طرابلس 12 يونيو 2025 (شينخوا) أعلن الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الذي يُسيطر على شرق البلاد، اليوم (الخميس) عن إنقاذ 85 مهاجرا سودانيا غير شرعي تقطعت بهم السبل في عمق الصحراء الليبية.

وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي، في بيان نشرته مساء اليوم في صفحتها على موقع ((فيسبوك))، إن "كتيبة سبل السلام التابعة لرئاسة أركان القوات البرية بالجيش الوطني الليبي تمكنت من إنقاذ 85 مهاجرا سودانيا غير شرعي بينهم نساء وأطفال بعد أن تركهم مهربي البشر لمدة 8 أيام دون ماء أو غذاء في عمق الصحراء".

وأشارت إلى أن إحدى سرايا كتيبة سبل السلام "تحركت ميدانيا لإنقاذ المهاجرين بالتنسيق مع جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بمدينة الكفرة" الواقعة بجنوب شرق ليبيا.

وأضافت أنه "تم العثور على المهاجرين المذكورين في أوضاع إنسانية حرجة على بعد 100 كيلو متر جنوب جبل العوينات، حيث تم تقديم مساعدات عاجلة لهم قبل نقلهم لتلقي الرعاية الصحية".

وتكررت مثل هذه الحوادث خلال الأشهر الماضية، كما تكررت معها هلاك العشرات من اللاجئين السودانيين في صحراء الكفرة الليبية، حيث كان جهاز الإسعاف والطوارئ في مدينة الكفرة الليبية قد أعلن يوم 22 مايو الماضي عن وفاة 11 لاجئا سودانيا، وإنقاذ 15 أخرين في صحراء الكفرة بجنوب شرق ليبيا.

وأوضح أن أطفالا ونساء كانوا من بين هؤلاء اللاجئين الذين لقوا حتفهم بسبب العطش بعد أن تقطعت بهم السبل في عمق صحراء الكفرة.

ومنذ اندلاع الحرب في السودان في منتصف العام 2023، اختار العديد من السودانيين الهروب إلى ليبيا عن طريق البر، وذلك عبر صحراء الكفرة التي تُعتبر حلقة وصل مهمة بين ليبيا وبعض الدول الأفريقية المجاورة منها السودان وتشاد ومصر.

ويُقدر عدد اللاجئين السودانيين، من الجنسين، في ليبيا بحوالي 240 ألف لاجئ، بحسب بيانات نشرتها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في 11 فبراير الماضي، أظهرت أن 60 % منهم من الرجال، و40 % من النساء، كما أن أعمار غالبيتهم تتراوح بين 18 و 59 عاما، مع نسب بسيطة من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عاما.

وأشارت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى أن 61 ألفا و126 لاجئا فقط مسجل لدى مقرها في العاصمة طرابلس، لافتة في الوقت نفسه إلى أنها رصدت وصول ما بين 400 و 500 لاجئ سوداني بشكل يومي إلى جنوب ليبيا، 95 % منهم يدخلون ليبيا عبر نقاط العبور غير الرسمية عند الحدود مع مصر وتشاد.

إلى ذلك، مازالت اتهامات الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان الموجهة للجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر بالتورط في دعم قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف باسم "حميدتي" تُلقي بظلالها على العلاقات السودانية الليبية.

وفي هذا الصدد، أعلنت وزارة الخارجية التابعة للحكومة الليبية المكلفة من البرلمان مساء اليوم، أن سامي بورجعة مدير إدارة المراسم العامة بالوزارة الخارجية، استقبل اليوم عبد الرحمن محمد رحمة الله، القنصل العام لجمهورية السودان لدى ليبيا.

وأشارت إلى أنه تم خلال هذا اللقاء "تناول آخر المستجدات والتطورات المتعلقة بالمنطقة الحدودية بين ليبيا والسودان خلال الأيام الماضية"، حيث قام الجانب الليبي بتسليمه" مذكرة "موجهة إلى السلطات السودانية، مرفقة بخطاب رسمي يتضمن بيان وزارة الخارجية الليبية بشأن الأحداث الأخيرة.

وكانت وزارة الخارجية بالحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، قد أعربت أمس (الأربعاء) عن "استغرابها مما ورد في بيان وزارة الخارجية السودانية بشأن الأحداث الجارية في المنطقة الحدودية المشتركة، مؤكدة تمسكها الراسخ بحماية السيادة الوطنية والأمن القومي الليبي".

وأكدت في بيان نقلته مساء أمس، وسائل إعلام ليبية محلية، رفضها لما تضمنه البيان السوداني من "مزاعم وإشارات تمس أطرافا إقليمية ودولية"، مُشددة في الوقت نفسه على أن ليبيا، حكومة وشعبا "حريصة على تهدئة التوتر في المنطقة ومعالجة أي خلافات من خلال التشاور الثنائي أو الإقليمي، بما يخدم المصالح المشتركة".

كما شددت على أن ليبيا "لم ولن تنخرط في النزاع السوداني الدائر"، مجددة موقفها الداعم لوحدة السودان ووقف الحرب والعودة إلى الحوار.

وكان الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، قد اتهم يوم الثلاثاء الماضي، قوات الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر "بتقديم دعم مباشر لقوات الدعم السريع، في هجوم استهدف مواقع حدودية مع ليبيا ومصر"، وذلك في سابقة هي الأولى منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في أبريل 2023.

وقال الجيش السوداني في بيان، إن قوات الدعم السريع شنت هجوما "بدعم من قوات حفتر الليبية وكتيبة السلفية" على نقاط تابعة له في منطقة المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، بهدف السيطرة عليها.

ويُعد "المثلث" من المناطق الاستراتيجية ذات الأهمية الجغرافية، وتحوّلت المنطقة الحدودية في الأشهر الأخيرة إلى نقطة صراع ومسرحًا لتحركات قوات الدعم السريع.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلفت عشرات آلاف القتلى وملايين النازحين داخل وخارج البلاد.