share
arabic.china.org.cn | 11. 06. 2025

وزيرة البيئة الموريتانية: التعاون الأخضر الصيني الأفريقي يرسم مستقبل "السور الأخضر العظيم"

arabic.china.org.cn / 12:22:40 2025-06-11

11 يونيو 2025 / شبكة الصين/ قالت وزيرة البيئة والتنمية المستدامة الموريتانية، مسعودة بحام محمد لغظف، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء شينخوا مؤخرًا، إن مشروع "الحديقة التكنولوجية الخضراء الصينية-الأفريقية" لا يعد مجرد مبادرة تعاون ثنائي، بل يمثل تحولا أخضر "يُزرع" اليوم.

وأوضحت الوزيرة أن هذا المشروع المشترك بين الصين وموريتانيا يوفر نموذجًا قابلاً للتكرار والتوسيع في مجالات مكافحة التصحر والتنمية الخضراء في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.

وأشارت إلى أنه منذ توقيع أول اتفاقية تعاون بين الجانب الموريتاني وأكاديمية العلوم الصينية عام 2017، حقق مشروع "الحديقة التكنولوجية الخضراء الصينية-الأفريقية" في موريتانيا سلسلة من النتائج الملموسة، من بينها تثبيت الرمال على مساحة 100 هكتار، وتحويل 4 هكتارات من أراضي الرمال إلى واحات قابلة للاستخدام المستدام عبر تقنيات صينية، وتدريب 45 فنيًا محليًا على تقنيات التشجير، وتوفير 120 فرصة عمل مباشرة لصالح المجمعات المحلية.

وأضافت الوزيرة أن الاتفاقية الأخيرة مع الجانب الصيني التي تهدف إلى تشجير 10,000 هكتار من الأراضي، تُعد مؤشرا واضحا على دخول التعاون بين الجانبين مرحلة جديدة. وأكدت أن المشروع لا يقتصر على تحسين البيئة فحسب، بل يسهم كذلك في رفع مستوى معيشة السكان المحليين. وأشارت إلى أن نسبة بقاء الشتلات في المشروع تجاوزت 90%، بفضل نظام الري القائم على الطاقة الشمسية الذي وفرته الصين. كما سيُشرع قريبًا في إنشاء حدائق مجتمعية في 15 قرية ضمن نطاق المشروع، في حين تخطط النساء المحليات لتأسيس تعاونيات لإنتاج الفواكه المجففة اعتمادًا على مشاتل المشروع. ويمثل هذا النموذج التنموي المتكامل تحقيقا مزدوج الأهداف يتمثل في استعادة البيئة وتمكين المجمعات المحلية.

وحول التعاون بين الصين وموريتانيا في مجال مكافحة التصحر، أكدت لغظف أن الصين تمثل شريكا لا غنى عنه في المجالين العلمي والتقني. وأشارت إلى أن معهد شينجيانغ للإيكولوجيا والجغرافيا، التابع لأكاديمية العلوم الصينية، ساعد في تركيب ثلاث محطات أرصاد جوية ذكية لصالح الوكالة الوطنية للسور الأخضر العظيم، كما أسهم التعاون مع شركات صينية في إدخال نظام الزراعة باستخدام الطائرات بدون طيار، إضافة إلى توريد مجموعة متكاملة من معدات تثبيت الرمال.

وقالت الوزيرة "نعمل حاليا على إنشاء مركز صيني- موريتاني لمكافحة التصحر، ونأمل أن يتحول إلى منصة نموذجية للتعاون البيئي الصيني- الأفريقي". وأوضحت أن هذا المركز سيضطلع مستقبلاً بأدوار متعددة تشمل الدعم العلمي، والتدريب، والترويج، وتكييف التكنولوجيا محليًا، بهدف توفير حلول متكاملة لمكافحة التصحر في منطقة غرب أفريقيا بأكملها.

وأشادت لغظف بجهود الصين في مجالات التكنولوجيا الخضراء والإدارة البيئية، مشيرة إلى أن الصين تلعب دورًا بارزًا في دفع التعاون الدولي في مجال حماية الموارد الطبيعية. وأضافت أن خبرة الصين في تحسين جودة البيئة، والتحول الأخضر، واستعادة النظام البيئي، توفر مراجع ثمينة للدول الأفريقية ومنها موريتانيا.

وقالت الوزيرة "شاركت وزارتنا في عدة مناسبات في برامج تبادل المشاريع والتعاون التقني مع مؤسسات البحث العلمي الصينية، لا سيما أكاديمية العلوم الصينية ومعاهدها المختلفة، وقد أُنشئت آلية تواصل وتبادل كفاءات نشطة. 

وأكدت الوزيرة أن مفهوم التنمية الخضراء الذي تتبناه الصين يتماشى إلى حد كبير مع التوافق الدولي في القضايا متعددة الأطراف مثل مكافحة التصحر، وتغير المناخ، والتنوع البيولوجي، ويعكس فهمًا منهجيًا لقضايا أمن البيئة العالمي.

كما لفتت الوزيرة إلى أن دور الصين يتعزز باستمرار في آليات التعاون البيئي الثنائية ومتعددة الأطراف، حيث تسهم بفعالية في تقليص الفجوة بين الشمال والجنوب في مجالي التكنولوجيا والتمويل. وأوضحت أن التكنولوجيا الصينية ساهمت في إدراج خطة "السور الأخضر العظيم" الأفريقي ضمن العديد من آليات التمويل الدولية.

وأضافت لغظف "يمتاز تعاوننا مع الصين بخصائص تكاملية فريدة، إذ يجمع هذا التعاون بين التكنولوجيا المتقدمة، ونقل المعرفة، والابتكار في التمويل". وأوضحت أنه على سبيل المثال، تستخدم 85% من نقاط المراقبة البيئية معدات صينية، وتم تطبيق تقنيات تثبيت الرمال الصينية محليًا. 

وشددت الوزيرة على أن هذا التعاون يقوم على المنفعة المتبادلة الحقيقية، بدون شروط سياسية، ويراعي التكيف المحلي وضمان انسجام المشروع مع خطط التنمية الوطنية الموريتانية.

وفي سياق الذكرى الستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين وموريتانيا، والتي تصادف عام 2025، أكدت لغظف أن التعاون الثلاثي بين الوكالة الوطنية للسور الأخضر العظيم، ومعهد شينجيانغ للإيكولوجيا والجغرافيا التابع لأكاديمية العلوم الصينية، وشركة سينوواي لتكنولوجيا الغابات يُعد نموذجًا حيًا لمساهمة الصين في التنمية الخضراء في أفريقيا.

واختتمت الوزيرة حديثها قائلة "دخل التعاون الأخضر بين الصين وأفريقيا مرحلة أكثر عمقا، ولم يعد بناء 'السور الأخضر العظيم الأفريقي' مجرد حلم، بل أصبح واقعًا ملموسا ينمو ويترسخ بفضل هذا التعاون الاستثنائي".


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号