الرياض 14 يونيو 2025 (شينخوا) أكد الدكتور الحسن بن يحيى المناخرة، وكيل وزارة الحج والعمرة للتعاون الدولي في السعودية، أن نجاح موسم الحج هذا العام جاء نتيجةً للمزج المدروس بين التقاليد والابتكار التكنولوجي المتقدم في المملكة.

وقال المناخرة في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إن السعودية رحبت بأكثر من 1.6 مليون حاج من أكثر من 130 دولة، محققةً بذلك ما وصفه بـ"شرف عظيم ومسؤولية مقدسة".

وتابع أنه "لضمان حج سلس وآمن ومرضٍ روحاني، حشدت المملكة أكثر من 250 ألف موظف من مختلف الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية".

وكان التوسع الكبير في البنية التحتية، بما في ذلك أكبر توسعة للمسجد الحرام في التاريخ، ودمج التقنيات المتقدمة، محوريًا في استعدادات حج هذا العام.

ومن الجدير بالذكر أنه تم نشر طائرات مسيرة مجهزة للطيران لمدة تصل إلى 12 ساعة في حالات الطوارئ، لنقل إمدادات الإنقاذ إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها.

كما أدخلت الوزارة أجهزة مراقبة صحية قابلة للارتداء لتتبع العلامات الحيوية، وكشف الأعراض المبكرة للإرهاق أو الإجهاد الحراري لدى الحجاج المعرضين لمخاطر عالية. ومن الابتكارات التكنولوجية الإضافية التي تم تقديمها هذا الموسم، خدمة الترجمة الفورية بأكثر من 11 لغة، والأساور الذكية، والروبوتات التوجيهية.

وقال المسؤول السعودي: "كل إجراء يتم اتخاذه له هدف واحد، وهو تيسير تجربة الحجاج ليتفرغوا لأداء مناسكهم الروحية براحة وطمأنينة تامة."

وأكد المناخرة فاعلية حملة "لا حج بدون تصريح"، والتي تم الترويج لها على نطاق واسع دوليًا وبمختلف اللغات، مما ساهم بشكل كبير في رفع مستوى الوعي بمتطلبات الحصول على التصاريح، وبالتالي تعزيز تنظيم وسلامة موسم الحج.

وأشار في سياق تسليط الضوء على التعاون متعدد الأطراف، إلى أن الوزارة تعاونت مع 78 دولة، وعقدت أكثر من 130 اجتماعا ثنائيًا خلال هذا العام فقط، بهدف تسهيل تجربة الحجاج وتيسير إجراءاتهم.

ولفت إلى أن مبادرة "طريق مكة" مكنت الحجاج من ثمان دول من إتمام إجراءات التأشيرة والبصمة والفحص الصحي في بلدانهم، قبل الوصول إلى المملكة، مما ساهم في تسهيل إجراءات الدخول وتقديم تجربة أكثر سلاسة.

وفي معرض حديثه عن قضايا الصحة والسلامة، ولا سيما في ظل ارتفاع درجات الحرارة، أوضح المناخرة أن هناك جهودًا تكاملية تم تنفيذها بالتعاون بين وزارتي الحج والعمرة، والصحة وأكثر من 40 جهة حكومية.

وشملت هذه الجهود المساحات المظللة الموسعة في المشاعر المقدسة بمساحة إجمالية بلغت 85 ألف متر مربع، وتركيب آلاف المراوح الضبابية، واستحداث استراحات مبردة بالطاقة الشمسية، وزراعة أكثر من 20 ألف شجرة، بالإضافة إلى إنشاء أكثر من 400 محطة ترطيب، وفق المناخرة.

وتابع أنه جرى أيضا تدريب مكثف للعاملين في الخطوط الأمامية، مما عزز مستوى الجاهزية للتعامل مع الحوادث المرتبطة بالحرارة.

وفيما يتعلق بالتعاون السعودي الصيني، أعرب المناخرة عن تقديره العميق للشراكة الممتدة مع المؤسسات الصينية، مشيرًا إلى الجهود الجارية التي تهدف إلى تعزيز الوعي المبكر والتدريب والاستعداد المسبق قبل الوصول لحجاج الصين، ما يساعد على ضمان تجربة سلسة وجاهزة.

واختتم المناخرة بالتأكيد على آفاق توسيع التعاون المستقبلي، قائلاً: "سيُوجّه التزامُنا المشترك بالتحسين المستمر والاحترام المتبادل هذه الجهود ونحن نواصل التقدم معا." /نهاية الخبر/