share
arabic.china.org.cn | 14. 06. 2025

(صوت الجنوب) رؤية شرق أوسطية: لماذا شنت إسرائيل الهجوم على إيران قبل جولة المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران؟

arabic.china.org.cn / 00:36:47 2025-06-14

عواصم عربية 13 يونيو 2025 (شينخوا) استبقت إسرائيل الجولة السادسة للمفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، المقررة الأحد المقبل في مسقط، بشن هجوم واسع فجر اليوم (الجمعة) على أهداف عسكرية ونووية ومدنية في الجمهورية الإسلامية، أدى إلى مقتل عدد من القادة العسكريين والعلماء والمدنيين الإيرانيين.

وأكد محللون عرب أن إسرائيل شنت الهجوم قبل هذه الجولة من المفاوضات "خشية التوصل إلى اتفاق يمنع تدمير المنشآت النووية الإيرانية".

وحذروا من أن تداعيات الهجوم الإسرائيلي ستكون "كبيرة" و"قد تفتح الباب أمام حرب قصيرة أو مواجهة إقليمية شاملة".

-- ضربة استباقية.. ورسالة ردع

حذر المحلل الفلسطيني هاني المصري من تداعيات خطيرة للضربة الإسرائيلية التي استهدفت إيران فجر اليوم، مشيرا إلى أن هذه الضربة قد تفتح الباب أمام حرب ربما تكون قصيرة أو تتحول إلى مواجهة إقليمية شاملة، وذلك حسب مدى نجاح الضربة الاستباقية في تحقيق أهدافها.

وأوضح المصري، وهو مدير المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية "مسارات"، لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن إسرائيل بادرت بالضربة في هذا التوقيت بالذات لاستباق الجولة السادسة من المحادثات النووية المقررة الأحد المقبل، سعيا منها إلى فرض واقع جديد قبل العودة إلى طاولة التفاوض، ولفت إلى أن هذه الخطوة لم تكن لتتحقق لولا الغطاء الأمريكي الفعلي، الذي منح إسرائيل هامش مناورة عسكري وسياسي كبير.

بدوره، قال الصحفي اللبناني الدكتور جورج حداد إن "العملية العسكرية الإسرائيلية تأتي في إطار استراتيجي واضح هدفه الأساسي توجيه رسالة ردع لإيران بعد تصاعد نفوذها الإقليمي وزيادة قدراتها النووية".

واستدرك حداد "لكن الأهم هو أن التوقيت يخدم حسابات سياسية داخلية في إسرائيل، حيث تسعى حكومة بنيامين نتنياهو لتثبيت أوراقها أمام المعارضة والشارع الإسرائيلي"، قبل أن يضيف أن "الضربة تهدف أيضا إلى اختبار رد الفعل الإيراني والدولي، مع إدراك واضح من قبل إسرائيل بأن إيران في وضع دفاعي حذر".

وتابع لـ ((شينخوا)) أنه "من المحتمل أن نشهد جولات قصف متقطعة خلال الأسابيع المقبلة، تهدف لترسيخ قواعد اشتباك جديدة دون الانزلاق لحرب شاملة".

لكن الدكتور محمد محسن أبو النور رئيس المنتدى "العربي لتحليل السياسات الإيرانية"، ومقره القاهرة، رأى أن "إسرائيل شنت حربا على إيران تفوق كونها مجرد حملات عسكرية أو ضربات محدودة، وأسفرت عن استهداف البرنامج النووي الإيراني وأصول عسكرية وقادة كبار في المنظومة العسكرية الإيرانية".

وأضاف أن "هذه الحرب تنقسم حتى الآن إلى 3 مستويات متزامنة، هي المشروع النووي وتدمير منصات إطلاق الصواريخ والقضاء على كبار مسؤولي النظام الإيراني بمن فيهم القادة والعلماء، ما يعني أن إسرائيل أرادت إحداث خلل بالغ في منظومة القيادة الإيرانية تمهيدا لشن المزيد من الضربات الموسعة".

وأردف أبو النور أن "هذه الحرب لا تستهدف تقويض البرنامج النووي بل تستهدف القضاء التدريجي على النظام" الإيراني، على حد قوله.

وتابع أن "نجاحات إسرائيل هذه المرة في الوصول السهل إلى قلب طهران والمدن المركزية تشير إلى أن تل أبيب لديها القدرة على إحداث أكبر الخسائر السريعة والمؤثرة للغاية في النظام" الإيراني.

وواصل قائلا إن هذا يوضح "أن إيران تعرضت حتما لخداع إستراتيجي بالغ من كل الأطراف الدولية وعلى رأسها أمريكا والترويكا الأوروبية، ويشير إلى ضعف بنيوي وهيكلي في منظومة الأمن الوقائي لدى إيران".

