القاهرة /القدس 11 يونيو 2025 (شينخوا) أكدت مصر اليوم (الأربعاء) ضرورة الحصول على "موافقات مسبقة" لإتمام زيارة الوفود الأجنبية للمنطقة الحدودية المحاذية لغزة.

وذكرت وزارة الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج في بيان "ترحب مصر بالمواقف الدولية والإقليمية، الرسمية والشعبية، الداعمة للحقوق الفلسطينية والرافضة للحصار والتجويع والانتهاكات الإسرائيلية السافرة والممنهجة بحق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة".

وأكدت "استمرار مصر في العمل على كافة المستويات لإنهاء العدوان علي القطاع والكارثة الإنسانية التي لحقت بأكثر من مليونين من الفلسطينيين".

وتابعت أنه "في ظل الطلبات والاستفسارات المتعلقة بزيارة وفود أجنبية للمنطقة الحدودية المحاذية لغزة (مدينة العريش ومعبر رفح)، وذلك للتعبير عن دعم الحقوق الفلسطينية، تؤكد مصر على ضرورة الحصول على موافقات مسبقة لإتمام تلك الزيارات".

وأردفت أن "السبيل الوحيد لمواصلة السلطات المصرية النظر في تلك الطلبات هو من خلال اتباع الضوابط التنظيمية والآلية المتبعة منذ بدء الحرب على غزة، وهي التقدم بطلب رسمي للسفارات المصرية في الخارج، أو من خلال الطلبات المقدمة من السفارات الأجنبية بالقاهرة أو ممثلي المنظمات إلى وزارة الخارجية، علما بأنه سبق أن تم ترتيب العديد من الزيارات لوفود أجنبية، سواء حكومية أو من منظمات حقوقية غير حكومية".

وشددت مصر، على "أهمية الالتزام بتلك الضوابط التنظيمية التي تم وضعها، وذلك لضمان أمن الوفود الزائرة نتيجة لدقة الأوضاع في تلك المنطقة الحدودية منذ بداية الأزمة في غزة"، مشيرة إلى أنه "لن يتم النظر في أي طلبات أو التجاوب مع أي دعوات ترد خارج الإطار المحدد بالضوابط التنظيمية والآلية المتبعة في هذا الخصوص".

وأشارت مصر، إلى "أهمية التزام مواطني كافة الدول بالقوانين والقواعد المنظمة للدخول إلى الأراضي المصرية، بما في ذلك الحصول على التأشيرات أو التصاريح المسبقة والمنظمة لذلك".

وشددت على موقفها الثابت الداعم لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه، والرافض للانتهاكات الإسرائيلية الصارخة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مؤكدة أهمية الضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار على القطاع والسماح بالنفاذ الإنساني من كافة الطرق والمعابر الإسرائيلية مع القطاع.

وبالتزامن وجه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم، الجيش الإسرائيلي بمنع دخول المتضامين مع غزة من الوصول لداخل القطاع، داعيا في الوقت ذاته السلطات المصرية إلى منع وصول المتضامين للحدود المشتركة مع القطاع، ومنع أي استفزازات ومحاولات الدخول إليه.

وأَضاف وزير الدفاع في بيان صادر عن مكتبه " أتطلع أن تقوم السلطات المصرية بمنع وصول المتظاهرين الجهاديين للحدود المصرية الإسرائيلية، ومنع أي استفزازات ومحاولة الدخول لداخل غزة، الأمر الذي من شأنه أن يشكل خطرا على الجنود الإسرائيليين ولن نسمح بهذا".

وأردف كاتس: "هؤلاء المتظاهرين الجهاديين يشكلون خطرا على النظام المصري وتهديدا لكافة الأنظمة العربية المعتدلة في المنطقة".

واختتم كاتس البيان بالإشارة "إلى أن رغبة المتظاهرين هي مساندة حماس، انطلاقا من مشاركتها نفس الرؤية الإرهابية القاتلة".

وكانت "قافلة الصمود" البرية لكسر الحصار على غزة قد وصلت يوم أمس الثلاثاء، إلى الأراضي الليبية بعد عبورها المعبر الحدودي التونسي- الليبي المشترك "رأس جدير"، بحسب وكالة الأنباء الليبية (وال).

وقالت الوكالة الليبية إن عددا كبيرا من الليبيين كانوا في استقبال هذه القافلة فور عبورها المعبر الحدودي محملين بالأطعمة والمياه والمشروبات، بينما قام أفراد الشرطة والأمن الليبيين بتأمين القافلة التي رافقتها وحدات من فرق الطوارئ والإسعاف.

وكانت "قافلة الصمود" البرية لكسر الحصار على غزة قد انطلقت أمس من تونس العاصمة في طريقها إلى رفح الفلسطينية، مرورا بالأراضي الليبية والمصرية، بحسب الناطق الرسمي باسم هذه القافلة، الناشط الحقوقي التونسي، وائل نوار.

وتنظم هذه القافلة "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين" ويشارك فيها أكثر من 1500 ناشط تونسي وجزائري وليبي، وذلك بهدف كسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ أكثر من 600 يوم.

وبحسب وائل نوار، فإن هذه القافلة تحمل "رسالة إلى كل أحرار العالم للتحرك من أجل الحق الفلسطيني المسلوب، وضد كل أوجه الاحتلال والإبادة الجماعية، كما أنها محاولة لفتح قنوات التنسيق مع منظمات إنسانية عربية ودولية لتسهيل عمليات الإغاثة".

وكان كاتس قد أصدر أوامره للجيش الإسرائيلي يوم الأحد الماضي بمنع السفينة "مادلين"، من الوصول لقطاع غزة وخرق الحصار البحري المفروض على القطاع واستخدام كافة الوسائل للقيام بذلك.

وأضاف كاتس في بيان أن "دولة إسرائيل لن تسمح لأي شخص خرق الحصار البحري على غزة، والذي يهدف بالأساس لمنع نقل أسلحة لحماس - منظمة إرهابية قاتلة -، التي تحتجز مختطفينا وتقوم بجرائم حرب".

وأردف كاتس: "أصدرت تعليماتي للجيش الإسرائيلي العمل على منع رحلة مادلين من الوصول لغزة".

يذكر أن السفينة سميت على اسم مادلين كلاب، وهي أول فتاة فلسطينية احترفت صيد الأسماك في قطاع غزة، وقد فقدت والدها ومصدر رزقها بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية في أكتوبر 2023.

وتشن إسرائيل حربا واسعة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، إثر هجوم مفاجئ شنته حماس على جنوب إسرائيل، أسفر بحسب السلطات الإسرائيلية، عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز رهائن.

وتوصلت إسرائيل وحماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية قطرية أمريكية في 19 يناير 2025، إلا أنه انهار بعد شهرين باستئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق دون التوصل إلى تفاهم بشأن بدء مرحلته الثانية أو تمديده.