share
arabic.china.org.cn | 09. 06. 2025

مقالة خاصة: مراكز الرعاية النهارية للمسنين.. حل مثالي واعد لاحتياجات العائلات الصينية

arabic.china.org.cn / 13:20:59 2025-06-09

شنيانغ 9 يونيو 2025 (شينخوا) في مدينة بانجين بمقاطعة لياونينغ في شمال شرقي الصين، يذهب يانغ يونغ هوا، البالغ من العمر 68 عاما، كل صباح تقريبا إلى مركز رعاية نهارية للمسنين في المجتمع السكني، برفقة ابنه الذي يمتلك مطعم شواء محلي. وفي هذا المركز، يتواصل يانغ مع أصدقائه، ويقوم ببعض الأعمال اليدوية ويتناول الوجبات ويتلقى العلاج.

ويعد هذا نموذجا ناشئا في الصين للرعاية النهارية للمسنين، وهو حل يجمع بين الرعاية المنزلية والرعاية المؤسسية.

ويُطلق على هذه المراكز اسم "رياض المسنين"، حيث تقدم جدولا منظما يشمل: الإفطار والأنشطة والغداء والقيلولة والعلاج الطبيعي في فترة ما بعد الظهر والعشاء والاستحمام-- كل ذلك قبل أن تعود العائلات لأخذ أحبّائها إلى المنزل.

وقال يانغ: "إنه أكثر متعة من البقاء في المنزل"، ليعكس بذلك شعورا يشاطره الكثير من كبار السن الذين وجدوا متعة غير متوقعة في هذا الروتين الجديد. أما ابنه، الذي يعاني من ورديات العمل الليلي في المطعم، فقد شعر بارتياح كبير منذ أن بدأ المركز العمل في صيف عام 2023.

ويأتي هذا التحول في رعاية المسنين مدفوعا بالحاجة الاجتماعية الملحة والسياسات الوطنية. فبحسب الهيئة الوطنية للإحصاء، تجاوز عدد سكان الصين الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما فأكثر 310 ملايين بنهاية عام 2024، أي ما يعادل 22 في المائة من إجمالي السكان. وإدراكا لارتباط العديد من كبار السن بمجتمعاتهم وعائلاتهم، تروج السلطات المعنية لحلول رعاية قائمة على المجتمعات السكنية.

وقد أصدرت وزارة الشؤون المدنية تعليمات بإنشاء مراكز نهارية على مستوى المجتمعات السكنية تقدم رعاية يومية ووجبات ومساعدة في النظافة الشخصية واستجابة لحالات الطوارئ ومؤانسة نفسية. وبدورها، حولت الحكومات المحلية هذه التعليمات إلى خدمات ملموسة، مثل المساعدة في الاستحمام، ومرافقة المرضى إلى المستشفيات، وخدمات التدبير المنزلي.

وفي حي سهني بمدينة ناغتشوي بمنطقة التبت ذاتية الحكم بجنوب غربي الصين، لا يدفع كبار السن سوى 20 يوانا (نحو 2.78 دولار أمريكي) يوميا مقابل الغداء والعشاء إضافة إلى أكثر من عشر خدمات تتراوح بين لعبة الماهجونغ والعلاج الطبيعي. وفي منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي البلاد، تسعى السلطات إلى تغطية 90 في المائة من أماكنها بمثل هذه المرافق هذا العام.

أما مدينة هنغشوي في مقاطعة خبي بشمالي الصين، فقد دمجت بين الموارد التجارية والمجتمعية لإنشاء 22 مركزا نموذجيا يجمع بين الإقامة الطويلة والرعاية النهارية والترفيه وتقديم الطعام للمسنين.

ولمثل هذه المبادرات تأثير عميق على عائلات مثل عائلة لي شي هوا، البالغة من العمر 88 عاما والمصابة بالخرف. إذ شهدت حالتها الصحية تحسنا مستمرا مع ترددها على مركز رعاية نهارية متخصص في الرعاية المعرفية في مدينة داليان بشمال شرقي الصين، بحسب ما ذكر أفراد أسرتها. وقد وفرت المراقبة المنتظمة وإدارة الأدوية المزيد من النشاط والتنظيم للمقيمين في هذا المركز، مما خفف العبء بشكل كبير عن مقدمي الرعاية والعائلات.

ومن الجدير بالذكر أن الابتكار في هذا المجال ما زال يتطور. فهناك مدن، مثل بكين وقوانغتشو، تقوم بتجربة مساحات "الرعاية المشتركة" التي تدمج بين رعاية الأطفال وكبار السن، والتي يتم دعمها من خلال أماكن عامة مجانية ومرافق مدعومة.

ويعد وضع المعايير الوطنية ركيزة أساسية لهذا التوسع، حيث أصدرت السلطات 51 معيارا وطنيا أو صناعيا تغطي جوانب السلامة والجودة وتقييم المرافق، بالإضافة إلى أكثر من 100 معيار محلي.

ويرى الخبراء أن هذه المراكز النهارية تمثل أكثر من مجرد وسيلة توفر الراحة للأسر التي تحاول التوفيق بين العمل والواجب الأسري، بل أصبحت خيطا لا غنى عنه في نسيج الحياة الأسرية، حيث توفر الرعاية والترابط بأدق صورهما -- بالقرب من المنزل.

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号