القدس 17 يونيو 2025 (شينخوا) أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم (الثلاثاء) أن طائراته الحربية نفذت ضربة جوية دقيقة في العاصمة الإيرانية طهران، أسفرت عن تصفية اللواء علي شادماني، رئيس أركان الحرب الإيراني وأحد أرفع القادة العسكريين في البلاد.

ويأتي هذا الإعلان في سياق تصعيد عسكري متبادل بين إسرائيل وإيران لليوم الخامس على التوالي، حيث أطلقت إيران 18 صاروخًا على إسرائيل، أدت إلى إصابات وأضرار محدودة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في بيان رسمي، إن الضربة الجوية استهدفت مقر قيادة عسكري في قلب طهران بناءً على "معلومات استخباراتية دقيقة" و "فرصة عاجلة" خلال ساعات الليل.

وأشار البيان إلى أن العملية أسفرت عن مقتل اللواء علي شادماني، الذي وصفه بأنه "أرفع قائد عسكري في إيران والأقرب إلى المرشد الأعلى علي خامنئي".

وكان شادماني يشغل منصب رئيس أركان الحرب الإيرانية وقائد "قيادة الطوارئ خاتم الأنبياء"، التي تتولى إدارة العمليات العسكرية الإيرانية والمصادقة على الخطط الهجومية.

وأوضح البيان أن شادماني أشرف بشكل مباشر على الحرس الثوري الإيراني والجيش الإيراني، ولعب دورًا رئيسًا في تخطيط العمليات الهجومية ضد إسرائيل.

وكان قد تولى قيادة القوات المسلحة الإيرانية في وقت سابق من الحرب، خلفًا لسلفه اللواء غلام علي رشيد، الذي قُتل في ضربة إسرائيلية سابقة.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن تصفية شادماني تمثل "ضربة موجعة" للقيادة العسكرية الإيرانية، مضيفًا أنها تأتي ضمن سلسلة عمليات استهدفت قادة بارزين في النظام الإيراني.

وفي تطور متزامن، أعلن الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت 18 صاروخًا باليستيًا على أهداف في إسرائيل، فيما يبدو أنه رد على الضربة الجوية في طهران.

وأفاد بيان إسرائيلي منفصل، بأن أنظمة الدفاع الجوي تمكنت من اعتراض 14 صاروخًا، في حين أصابت الصواريخ الأربعة المتبقية أهدافًا في شمال ووسط إسرائيل، بما في ذلك إصابة مباشرة في مدينة هرتسليا.

ووفقًا لخدمات الإسعاف الإسرائيلية، أسفرت الهجمات الصاروخية عن إصابة خمسة أشخاص بجروح طفيفة، بينما لم تسجل إصابات في مبنى مكاتب استهدف في هرتسليا، حيث كان خاليًا من الموظفين بسبب حالة الحرب.

وأشار الجيش إلى أن الصواريخ تسببت في أضرار محدودة في خمسة مواقع، معظمها مناطق مفتوحة.

وتأتي هذه التطورات في إطار تصعيد عسكري مستمر بين إسرائيل وإيران، حيث تبادل الطرفان الضربات العسكرية.

وكانت إسرائيل قد استهدفت قادة عسكريين إيرانيين بارزين في عمليات سابقة، بينما ردت إيران بهجمات صاروخية وطائرات مسيرة على أهداف إسرائيلية.

ولم يصدر تعليق رسمي فوري من السلطات الإيرانية حول مقتل شادماني أو الهجوم على طهران، لكن مصادر إيرانية غير رسمية أشارت إلى أن طهران قد تعلن عن رد عسكري إضافي خلال الساعات القادمة.

ويُنظر إلى تصفية شادماني على أنها ضربة استراتيجية لإسرائيل، تهدف إلى تعطيل القيادة العسكرية الإيرانية وإضعاف قدراتها الهجومية.

ومع ذلك، فإن الهجوم الصاروخي الإيراني الذي أعقب العملية يشير إلى أن التصعيد بين الطرفين قد يتوسع، مما يثير مخاوف من اندلاع مواجهة أوسع في المنطقة.

ورفضت إسرائيل الكشف عن تفاصيل إضافية حول العملية في طهران، بينما دعت مواطنيها إلى البقاء في حالة تأهب تحسبًا لمزيد من الهجمات الإيرانية.

وفي الوقت نفسه، يترقب المجتمع الدولي تطورات الوضع، مع دعوات من الأمم المتحدة ودول أخرى إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد العسكري.