من جهته، أكد الدكتور ناظم علي عبدالله عضو مجلس خبراء "المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية"، ومقره بغداد، أن "تداعيات الضربة الإسرائيلية لإيران ستكون كبيرة، لاسيما أن الاستهداف كان كبيرا جدا من حيث النوع، إذ شمل الخط الأول من القيادة الإيرانية وكذلك المنشآت النووية، وهذا يعني أن إسرائيل تحاول كسر ظهر النظام الإيراني وإضعافه".

وأضاف أن "إسرائيل استبقت جولة المفاوضات السادسة خشية التوصل إلى اتفاق يمنع تدمير المنشآت النووية الإيرانية، التي يعتبرها نتنياهو الهدف الأسمى الذي يجب تنفيذه والذي سوف يكسر ظهر محور المقاومة".

وشاطرته الرأي الباحثة اليمنية المتخصصة في الشأن الإيراني أمل عالم بقولها إن إسرائيل أرادت من خلال الهجوم على إيران استباق الجولة السادسة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية للتأكيد على أنها غير ملزمة بالمفاوضات وما سيتمخض عنها.

-- رد محسوب أم توسيع المواجهة

وفيما يتعلق بردود الفعل الإيرانية المتوقعة، رأى هاني المصري أن "إيران سترد في إطار الدفاع وصد الهجمات، لكنها لن تندفع نحو توسيع المواجهة، خاصة أن أي تصعيد مباشر قد يفتح الباب أمام تدخل عسكري أمريكي أطلسي واسع، ما يهدد الأمن القومي لإيران ويقيد قدرتها على الرد الفعال".

واتفق معه الخبير المصري محمد محسن أبو النور بقوله إنه "من المؤكد أن إيران سترد على تلك الحرب الإسرائيلية"، قبل أن يردف أنه "لو لم تقم إيران باتخاذ القرار السياسي والإعلان عن الامتلاك النووي والقيام بعمليات حقيقية مماثلة تماما في قلب تل أبيب فهذا يعني سماح طهران لإسرائيل باستمرار حملاتها على إيران".

وأوضح أنه "لا يمكن أن تقوم إسرائيل بهذه العملية بدون ضوء أخضر أمريكي بل إن أمريكا هي من تولت عملية الخداع الاستراتيجي للتمهيد لتلك الحرب من خلال المماطلة مع إيران في موضوع المفاوضات".

لكن الخبير العراقي ناظم عبد الله وصف ردود الفعل الإيرانية بأنها "مرتبكة بسبب هول الضربة والخسائر الكبيرة في الصفوف الأولى من القيادات العسكرية".

وقال إن إيران "شعرت أنه تم خداعها في توقيت الضربة، والآن هي في حيرة من أمرها، فالرد يجب أن يكون متوازنا لأن الأمور قد تخرج عن السيطرة في حال قررت الولايات المتحدة المشاركة في هذه العملية، كما أنها ملتزمة أمام شعبها وحلفائها بأن ترد بقوة".

ورأى أنه "بالتأكيد أن إيران أخطأت في حساباتها عندما اعتقدت أنه لا أحد يستطيع استهداف المفاعلات النووية"، لكنه أوضح أن "لدى إيران أوراق ضغط يمكن أن تستخدمها في الوقت الذي تراه مناسبا، ومنها إغلاق مضيق هرمز الذي سيؤثر بشكل مباشر على جميع بلدان المنطقة، فضلا عن تهديد حركة الملاحة الدولية وإمكانية ارتفاع أسعار النفط إذا ما طالت فترة المواجهة" مع إسرائيل.

وتابع "كما أن لدى إيران أذرع في المنطقة خصوصا في العراق واليمن، ولديها صواريخ يمكن أن تستهدف إسرائيل والقواعد الأمريكية في المنطقة مما يخلق حالة من الفوضى والإرباك في عموم المنطقة".

بدوره، شدد الكاتب اللبناني رئيس تحرير موقع (الجريدة) خضر طالب على أنه "لا يمكن لإيران السكوت على استهداف قادة عسكريين وعلماء ومنشآت نووية، ولابد أن ترد بفعل يكون بالحد الأدنى مؤلما لإسرائيل".

وأشار إلى أن الضربة التي تلقتها إيران "موجعة جدا، وبالتالي فإنها أمام أحد احتمالين، هما أن تسلم بالسيطرة الإسرائيلية الكاملة على كل المنطقة وإما أن تضع حدا" لإسرائيل وتقوم "برد فعل يحفظ لها ماء الوجه".

من جانبها، أوضحت الباحثة اليمنية أمل عالم أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين توحي بأن "هناك ردا سريعا قادما".

إلا أنها أكدت أن "أي رد إيراني لن يوازي الضرر الذي ألحقه الإسرائيليون اليوم بطهران من اغتيال كبار القادة العسكريين وعلماء ذرة واستهداف المنشآت النووية".

