرغة للصراع والفقر.

وقال إن نيران الصراع غالبا ما يُشعلها ويُغذيها الفقر المستمر وتزايد أوجه عدم المساواة. وأضاف "لقد شهدنا مرارا وتكرارا صراعات تجتاح الأرواح والمؤسسات، وتمحو مكاسب التنمية، وتُشرد الملايين. وفي الوقت نفسه، رأينا كيف يُمكن أن يُشعل الفقر والتخلف وعدم المساواة والظلم والجوع والإقصاء، فتيل عدم الاستقرار والصراع."

وأردف أنه ليس من قبيل المصادفة أن تسعا من أصل عشر دول ذات أدنى مؤشرات للتنمية البشرية تعيش حاليا في حالة صراع، لافتا إلى أن 40 بالمائة من 700 مليون شخص يعانون في فقر مدقع، يعيشون في بيئات متأثرة بالصراع أو أوضاع هشة. وأكد على أن الوضع يزداد سوءًا.

وقال إن الحلول شحيحة بسبب تفشي انعدام الثقة الجيوسياسية والانقسامات، فمع تباطأ الاقتصاد العالمي وتصاعد التوترات التجارية وانخفاض ميزانيات المساعدات، يرتفع الإنفاق العسكري. وحذر قائلا إنه مع استمرار الاتجاهات الحالية، سيعيش ثلثا فقراء العالم في دول متأثرة بالصراعات أو ذات أوضاع هشة بحلول 2030.

وقال إن الرسالة واضحة. فكلما ابتعد بلد عن التنمية المستدامة والشاملة، اقترب من عدم الاستقرار، بل وحتى من الصراع، مردفا "دعونا نجدد التزامنا بالتضامن وروح التعددية التي ميّزت منظمتنا على مدى ثمانية عقود. ودعونا نضمن أن يتقاسم الجميع ثمار السلام والرخاء والأمن." /نهاية الخبر/