القاهرة 12 يونيو 2025 (شينخوا) في ضوء الاجتماع الوزاري لمنسقي تنفيذ إجراءات متابعة منتدى التعاون الصيني-الأفريقي (فوكاك)، الذي عُقد في تشانغشا، حاضرة مقاطعة هونان بوسط الصين يوم الأربعاء، أكد خبراء مصريون قدرة الصين وأفريقيا على ضخ زخم قوي في الاقتصاد العالمي وتعزيز التعاون بين دول الجنوب العالمي.

وقد ناقش الاجتماع سبل دفع التنفيذ الكامل للنتائج التي تحققت في قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني-الأفريقي (فوكاك). ويصادف هذا العام مرور 25 عاما على تأسيس منتدى فوكاك، الذي يُعد آلية متميزة للتعاون بين الجانبين.

وبعث الرئيس الصيني شي جين بينغ، ورئيس جمهورية الكونغو دينيس ساسو نغيسو، برسالتي تهنئة بشكل منفصل إلى الاجتماع الوزاري، حيث أكد شي في رسالته أن منتدى فوكاك أصبح نموذجا جيدا للتضامن والتعاون بين دول الجنوب العالمي، بينما شدد نغيسو في رسالته على أن التعاون الاستراتيجي والعملي بين أفريقيا والصين حقق نتائج مثمرة منذ قمة فوكاك في بكين في سبتمبر الماضي.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، أهمية الدور الذي يلعبه منتدى فوكاك في تعزيز التعاون بين الصين والدول الأفريقية في شتى المجالات، لا سيما المجال الاقتصادي الذي يُعد محورا رئيسيا لتحقيق التنمية الشاملة.

وقال الشرقاوي في حديثه لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الصين والقارة الأفريقية معا يمكن أن تُشكلا قوة اقتصادية عالمية، تكون بمثابة ركيزة أساسية لقيادة الاقتصاد العالمي في المرحلة المقبلة.

وأوضح أن الصين قادرة على تعزيز علاقاتها مع الجانب الأفريقي من خلال عدة محاور، في مقدمتها إنجاز مشاريع البنية التحتية، خاصة تلك المتعلقة بالموانئ والمطارات والطرق البرية والطاقة، بما يحقق تعاونا مشتركا فعالا.

من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي المصري الدكتور كريم العمدة، المحاضر بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، أن العلاقات الصينية-الأفريقية شهدت زخما كبيرا، خاصة خلال العقدين الماضيين، وتسارعت وتيرة هذا الزخم في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن الصين تحرص دائما، في مختلف الفعاليات واللقاءات والرسائل، على التأكيد بأنها شريك اقتصادي وتجاري مهم جدا للدول الأفريقية.

وأضاف العمدة في حديثه لـ((شينخوا))، أن الصين تثبت من خلال أفعالها الصادقة والمخلصة وليس من خلال شعارات أو تصريحات دبلوماسية جوفاء، أنها شريك اقتصادي مهم للدول الأفريقية وحريصة على تحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك.

بدوره، أكد أبو بكر الديب، مستشار المركز العربي للبحوث والدراسات بالقاهرة والباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، لـ((شينخوا)) أن السنوات الأخيرة شهدت العديد من مجالات التعاون بين الجانبين الصيني والأفريقي في إطار منتدى فوكاك، من أبرزها تطوير البنية التحتية وزيادة حجم التبادل التجاري وتعزيز نقل التكنولوجيا وتوسيع برامج التعليم والتدريب، وهو ما يُجسد الحيوية المستمرة للتعاون الصيني-الأفريقي ويؤكد التزاما طويل الأمد من الجانبين بالعمل المشترك لمواجهة التحديات الدولية المتغيرة وتوفير فرص تنموية متوازنة.

كما أشار الديب إلى الأهمية العالمية للتعاون الصيني-الأفريقي، والمتمثلة في قدرته على تعزيز وحدة وتكامل دول الجنوب العالمي في مواجهة الهيمنة الاقتصادية والتجارية، وتقديم نمط جديد للعلاقات الدولية يقوم على التضامن والتكافؤ. كما بيّن أن الدفع بعملية التحديث في كل من الصين وأفريقيا يسهم في تضييق فجوة التنمية بين الشمال والجنوب ويفتح آفاقا أكثر إشراقا للسلام العالمي والتنمية المتوازنة.