ورأت أنه "لا مجال أمام طهران اليوم للرد المحسوب أما أن ترد بقوة تعكس قدراتها على الدفاع عن نفسها أو تعترف بضعفها وعجزها عن الوقوف في وجه الاستهداف الإسرائيلي، الذي قد يكون بشكل أقوى لاحقا إذا اتضح أن القوة العسكرية الإيرانية ليست قادرة على إلحاق ضرر حقيقي بأهداف داخل إسرائيل بدقة على غرار ما تفعله إسرائيل داخل طهران".

وتابعت أن "الرد المتوقع بحجم ما حدث اليوم يجب أن يكون ردا تفرض طهران من خلاله قوة الردع بحيث لا تذهب الأمور باتجاهات أسوأ".

إلا أن الخبير في شؤون الشرق الأوسط الدكتور خالد حماد رأى أن "إيران لن تترك الهجوم يمر دون رد، لكن ردها سيكون موزونا ومدروسا لتفادي حرب إقليمية موسعة"، موضحا أن طهران قد تلجأ إلى استخدام حلفائها مثل حزب الله أو استهداف مصالح إسرائيلية بشكل غير مباشر بدلا من الرد من داخل أراضيها.

وشدد حماد على أن القدرات الإيرانية الصاروخية قادرة على إحداث أذى بالغ لإسرائيل، لكن القيادة الإيرانية تعلم أن الرد المباشر سيجلب تدخلات دولية أوسع، لذلك ستوازن بين الانتقام والحفاظ على المسار الدبلوماسي.

وأشار إلى أن "تفاهمات واشنطن مع بعض القوى الإقليمية قد تعقد رد طهران، لكن لن تمنعها بالكامل، وإيران قد تراعي هذه التفاهمات في اختيار توقيت ونوع الرد، لكنها لن تتنازل عن حقها في الرد".

-- سيناريوهات ما بعد الحرب

ورأى هاني المصري أن "إسرائيل إذا خرجت منتصرة، فإن ذلك سيعزز مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي يدعو إليه نتنياهو، ويهدف إلى فرض الهيمنة الإسرائيلية الكاملة على المنطقة، وفرض واقع جديد يقوم على تصفية القضية الفلسطينية وإقامة إسرائيل الكبرى".

وأردف "أما إذا هزمت إسرائيل في هذه الحرب، فإن ذلك سيفتح الباب أمام تراجعها وتدهورها وربما بداية انهيارها كقوة إقليمية مهيمنة".

وتابع أنه "وفي حال انتهت الحرب دون أن يحقق أي من الطرفين نصرا حاسما، فقد يؤدي ذلك إلى إحداث توازن جديد في المنطقة، ويزيد من فرص إسقاط حكومة اليمين المتطرف في تل أبيب، كما قد يعطي دفعة قوية للمفاوضات الجارية حول البرنامج النووي الإيراني، مما يعزز من فرص الوصول إلى حلول سياسية أقل كلفة".

وحذر هاني المصري من أن "المنطقة برمتها، لاسيما فلسطين، ستكون عرضة لأضرار مباشرة جراء هذه المواجهة، ففلسطين قد تتحول إلى أحد ميادين المعركة، خصوصا مع احتمال اختراق الأجواء أو استخدامها كمنطلق للطائرات والصواريخ والمسيرات في حال انخرطت القوات الأمريكية والأطلسية بشكل أوسع".

وواصل "كما أن دول الطوق والدول العربية التي تحتضن قواعد عسكرية أمريكية ستكون أيضا أهدافا محتملة للرد الإيراني"، مشيرا إلى أن "هذا التصعيد سيؤدي إلى تراجع كبير في مستوى الاهتمام الدولي بما يحدث في غزة، ما يزيد من تعقيد الأوضاع هناك ويضعف فرص وقف جريمة الإبادة الجماعية المستمرة ضد الفلسطينيين، حتى مؤقتا".

بدوره، أوضح المحلل اللبناني خضر طالب أن المنطقة ستكون عرضة لأضرار كبيرة جراء المواجهة بين إسرائيل وإيران، إلا أنه لا يمكن التكهن بشأن هذه الأضرار بانتظار اتضاح الساحات التي ستدور فيها المواجهات، وما اذا كانت ستتم فقط جوا عبر المسيرات والطائرات والصواريخ، وما إذا كانت المواجهة ستكون ثنائية أم بمشاركة عناصر أخرى.

فيما أكدت الباحثة اليمنية أمل عالم، أنه "لا شك أن المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل ستلحق أضرارا بالمنطقة لكنها قد لا تكون دفعة واحدة".

وأشارت إلى أن "مقدار الضرر سيحدده سير الصدام الحالي بين إسرائيل وإيران، وشكل الرد الإيراني، وهل ستقف الردود عند حد معين، وهل ستقتصر المواجهة على إيران وإسرائيل أم سيتم جر الولايات المتحدة إلى الصراع، وهل ستحتاج إيران الى تدخل حلفائها في المنطقة مثل الحوثيين". /نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号